"تهجير وقصف وخطف".. أهالي قرية قاسمية يعانون من أهوال الاحتلال التركي
منذ الاحتلال التركي لشمالي سوريا، أصبح مواطنوه محكومًا عليهم بالعيش تحت براثن الفصائل الإرهابية المسلحة المدعومة من أنقرة وتعرضهم يوميًا للإهانات والخطف وهدم المنازل وانقطاع المياه، بالإضافة إلى استخدامهم كدروع بشرية حال وقوع أية اشتباكات مسلحة، كما يفرضون عليهم ضريبة للعيش في ظل الظروف الصعبة التي يمرون بها.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سماع دوي انفجارات وأصوات رصاص ناجمة عن قيام فصائل ما يعرف بـ"الجيش الوطني" الموالي لتركيا باستهداف منازل المدنيين المهجرين من عدة قرى شمال الحسكة، مشيرا إلى أن عناصر من فرقة الحمزة الموالية لتركيا قاموا بحرق 5 منازل تابعة لأهالي قرية قاسمية بريف بلدة تل تمر الغربي، وذلك بعد سرقتها.
نزوح إجباري
وتعد قرية قاسمية فارغة من سكانها الذين نزحوا أثناء هجوم الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، ويتواجد في القرية قاعدة عسكرية تركية كبيرة، ويأتي ذلك في إطار الانتهاكات المتواصلة بحقّ ممتلكات المواطنين، وازدياد نفوذ تلك الفصائل المدعومة من تركيا وتسلطها على السكان المحليين.
ويقول أحمد مراد: إن أنقرة تغض الطرف عن كل هذه الانتهاكات التي ترتكبها مجموعات مسلحة موالية لها، في إطار خطة تركية ممنهجة تجبر سكان المنطقة التي كانت تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية، التي تعتبرها أنقرة "إرهابية"، مشيرًا إلى أن قياديا ضمن الشرطة العسكرية الموالية لتركيا استولى على أكثر من 50 منزلا تعود ملكيتها للمهجرين من أبناء عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي.
موت مجاني
وأضاف: "الجماعات الإرهابية المسلحة المدعومة من أنقرة قامت بنهب مجوهرات وأموال بنحو 10 آلاف دولار من أحد المنازل، في حين جرى سرقة متجر أحد سكان قرية قاسمية".
من جانبه قال سامر حسو: إن الاحتلال التركي في قاسمية يقوم بشراء مواد غذائية من المتاجر التي يملكها السكان دون تسديد أثمانها، كما يسخرون عربات السكان في نقلهم بلا مقابل مادي، وكذلك الأطفال والفتيان في تنظيم مقراتهم.
وأضاف: "يعيش السكان في المنطقة حالة رعب وانهيار، بعدما أمطرت المدفعيات التركية، منازل القرويين، ما تسبب في تشريد آلاف السكان، خوفا من الموت المجاني برصاص الميليشيات أو طلقات المدفعية".
وتابع: "القصف المتواصل أدى لنزوح أهالي المنطقة والقرى المحيطة بها خوفا من التصعيد العسكري الإجرامي، حيث قامت الميليشيات الإرهابية المدعومة من أنقرة بإضرام النيران في الأراضي الزراعية من القاعدة العسكرية لتجتاح النيران القرى المحاذية لها"، مشيرا إلى أن فرق الإطفاء لا تستطيع التدخل في إخماد النيران بسبب استهدافهم المباشر من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، بالإضافة إلى تخوفهم من الألغام التي زرعها المرتزقة هناك.
سرقة وسلب وجرائم متنوعة
ويقول جاسم رشك: "المرتزقة سلبوا أموالي وممتلكاتي وقاموا بتهجيري وأطفالي، دولة الاحتلال التركي ومرتزقته هم إرهابيون من الدرجة الأولى بسبب جرائمهم بحق المدنيين العزل وسرقة ممتلكاتهم وحرق مصدر رزقهم وتهجيرهم قسرا من منازلهم".
وأضاف: "في ظل أزمة جائحة كورونا فإن المنشآت الطبية في شمال شرقي سوريا تفتقر إلى فرق مختصة بعد انسحاب المنظمات غير الحكومية، بسبب هجمات الاحتلال التركي، وفي انتهاك صارخ للقانون والمواثيق الدولية، يقوم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان باستخدام الأسلحة المحرمة دولياً، كالفوسفور والنابالم الحارق، مما ينذر بكارثة إنسانية ومجازر حقيقية وبشكل كبير".
وتابع: "شهدت القرية حركة نزوح للسكان إلى مناطق أكثر أمناً. ومطلع 2021، جددت أنقرة والفصائل النابعة لها من التنظيمات الإرهابية، عدوانها على القرى والبلدات الآمنة في ريف الحسكة، حيث استهدفت بالقذائف محيط بلدة تل تمر بريف المدينة الشمالي".