حسين عرنوس.. رئيس حكومة سوري جديد مثير للجدل
خلال الساعات القليلة الماضية، جذب الرئيس السوري بشار الأسد، أنظار العالم له من جديد، حيث قرر إعفاء رئيس الحكومة، عماد ديب خميس، من منصبه وكلف وزير الموارد المائية حسين عرنوس برئاسة الوزراء، واستمرار الحكومة بمهامها حتى انتخاب البرلمان الجديد.
لم يذكر الرئيس السوري سبب تلك الخطوة، إلا أن البلاد تعاني من أزمة اقتصادية طاحنة حيث انخفضت قيمة العملة إلى مستويات قياسية خلال الأيام القليلة الماضية؛ ما زاد من معاناة السوريين.
أزمة اقتصادية طاحنة
وتشهد سوريا التي تتداخل فيها عدة أطراف أجنبية، ويتفشى بها الإرهاب، أيضًا أزمة اقتصادية طاحنة تفاقمت مع تفشي فيروس كورونا؛ إذ تجاوز سعر صرف الدولار ثلاثة آلاف ليرة خلال الأسبوع الماضي
.
كما فاقم من الأزمة الاقتصادية المشكلة التي تسبب بها رجل الأعمال السوري ونجل خال رئيس النظام رامي مخلوف مع الحكومة، كما سبقت بدء تطبيق قانون العقوبات الأميركي "قيصر"، بينما خرجت مظاهرات في السويداء، طالبت بتحسين الواقع المعيشي وإنهاء الفساد تحت عنوان "بدنا نعيش"، ثم تحولت إلى احتجاجات مطالبة لإسقاط النظام.
من هو عرنوس؟
قبل رئاسته الجديدة للحكومة، كان يشغل منصب وزير الموارد المائية التي يتولى حقيبتها منذ نوفمبر 2018، وقبلها تولى حقيبة الأشغال والإسكان بين 2016 و2018، وكذلك وزير الأشغال العامة بين 2013 و2016 قبل أن يتم دمج وزارتي "الأشغال العامة" و"وزارة الإسكان والتنمية العمرانية" عام 2016.
وولد عرنوس في قرية التح بمنطقة معرة النعمان في محافظة إدلب عام 1953، وتخرج في كلية الهندسة المدنية بجامعة حلب عام 1978.
انخرط في العمل الحكومي عام 1989، حيث تولى رئاسة فرع نقابة المهندسين بإدلب، ثم إدارة الشركة العامة للطرق بين عامي 1992 و2002، وبعد عامين أصبح مديرًا عامًّا للمؤسسة العام للمواصلات الطرقية حتى عام 2009.
وبعد أن ذاع صيته، عين محافظًا لدير الزور حتى 2011، ثم محافظًا للقنيطرة حتى 2013، ثم تم ترشيحه للعمل الحكومي بعد ذلك، ليتولى وزارة الأشغال العام والإسكان، في 2013.
جدل حول رئيس الوزراء الجديد
ورغم منصبه الوزاري إلا أن حسين عرنوس من بين الأفراد الذين شملتهم العقوبات الأميركية والأوروبية على وزراء حكومة النظام في 2014، ومن بين الممنوعين من السفر.
ويعتبر عرنوس من الأفراد المقربين من إيران، حيث إنه أول رئيس وزراء من محافظة إدلب في عهد الأسدين الأب والابن، كما يرجح الكثيرون أنه شيعي.
أثار قرار الأسد جدلًا في البلاد، حيث اعتبره سياسيون ومحللون فشلًا جديدًا في إدارة الأزمة الاقتصادية الضخمة، وحراك الشارع ضد نظام الأسد، حيث اعتبروا أن الرئيس يلتف حول الاحتجاجات الشعبية ويحمّل الحكومة مسؤولة إخفاقه.
ومع انتشار قرار تعيين عرنوس، تبادل الناشطون نشر فضائحه وفساده وتخليه عن أهله وأبناء شعبه، وأكثر ما تم تداوله هو فضيحته أثناء توليه منصب محافظ دير الزور؛ إذ كان يطلق عليه لقب "أبو المازوت"، حيث تولى تقسيم منحة المازورت في عام 2007، وعلى إثرها تمت إقالته من منصبه.