روايات عرب أصيبوا بـ"كورونا" في الولايات المتحدة.. الانهيار قادِم لا محالة
تفاقمت الأوضاع في الولايات المتحدة الأميركية بشكل فاق كل التوقعات، فيروس "كورونا" أصبح رعباً يسيطر على حياة الأميركيين، خاصة مع إعلان فريق من الخبراء استمرار انتشار الفيروس لمدة قد تصل لعامين متتاليين، وسط تأكيدات أن الإصابات ستتجاوز الـ70% من الشعب الأميركي بالكامل، ودعا الخبراء الولايات المتحدة للاستعداد للسيناريو الأسوأ الذي يتضمن موجة ثانية ضخمة من الإصابات بفيروس "كورونا" في فصلَي الخريف والشتاء، ملقين الضوء على أنه وفي أفضل السيناريوهات فإن المزيد من الأشخاص سيموتون.
القادم أخطر.. خبراء: الفيروس سيقتل الملايين خلال العامين القادمين
من جانبه قال، "مايك أوسترهولم"، رئيس مركز أبحاث الأمراض المعدية: "هذا الشيء (فيروس كورونا) لن يتوقف حتى يصيب 60 إلى 70%"، لافتاً إلى أن حدوث مثل هذا الأمر "يتحدى علم الأحياء الدقيقة".
وألقى الخبراء الضوء على أن انتشار الفيروس لمدة تصل إلى سنتين سيستمر "حتى تتطور مناعة القطيع بين التعداد السكاني للمجتمعات"، ويستندون في توقعاتهم هذه على نماذج مقدمة من مراكز بحثية كتلك في جامعة واشنطن الأميركية وكلية أمبيريال في العاصمة البريطانية، لندن، واللتان أظهرت أرقامهما أن الفيروس سيتسبب بوفاة الملايين.
وكانت جامعة "جونز هوبكنز" الأميركية قد أعلنت عن وفاة 1435 شخصاً اليوم لتصل حصيلة الضحايا لـ 66 ألف حالة، جعلت الولايات المتحدة تحتل المرتبة الأولى عالميًّا بعدد الوفيات بعد أن اقترب عدد الإصابات الإيجابية بالفيروس لحاجز المليون وربع المليون حالة.
الدكتور "فاروق الباز" العالم المصري بوكالة "ناسا"، أكد أن صعوبة السيطرة على الوباء سببه أن الولايات المتحدة بلد مفتوحة ويتحرك مواطنوها بحرية كبيرة ورفضوا الاستماع لقرارات الحكومة.
وأضاف أن الرئيس الأميركي "ترامب" يتحمل المسؤولية كاملة، حيث تأخر للغاية في إجراءات مواجهة الفيروس خوفًا على الاقتصاد، مما تسبب في تفاقم الأوضاع بشكل كارثي، مضيفًا أن الرئيس الأميركي لا يملك العلم الكافي لمواجهة الفيروس ويحاول الاستفادة منه وتوضيح أنه رئيس قوي قادر على اتخاذ القرارات الحاسمة، الآن يجب عليه أن يصمت ويترك للعلماء حرية التحرك لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
الالتزام الكامل هو الحل.. إذا أهمل مواطن واحد سيدفع الباقون الثمن
يقول شريف محمد، أميركي من أصول مصرية يعيش في ولاية نيويورك الأميركية، الجميع هنا أصبح على قناعة تامة بأن إصابته بفيروس "كورونا" مسألة وقت ليس أكثر، مضيفًا، أحمد الله أنني أصبت بالفيروس في البداية حيث كانت الإمكانيات للعلاج متوفرة والأطباء متحفزين، الآن مع زيادة الأعداد أصبحت الحكومة أكثر انتقائية وتطالب المواطن بانتظار ظهور كامل الأعراض قبل حجزه وعلاجه.
وتابع شريف، بمجرد إصابتي تم عزل أسرتي بالكامل وكانت زوجتي وأطفالي الثلاثة مصابين أيضًا، لا أعرف من أين جاءت الإصابة فمنذ اللحظة الأولى للتفشي ونحن ملتزمون بالبقاء في منزلنا على عكس الكثيرين من الشعب الأميركي، مضيفًا: يبدو أن الحل الوحيد هو التزام الجميع فإذا التزم نصف الشعب والنصف الآخر لم يلتزم سيدفع الجميع الثمن.
وأضاف، الحكومة هنا تأخرت كثيرًا في اتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة لمنع انتشار المرض، الأميركيون شعب استهلاكي بطبيعته، ولم يتخيل المكوث في المنزل فترة طويلة، فترة التردد الطويلة كانت كافية لمضاعفة الخسائر في الأرواح وهو الأهم وخسائر مادية أيضًا في حين كان من الممكن الاكتفاء بالخسائر المادية المحتملة، كما حدث في الصين ومحاصرة الفيروس تمامًا.
نخشى الفقر وتضاعف معدلات الجريمة بسبب توقف الحياة الاقتصادية تمامًا
في السياق نفسه تقول "وعد هاشم"، أميركية من أصل سوري، ثقافة المواطنين هنا تختلف كثيرًا عن باقي العالم، هنا المواطن معتاد على الرعاية الصحية مرتفعة المستوى، فبمجرد ما تزيد درجة حرارته درجة مئوية واحدة يذهب إلى المستشفى ليتم أخذ مسحة وفحصه، فبالتالي زاد أعداد المصابين بشكل هائل رغم تأكيدات الخبراء أن الأعراض إذا لم تكن بالشدة الكافية يكفيك البقاء في المنزل ومن الممكن أن تشفى وحدك اعتمادًا على مناعتك.
وتابعت "وعد"، في الدول الأكثر فقرًا وضعفًا في المنظومة الصحية لا يذهب المواطن للطبيب أو للمستشفيات إلا في حالة زيادة الأعراض عن قدرته على الاحتمال، لذلك نجد أن الأعداد أقل بكثير في دول لا تملك منظومة صحية كالتي تملكها الولايات المتحدة.
وأضافت، أصيب زوجي وشقيقي ولكن المسحة التي أخذت مني ظهرت سلبيتها، وسيخرج الاثنان خلال أيام من الآن، أعداد الوفيات مفزعة بسبب أعداد الإصابات الهائلة وتصريحات المسؤولين تزيدنا هلعاً، خاصة مع توقُّف أعمالنا بشكل كامل.
وأشارت "وعد" إلى أن الحياة في الولايات المتحدة ذات طابع استهلاكي هائل، موضحة أن عددا محدودا جدًا من الأميركيين يستطيعون الادخار، الأغلبية تعيش برواتبها وتنفقها بشكل كامل، توقُّف الحياة سيرفع معدلات الفقر والجريمة بشكل غير مسبوق.
القطاع الصحي صامد حتى الآن في فلوريدا.. وتحذيرات من انهيار وشيك
من جانبه يقول "مختار عبد العال" الوضع هنا يختلف من ولاية إلى أخرى، أما عن فلوريدا حيث أعيش، فهناك تأمين صحي ندفع له جزءًا كبيرًا جدًّا من رواتبنا وعندما ظهرت الأعراض عليَّ للمرة الأولى اتصلت بالجهات المختصة وأخبرتهم برقمي التأميني وتم الفحص عَبْر الهاتف، وبعد أن شك الطبيب في إصابتي أعطاني عنوانا محددا ذهبت إليه دون أن أنزل من سيارتي وتم أخذ المسحة.
وتابع، في اليوم التالي جاءتني النتيجة على الهاتف، فعلمت بإصابتي وجاء مندوبون لأخذ مسحة من أسرتي بالكامل وإعطائي أدوية والتشديد على أهمية بقائي في المنزل وتمت متابعة الحالة معي دون أن أنتقل إلى المستشفى حتى شُفيت، غيري لا يُشفى ويحتاج للرعاية ويتم نقله للحجز في غرف الرعاية المركزة، وحذرني الأطباء من التهاون والنزول للشارع دون سبب، مؤكدين أن القطاع الصحي لم يَنْهَرْ بعد ولكن انهياره أمر وارد الحدوث جدًا خلال الشهر القادم.
وتابع "مختار"، المحزن هنا أن المستشفيات أصبحت أماكن يحذر دخولها حتى لمن يدخلها لأسباب غير الإصابة بفيروس "كورونا"، والدتي احتاجت لعملية جراحية في القلب ومُنعنا من مرافقتها، وحتى الآن هي في الرعاية المركزة ونتابع حالتها بالهاتف فقط.