عبدالإله ابن كيران.. خليفة سيد قطب في المغرب وقائد التطبيع مع إسرائيل
يعتبر عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربي السابق، من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في المغرب، حيث إنه دائمًا يذهب إلى مصالحه الشخصية متأثرا بنشأته الإخوانية.
منعطف حقيقي
دخول ابن كيران، إلى عالم الإخوان بتنظيم الشبيبة الإسلامية، وهو التنظيم الأم الذي خرجت منه مجموعة من قيادات حزب العدالة والتنمية، أتى بعد قراءته لكتاب "معالم في الطريق" لسيد قطب، إذ تحول إلى شخص آخر بعد مطالعته لهذا المؤلف.
وكان أعضاء تنظيم الشبيبة الإسلامية متوجسين من بنكيران، لأنه كان يتوفر على ثقافة إسلامية سابقة لن تسهل اندماجه وفق تقديرهم، لذلك مدوه بكتاب السيد قطب، وهو ما شكل منعطفا حقيقيا في حياته.
بعد انسحاب بنكيران من الشبيبة الإسلامية، أسس هو وزملاؤه تنظيم "الجماعة الإسلامية"، وبعدها حركة "الإصلاح والتجديد"، ثم اندمجوا مع حزب قديم كان بالمغرب، نتج عنه تأسيس العدالة والتنمية عام 1996 "لم يتم تحويل الحزب إلى هذا الاسم إلا عام 1998"، كما اندمجوا في الجانب الدعوي مع رابطة المستقبل الإسلامي، لينتج عن ذلك حركة التوحيد والإصلاح، التي تعد ذراعًا دعويًا لحزب العدالة والتنمية.
رجل التطبيع
وبالنسبة لمسألة التطبيع، فقد دافع عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية الأسبق، عن الاتفاق الذي وقعته المملكة المغربية مع إسرائيل، معتبرًا أن حزب العدالة والتنمية جزء من بنية الحكم في الدولة، ولا يمكنه بالتالي رفض التوقيع.
وتعليقًا على الجدل الذي أثارته صور توقيع رئيس الحكومة الحالي، سعد الدين العثماني على اتفاق التطبيع مع إسرائيل بعد مواقف مناقضة له سابقا، أكد ابن كيران في فيديو نشره على صفحته الرسمية على فيسبوك "رفضه الحديث عن إقالة العثماني وتكليف نائبه، لأن ذلك ليس هو العدالة والتنمية الذي يعرف"، معتبرًا أن "الحزب ليس حزبا عاديا، بل يرأس الحكومة، وعضو أساسي في بنية الدولة، ويتخذ القرار في القضايا المصيرية".