عنصرية تميم تشوه كأس العالم.. انتهاكات العمال تطغى على التصفيات
مع انطلاق التصفيات المؤهلة لكأس العالم ٢٠٢٢، المقرر إقامتها خلال شهري نوفمبر وديسمبر في عام ٢٠٢٢ بقطر، تثار التساؤلات حول أحقية قطر في استضافة مثل هذا الحدث الدولي الذي يعبر عن المساواة والتسامح في دولة تنتهك كل حقوق الإنسان وتتعامل بعنصرية مع العمال.
عنصرية قطر
وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فقد توجه رئيس الاتحاد الدولي لكرة "فيفا"، جياني إنفانتينو، لقطر، ليسلط الضوء مرة جديدة على معاناة العمال في قطر وعملهم بنظام السخرة من أجل الانتهاء من بناء الاستادات والمنشآت في أقرب وقت.
ويقول نشطاء حقوقيون: إن الانتهاكات واسعة النطاق ضد العمال ما زالت مستمرة.
كما أصرت الفيفا على إقامة البطولة خلال شهري نوفمبر وديسمبر من عام 2022، ولم تغير الموعد بسبب جائحة الفيروس الذي أجبر الاتحادات الدولية بالفعل على تأجيل بطولة كرة القدم الأوروبية وأولمبياد طوكيو.
ووفقاً للوكالة الفرنسية، يوجد في قطر أعلى معدلات الإصابة بفيروس كورونا بالنسبة للفرد الواحد في العالم.
واستمر العمل في منشآت البطولة هذا العام، حتى عندما فرضت الدوحة عمليات إغلاق واسعة النطاق بما في ذلك المتاجر والمطاعم والمساجد، إلا أن العمل استمر في منشآت كأس العالم متجاهلة حقوق العمال.
إصلاحات وهمية
هرباً من جحيم تميم وحكومته عاد المئات من العمال إلى أوطانهم، ليكشفوا خداع قطر للعالم والمجتمع المدني بإصلاحات قوانين العمل الوهمية.
ووفقت شبكة "دويتش فيله" الألمانية، فإن العديد من العمال وخصوصاً الآسيويين قد عادوا لديارهم مرة أخرى خلال شهر سبتمبر الماضي بعد أن ظلوا يعملون لأشهر طويلة دون الحصول على مقابل أو أجر.
وقال علي أصغر عامل باكستاني يبلغ من العمر ٣٩ عامًا وكان جزءًا من القوة العاملة الأجنبية التي يبلغ قوامها مليوني شخص في قطر، إنه اضطر إلى العمل دون أجر لعدة أشهر.
وأضاف أصغر: "كنت عاطلاً عن العمل لمدة عامين في الدوحة وعشت مع أصدقائي، لم تكن العودة إلى باكستان خيارًا بسبب الوضع الاقتصادي السيئ لبلدي".
وتابع: "لكن الأمور لم تكن سهلة في قطر أيضًا، ظللت أعمل بها لمدة ٤ سنوات ولم يكن صاحب العمل يدفع رواتب عماله لشهور، وعملنا في مواقع البناء في ظروف سيئة للغاية".
وأشار إلى أن استغلال العمال في قطر من المرجح أن يستمر بشكل أو بآخر.
وقال أصغر: "إن الأزمة عميقة في النظام، العمال الضعفاء يجدون أنفسهم عاجزين أمام أرباب عملهم.
وأضاف: "من وجهة نظري، الحديث عن إصلاحات هو مجرد إجراءات رمزية لتقديم صورة أفضل للبلد إلى المجتمع الدولي قبل انطلاق كأس العالم لكرة القدم 2022".
وتابع: "غالبية العمال من دول جنوب آسيا أميون، يحتاجون إلى مزيد من الوعي بهذه القوانين وحقوقهم. لا يزالون خائفين من الكفيل".
الكابوس القطري
ومنذ عام 2017، وتطالب منظمة هيومن رايتس ووتش الدوحة باتخاذ تدابير لحماية عمال البناء الذين يعملون في درجات حرارة عالية؛ ما أدى إلى مقتل المئات منهم.
وكشفت المنظمة أن العمال المهاجرين أجبروا على العمل في مواقع البناء حتى عندما كانوا مرضى وفي درجات حرارة عالية للغاية، وفي حالة رفضهم يتم تهديدهم بالفصل.
وقالت هبة زيادين، باحثة الخليج في هيومن رايتس ووتش: "هناك أحكام في القانون يمكن استخدامها لاستغلال العمال، على سبيل المثال، يمكن لصاحب العمل توجيه اتهامات بالفرار ضد عامل انتقامًا من تغيير أو ترك العمل".
كما رصدت المنظمة معاناة عامل كيني، قال إن قطر كانت حلماً له قبل أن تتحول لكابوس.
أسوأ اختيار
الكاتب البريطاني "ستيفن كولينز" قال في مقاله الذي نشر عبر موقع "بي في تاك"، "قطر ليست موطنًا لأي ملاعب مناسبة، واضطروا إلى بناء العديد من المباني الجديدة من الصفر، في ظروف لا تطاق؛ ما تسبب في مقتل مئات العمال الذين يقومون ببنائها".
ووفقًا لجيمي داورد من منظمة The Observer، قال في مقال نُشر عام 2014: "توفي 400 عامل مهاجر نيبالي في أعمال البناء في قطر منذ الفوز باستضافة كأس العالم".
وتابع: إنه بالحديث من منظور الحقوق المدنية، فإن قطر هي أسوأ مكان لاستضافة حدث رياضي دولي منذ دورة الألعاب الأولمبية الصيفية لعام 1936، والتي أقيمت في قلب ألمانيا النازية.
بطولة مخزية
وتساءل موقع "ياهو سبورت" الأميركي، عن السر في إصرار الفيفا على استضافة قطر لكأس العالم بعد الانتهاكات لحقوق العمال والرشوة.
واعتبر أن استضافة قطر لبطولة كأس العالم ٢٠٢٢ تُعَدّ أمرًا مرعبًا ومحرجًا للعالم وعار على الفيفا.
العالم أجمع يعلم حجم الخسائر البشرية التي ضحت بها قطر لبناء منشآت وملاعب كأس العالم، حيث لقي مئات العمال المهاجرين حتفهم في بناء الملاعب والبنية التحتية لكأس العالم تم التضحية بهم على مذبح العلاقات العامة الجيدة، وهو السبب الوحيد الجيد لاستضافة كأس العالم.
وحصلت قطر على حقوق تنظيم بطولة كأس العالم في عام 2010، وبحلول عام 2013، توفي بالفعل أكثر من 1200 عامل مهاجر بسبب ظروف العمل المزرية، وفقًا للاتحاد الدولي لنقابات العمال.
وتوقعت منظمات المجتمع المدني، أن يصل هذا العدد أكثر من ٤ آلاف ضحية حتى توقيت انطلاق البطولة.
العمل بالسخرة
تقرير آسيوي آخر، كشف عن إجبار نظام تميم العمال على العمل دون أجر لعدة أشهر؛ ما دفعهم للتسول من أجل الحصول على طعام.
موقع "نيوز سكيل" الآسيوي، رصد هذه المعاناة من خلال نشر شهادات بعض العمال القادمين من الدول الفقيرة في القارة وهي الطبقة الأكثر تضرراً من عنصرية تميم وعائلته، وتركهم العمال إما عالقين أو مرحلين قسريًا لبلدانهم دون حصولهم على أجورهم المستحقة.
أصحاب العمل أجبروا العمال على العمل دون مقابل ويمنعونهم من العودة لبلدانهم وإذا ما اعترض أحدهم يجد نفسه في السجن متهمًا بجرائم السرقة والتجسس أو الاتجار في المواد غير المشروعة.
وقالت عاملة مهاجرة تدعى أنجلينا: "لم نحصل على رواتبنا منذ 1 أبريل.
تعمل أنجلينا تعمل في شركة تنظيف تعرضت لضربة كبيرة بسبب الوباء مثل غيرها من الشركات في قطر، وقالت "أصحاب العمل كانوا يصادرون جوازات سفر العمال وبطاقات الصراف الآلي، رغم أنه إجراء غير قانوني بموجب القانون القطري".
وتابعت أنجلينا: "في مايو، أخبرونا أنهم سيمنحوننا 400 ريال إذا وقعنا عقدًا جديدًا لا يتضمن أي حق لنا في الرواتب المتأخرة، لأولئك الذين رفضوا الحصول على سلفة نقدية أخرى قابلة للخصم بقيمة 200 ريال، ولم يكن لدينا خيار سوى الموافقة، وإلا لكنا جوعى حتى الموت".