"قتل وقطع إنترنت واحتجاجات".. نظام الملالي يقمع أهالي بلوشستان
شهدت محافظة بلوشستان، مواجهات عنيفة بين متظاهرين غاضبين وأفراد من عناصر الحرس الثوري الإيراني، في المحافظة الواقعة جنوب شرقي طهران، إثر مقتل العشرات من بائعي الوقود خلال احتجاجاتهم أمام إحدى القواعد العسكرية للحرس الثوري الإيراني، وقام النظام الإيراني بقطع شبكة الإنترنت عن المنطقة، حسبما أكد ملا مجيد، الناطق الرسمي بلسان منظمة حقوق الإنسان البلوشي.
تهميش وفقر
ويقول عمران حمد: إن بلوشستان المتاخمة للحدود مع أفغانستان وباكستان، تعاني من التهميش والإفقار وقلة الموارد، ما يدفع قطاعًا كبيرًا منها للعمل في بيع الوقود والنفط عبر الحدود، غير أنه في الفترة الأخيرة "تم بناء سياج حدودي وغلق منافذ البيع المتاحة، مما ترتب عليه حدوث مناوشات فقام أفراد الحرس الحدودي الإيراني بفتح النار بشكل عشوائي على المدنيين، وقتل نحو عشرة أفراد، وإصابة العشرات، وأغلبهم في حالات حرجة داخل مستشفيات باكستانية وإيرانية.
وأضاف: "إجمالي عدد القتلى بلغ نحو 50 شخصا، وقد أثارت هذه الحادثة غضب البلوش فخرجوا في تظاهرات، الثلاثاء في عدة مناطق من بينها منطقة سروان وزاهدان".
قطع الكهرباء والإنترنت
من جانبه قال، سمير كدوان: إن الكثير من الحوادث التي وقعت ومنها مهاجمة المواطنين البلوش لمقار حكومية وتدميرها، ومحاصرة بعض مراكز الشرطة وقواعد الحرس الثوري الأمنية والعسكرية، بالإضافة عن قيام بلوش مسلحين بالهجوم على المركز الحدودي الذي تسبب بالحادث، ما أدى إلى هروب الجنود الإيرانيين من مواقعهم، ومن ثم اضطرت الحكومة الإيرانية لقطع كافة وسائل التواصل من إنترنت وكهرباء عن منطقة سروان وزاهدان.
وأضاف: "هناك شهود عيان تابعوا أرتالا من المركبات التابعة للجيش الإيراني بينما كانت متوجهة إلى منطقة سروان وزاهدان، وقد اصطدمت في اشتباكات مع المحتجين البلوش".
اضطهاد مزدوج
وتابع: "بلوشستان تعاني من اضطهاد مزدوج بسبب انتماء غالبية سكانها لأقلية عرقية البلوش والسنة بوجه عام، وهو ما تسبب في عزلتها وإفقارها عمدا من قبل النظام، رغم وفرة الثروات الطبيعية بالإقليم من النفط والذهب والغاز واليورانيوم والنحاس، وفي المقابل يعاني أبناؤها من الفقر الشديد والبطالة، كما أن النظام الإيراني يتخذ كافة الإجراءات القمعية والعقابية ضد البلوش، والتي تبدأ بإهدار وتصفية خصوصيتهم الثقافية، حيث يحظر تداول أسمائهم، وكذا استعمال لغتهم المحلية في الدراسة، حيث انخفضت نسبة تعليم البلوش بصورة كبيرة، إذ لم ينخرط في التعليم الجامعي أكثر من ألفي طالب بلوشي، في مقابل أربعة ملايين طالب جامعي إيراني".
إعدامات بالجملة للنشطاء
كما قال أحمدي رجوي: إن الاحتجاجات جاءت بعد تزايد عمليات الإعدام لعدد من ناشطي القوميات، وفي مقدمتهم البلوش، خلال الأشهر الأخيرة، وتحديدا منذ منتصف ديسمبر العام الماضي، والاحتجاجات الأخيرة في بلوشستان لا تخرج عن الأسباب التقليدية التي يئن تحت وطأتها الإيرانيون بيد أن شرارتها جاءت إثر مقتل وإصابة العديد من ناقلي الوقود، فأخذت الاحتجاجات طابعا حادا تمثل في سيطرة المحتجين على مبنى المحافظة في سروان، وبالمقابل تم قطع خدمات الإنترنت وغلق بعض منافذ المدينة.
وأضاف: "هذه المحافظة تعد من المناطق الأكثر فقرا وتهميشا وارتفاع نسبة البطالة في إيران، الأمر الذي يشكل أحد الأسباب الأساسية في تصاعد ظاهرة الاحتجاجات اعتراضاً على سياسات التهميش ومطالبة بتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية".
وتابع: "لقد تم إغلاق الإنترنت وقطع الكهرباء حتى لا تتجدد الدعوات للتظاهر أو الخروج في احتجاجات، وهناك على وجود دعوات لاعتصامات وغلق المحال التجارية، وما حدث هو أن الحرس الثوري فقد موارده المالية بسبب العقوبات الأميركية، وهم الآن يتخذون أي إجراء متعسف لإيجاد موارد مالية جديدة لتوسعة نشاطاتهم بالمنطقة، وعندهم خطة جديدة باسم طرح رزاق، تستهدف توقیف عمل البلوش لبیع الوقود، حتى يتسنى لأفراد الحرس الثوري بيعه بالتجزئة لحسابه، ویستفید من عوائده المالية".