تحوّل جيوسياسي بتقنيات الذكاء الاصطناعي.. ترامب يدفع بالخليج إلى صدارة السباق العالمي
تحوّل جيوسياسي بتقنيات الذكاء الاصطناعي.. ترامب يدفع بالخليج إلى صدارة السباق العالمي

تشير التحركات الأخيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في منطقة الخليج إلى إمكانية إحداث تحوّل كبير في موازين القوى العالمية في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تتجه دول مثل: السعودية والإمارات لتصبح مراكز تكنولوجية عالمية، مستفيدة من الدعم السياسي والتجاري الذي وفره ترامب وشركات التكنولوجيا الكبرى المرافقة له، حسبما نقل موقع "أكسيوس" الأمريكي.
خلفية التحول ودلالته
رأت إدارة بايدن أن منطقة الخليج شكّلت من وجهة نظرها بوابة محتملة يمكن للصين من خلالها الوصول إلى قدرات الحوسبة المتقدمة اللازمة لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، الأمر الذي دفعها سابقًا لتقييد التعاون التكنولوجي مع دول الخليج.
غير أن إدارة ترامب ومن رافقه من كبار التنفيذيين في شركات التكنولوجيا الأمريكية يرون في المنطقة فرصة ذهبية لعقد صفقات بمليارات الدولارات، تُغيّر موازين القوى الاقتصادية والتكنولوجية في العالم.
صفقات بالمليارات مع السعودية والإمارات
وبحسب الموقع الأمريكي، فإنه خلال جولة ترامب الأخيرة، تم الإعلان عن سلسلة من الاتفاقيات التكنولوجية الطموحة مع دول الخليج، كان أبرزها:
في السعودية، أعلن ترامب ومسؤولو شركات مثل AMD وأمازون عن شراكات بمليارات الدولارات مع شركة ناشئة مدعومة من الحكومة السعودية تُدعى "Humain"، تعمل على تأسيس بنية تحتية ضخمة للذكاء الاصطناعي.
وضمن الاتفاق، أكدت شركة Nvidia أنها ستُرسل 18,000 من أحدث شرائحها المتقدمة إلى مركز بيانات ضخم بقدرة 500 ميغاواط تقوم "Humain" ببنائه.
في الإمارات، أعلن ترامب والرئيس الإماراتي محمد بن زايد عن مشروع مشترك بين البلدين لإنشاء أكبر مركز بيانات للذكاء الاصطناعي خارج الولايات المتحدة، سيكون مقره في أبوظبي.
تصريحات ومواقف داعمة للخطوة
اعتبر ديفيد ساكس، الذي يُوصف بقيصر الذكاء الاصطناعي في فريق ترامب، أن هذه الاتفاقيات تمثل "تحولاً في السباق العالمي على الذكاء الاصطناعي"، مشيرًا أنها ستُساهم في "ترسيخ التكنولوجيا الأمريكية كمعيار عالمي قبل أن يتمكن المنافسون من اللحاق بنا".
وأضاف ساكس: أن البديل لهذه المبادرة كان سيعني "استبعاد أصدقاء وحلفاء جيوسياسيين غنيين بالموارد من منظومتنا التكنولوجية، كما فعلت إدارة بايدن، وهو أمر اعتبره غاية في الحماقة".
وفي الوقت ذاته، وصفت الإدارة الأمريكية ما تم الإعلان عنه من صفقات في السعودية وقطر والإمارات بأنه جزء من ما يُسمى "تأثير ترامب"، مشيرة أن الولايات المتحدة تشهد حاليًا "تدفقًا متسارعًا من الاستثمارات الخاصة والأجنبية".
تسعى كل من السعودية والإمارات إلى ترسيخ مكانتهما كمحاور تكنولوجية عالمية، مستفيدتين من الثروات المالية الكبيرة وتوفر الطاقة الرخيصة اللازمة لتشغيل مراكز البيانات الضخمة.