عقب زيارات متتالية.. ما تداعيات التقارب الروسي من طرفي الصراع في ليبيا والهدف من ذلك؟
التقارب الروسي من طرفي الصراع في ليبيا والهدف من ذلك
بناءً على معطيات ما يحدث في ليبيا، تحاول العديد من الدول التوجه نحو التقرب من السلطتين المتواجدين في ليبيا، والهدف الثابت هو زيادة النفوذ الإقليمي في المنطقة العربية عن طريق التقرب مع البلاد الساحلية، بداية من المعسكر الغربي الذي يحاول إنهاء الصراع الذي وصل إلى أكثر من 10 أعوام وما تلاه من تواجد قوى إرهابية، وصولاً إلى روسيا التى تحاول التقرب حاليًا مع الجانب الروسي لوقف نفوذ الغرب.
وتتقارب روسيا في الوقت الحالي مع جانبي النزاع وهو ما يراه الجميع بإنه محاولة من روسيا لبسط نفوذها علي ليبيا في ظل سيطرتها علي عدد من البلدان الإفريقية مؤخراً، ونظير ذلك فليبيا نفسها تعد بوابة هامة إلى الدول الإفريقية التى بدأت في الابتعاد عن النفوذ الغربي والتقرب من روسيا.
زيارات روسية – ليبية متتالية
الزيارات المتتالية من طرفي الصراع الليبي في طرابلس وبنغازي إلى روسيا العديد من التساؤلات في البلاد، وبين القوى الغربية التي تسعى لإزعاج الكرملين، وعلى رأسها القوى الفرنسية، حيث إن تداعيات الحضور الروسي المتصاعد على المستويين العسكري والاقتصادي منذ فترة على العملية السياسية المتعثرة، وسط قلق من العودة للحرب الأهلية مجدداً بسبب التنافس الغربي الروسي، خاصة وإن روسيا نفسها تصارع القوى الغربية في النفوذ.
ومؤخرًا التقى عبدالله اللافي نائب رئيس المجلس الرئاسي الليبي برفقة الطاهر الباعور المكلف بتسيير شؤون ديوان وزارة الخارجية، في موسكو، عددًا من المسؤولين الروس على رأسهم وزير الخارجية سيرغي لافروف، وقال لافروف - خلال اللقاء-: إن الجانب الروسي "أكد السعي إلى مواصلة المساعدة على إحلال الاستقرار" في ليبيا.
كذلك الجانب العسكري يطغى على المشهد الليبي، خصوصًا بعد الزيارة التي أجراها اللواء خالد، نجل المشير خليفة حفتر، القائد العام للجيش الوطني الليبي، إلى موسكو يوم 9 مايو الجاري.
تواجد روسيا والصين
ومؤخرًا بات التواجد الروسي في ليبيا مميزًا عن الجانب الغربي، حيث إن قد استأنفت السلطات الليبية مساعي إحياء مشاريع البنية التحتية خاصة السكك الحديدية، بالتعاون مع شركات أجنبية ولا سيما الروسية والصينية، وأعرب وزير الاستثمار في الحكومة الليبية المكلفة من البرلمان، علي السعيدي، عن أمله في عودة الشركة الروسية الموكل إليها تنفيذ خط السكك الحديدية "مصراتة - بنغازي" لاستئناف عملها في ليبيا، وقدرت تكلفة المشروع بنحو 2.2 مليار يورو.
ويقول الباحث السياسي الليبي حسين مفتاح: إن الوضع في ليبيا الآن هو محاولات عديدة أممية تهدف إلى تقارب طرفي النزاع، وإن المبعوث الأممي عبد الله باتيلي بعدما قام بتقديم استقالته تم تعيين الأمريكية ستيفاني خوري، والتى قد تكون دلالة علي محاولات الولايات المتحدة التقرب مع طرفي النزاع والسيطرة على مفاصل ليبيا في ظل إن هناك تداعيات كبرى منذ سنوات لإشعال البلاد والدخول في معترك لا ينتهي إلى الآن.
وأضاف مفتاح - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن ليبيا حاليًا تشهد تقاربًا مميزًا مع روسيا والصين، وهو ما يزعج الناتو والولايات المتحدة، خاصة وإن طبيعة التحركات الروسية، إلى محاولة الأطراف الليبية الاستقواء بالأجنبي لأنها ضعيفة جدًا، وكل طرف عاجز بموارده الذاتية عن فرض نظامه على الآخرين، الغرب لا يرغب في التورط عسكرياً فيها وترك هذا الأمر لتركيا، ولكنه في نفس الوقت لا يثق تماماً في أنقرة، ولذلك تقربت روسيا حاليًا.
ويرى المحلل السياسي الليبي الدكتور محمد الزبيدي، هناك تنوعًا في العلاقات الخارجية كان مفقودًا في زمن الحكومات السابقة، وانتقال التنافس من الحرب إلى المنافسة الاقتصادية أمر جيد يساعد على استقرار ليبيا، خاصة وإن روسيا والصين لهم استثمارت كبرى في ليبيا، والأهم حاليًا هو إنهاء النزاع السياسي والتوصل إلى نهضة ليبية.
وأكد الزبيدي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن روسيا حسمت أمرها، ولن تضع يدها في يد أي طرف يمثل التيار الديني، خاصة بعد الحادث الأخير الذي شهدته موسكو، ولذلك المعسكر الغربي قد لا يميل إلى روسيا، كما أن هناك عناصر عسكرية ما بين حفتر وموسكو.