بعد إغلاق المعابر.. هل يصبح رصيف غزة الإنقاذ الأخير؟

بعد إغلاق المعابر يصبح رصيف غزة الإنقاذ الأخير

بعد إغلاق المعابر.. هل يصبح رصيف غزة الإنقاذ الأخير؟
صورة أرشيفية

اقتحام إسرائيلي نحو معبر رفح البري، والذي يعد وسيلة التواصل الوحيدة لسكان قطاع غزة مع العالم، حيث ترى إسرائيل فرض حصار مغلق على سكان القطاع في عملية وصفها العالم بأنها عملية إبادة جماعية، ورفض واستنكار أمميى لقيام إسرائيل بغلق المعابر الحدودية مع القصف المتواصل. 

ومنذ فترات متباعدة تتم اقتراح رصيف غزة ليكون المنفذ الأساسي لسكان القطاع، خاصة وأن إسرائيل أغلقت المعابر الأساسية لمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان العالقين في القطاع.
 
رصيف غزة  

ومنذ أن بدأت الحرب في السابع من أكتوبر 2023، ويريد العالم الغربي إنجاز تنفيذ رصيف غزة البحري في إنفاذ المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، خاصة بعد إغلاق السلطات الإسرائيلية لمعبري كرم أبو سالم ورفح الحدودي مع مصر، تزامنًا مع بدء عملية لاجتياح مدينة رفح التي أثارت تخوفات واسعة بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية. 

و يعاني في القطاع ما لا يقل عن 1.7 مليون مواطن من النازحين من شمال القطاع نحو الجنوب في مدينة رفح، وقد أعلنت الولايات المتحدة إنها ستبدأ قريبًا في تشغيل الرصيف البحري لتلقي المساعدات، لكنها مع ذلك تواجه أزمة جديدة تتمثل في توزيع تلك المساعدات على المناطق المختلفة داخل غزة.
  
أهمية المنفذ البحري لسكان القطاع  

الرصيف البحري على الرغم من كونه يقدم أهمية مضاعفة في إدخال مزيد من المساعدات إلى غزة، لكنه لن يكون بمقدوره منفردًا علاج الأزمة الإنسانية الراهنة، في خضم إغلاق معبر رفح الحدودي بين القطاع ومصر، والذي كان له دور رئيسي في إدخال المساعدات، وسيكون افتتاح الرصيف العائم الذي بنته الولايات المتحدة والذي تبلغ تكلفته 320 مليون دولار، أول استخدام لطريق بحري لإيصال المساعدات إلى غزة منذ بدء الصراع الحالي. 

وتأمل الولايات المتحدة في استخدام الرصيف لإيصال المساعدات الإنسانية في الأيام المقبلة، بعد أن أعلن بايدن ذلك في مارس خلال خطابه عن حالة الاتحاد، لكن يأتي افتتاح الرصيف في وقت حرج في هذا الصراع، بعدما بدأت إسرائيل عمليات عسكرية في مدينة رفح الجنوبية، مهددة نقطتي عبور المساعدات الرئيسيتين بمعبر رفح وكرم أبو سالم. 

ويقول الباحث السياسي الفلسطيني أيمن الرقب: إن الرصيف البحري على الرغم من أهميته إلا إنه يفصل سكان غزة عن العالم تمامًا ويضعهم في مواجهة البحر أو القوات الإسرائيلية التى بدورها ستكون أداة للعنف، وتهدف الولايات المتحدة وإسرائيل إلى منع سكان قطاع غزة من المغادرة أو الدخول دون أذن منهم عن طريق إغلاق المعابر وبناء رصيف بحري. 

وأضاف الرقب - في تصرحات خاصة للعرب مباشر- متسائلًا هل الرصيف سيكون قادرًا على توزيع مساعدات داخل غزة في ظل أن هناك أكثر من 200 عامل إغاثة في غزة قد تعرضوا للقتل على يد القوات الإسرائيلية منذ بدء الحرب في أكتوبر، من بينهم سبعة من منظمة المطبخ المركزي العالمي؟، واستطرد: وكذلك لا توجد سلطة واضحة على أرض الواقع لتأمين توزيع المساعدات، مما يثير مشاكل أخرى، وكذلك قدرة الرصيف محدودة مقارنة بالمعابر البرية، وهي طريقة أرخص وأكثر كفاءة لتقديم المساعدة الإنسانية. 

ويقول الباحث السياسي طارق فهمي: إن الرصيف البحري له مميزات في وقت الحرب، ولكن فيما بعدها لا يوجد له أهمية قصوى، حيث لا يمكن عزل غزة عن العالم، والرصيف في الوقت الحالي سيسمح بدخول حوالي 90 شاحنة من المساعدات الإنسانية يوميًا إلى غزة، ثم يتوسع بعد فترة وجيزة إلى 150 شاحنة يوميًا، مقابل كانت هناك 300 شاحنة تدخل يوميًا من معبر رفح، وبمجرد إنشاء الرصيف، تحتاج المنظمات الإغاثية إلى البدء في إرسال الطعام والمياه النظيفة والأدوية جوًا على الفور.

وأضاف فهمي - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن هناك رفض تام لتغيير إدارة معبر رفح من الجانب الفلسطيني، أو تكليف شركة أميركية من الضباط المتقاعدين لإدارته، مؤكدًا ضرورة إعادة فتحه والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لإنقاذ سكان غزة المحاصرين الآن، وبالتالي المنفذ حاليًا هو جهة آمنة للمتواجدين في القطاع.