قبل زيارة ترامب للخليج.. ذعر إسرائيلي كبير وخيبة أمل متوقعة
قبل زيارة ترامب للخليج.. ذعر إسرائيلي كبير وخيبة أمل متوقعة

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تستعد إسرائيل لزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، والتي تبدأ يوم الإثنين، وسط ترقب حذر وتوقعات محدودة لما قد تسفر عنه هذه الجولة التي تشمل السعودية، الإمارات وقطر، حسبما نشرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية.
الملف الإيراني والحوثيون في الخلفية
وأضافت، أن زيارة ترامب تأتي في وقت بالغ الحساسية، مع انخراط واشنطن في محادثات مباشرة مع إيران، وإبرامها اتفاقًا مع جماعة الحوثي في اليمن دون تنسيق مسبق مع إسرائيل، الأمر الذي أثار امتعاض المسؤولين الإسرائيليين.
كذلك، تناقلت تقارير إعلامية، أن الولايات المتحدة تخلّت عن شرطها السابق الذي كان يربط التعاون النووي المدني مع السعودية بضرورة تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو ما اعتبر في تل أبيب تراجعًا استراتيجيًا عن نهج الإدارة الأميركية السابقة.
تلاشي آمال اتفاق حول الرهائن أو وقف لإطلاق النار
وتابعت الصحيفة، أنه على الرغم من تزايد التوقعات في وقت سابق بأن ترامب قد يزور إسرائيل إذا ما تم التوصل إلى اتفاق حول صفقة تبادل رهائن مع حركة حماس، إلا أن المسؤولين الإسرائيليين باتوا يرون أن حدوث ذلك أصبح مستبعدًا في الوقت الحالي، خصوصًا بعد فشل المفاوضات المباشرة التي أجرتها واشنطن مع حماس.
وتشير التقديرات في إسرائيل، أن ترامب لن يثير ملف البرنامج النووي السعودي خلال زيارته للرياض، كما أن مسألة التطبيع مع إسرائيل لم تعد مطروحة كشرط للتعاون النووي، وهو تحول حاد في الموقف الأميركي الذي كان سائدًا في عهد إدارة بايدن، والتي كانت تربط بين المسارين بشدة.
تنسيق هادئ ومواقف متباينة
وأشارت، أنه رغم هذه التحولات، يصرّ المسؤولون الإسرائيليون على أن التنسيق مع إدارة ترامب ما يزال وثيقًا، وأنه لا توجد خلافات سياسية عميقة.
وكان وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، المقرب من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، قد اجتمع مع ترامب في البيت الأبيض مؤخرًا. إلا أن التوقعات في إسرائيل تبقى متواضعة بشأن إعلان ترامب لأي مبادرات تخص إسرائيل خلال زيارته، على الرغم من سمعته المعروفة بإطلاق التصريحات المفاجئة في المناسبات الخارجية.
الرياض: السيادة أولًا
وقال المحلل السياسي السعودي عبد الحميد الغبين: إن التحول في الموقف الأميركي يعكس إدراكًا أوسع داخل واشنطن لتغير مكانتها الإقليمية، مضيفًا أن المملكة العربية السعودية ترفض منذ أكثر من ثلاثة عقود ربط أي تعاون أميركي، وخصوصًا في المجال النووي، بعملية التطبيع مع إسرائيل دون إيجاد حلول حقيقية للقضية الفلسطينية.
وأضاف الغبين: أن توجّه السعودية نحو تعزيز شراكاتها النووية مع الصين وروسيا ودول أوروبية يؤكد على تمسكها بالسيادة الوطنية والاستقلال في القرار السياسي، مشيرًا أن مشروع السعودية للطاقة النووية، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم لأغراض تجارية، يمثل جزءًا من رؤية المملكة 2030 ويعكس رغبتها في اتخاذ قرارات استراتيجية بمعزل عن ضغوط القوى العظمى.
إلغاء زيارة وزير الدفاع الأميركي إلى إسرائيل
وفي سياق مرتبط، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية، أن وزير الدفاع بيت هيغسث ألغى زيارته المقررة إلى إسرائيل لينضم إلى ترامب في جولته الخليجية.
وقد علّق مسؤولون إسرائيليون بالقول إنهم يتفهمون دوافع الإلغاء، مؤكدين أن الوزير الأميركي وعد بزيارة إسرائيل لاحقًا.
غياب آفاق التطبيع بسبب الحرب في غزة
وفي تقييمه للموقف، قال المبعوث الأميركي السابق للشرق الأوسط، دينيس روس: إن السعودية على الأرجح لن تخوض في ملف اتفاقات إبراهيم أو التطبيع مع إسرائيل خلال زيارة ترامب، بسبب الأجواء السلبية التي فرضتها الحرب في غزة.
وأضاف روس: أن ولي العهد محمد بن سلمان قد يعتبر الظرف الحالي غير مناسب سياسيًا لمثل هذه الخطوات، مشيرًا أن ترامب سيحاول تقديم زيارته على أنها إنجاز اقتصادي يخدم المواطن الأميركي، نظرًا لافتقاره إلى إنجازات سياسية بارزة حتى الآن.