بعد مكالمة مع زيلينسكي.. ترامب يدفع نحو وقف نار مدته 30 يومًا ويهدد روسيا بعقوبات
بعد مكالمة مع زيلينسكي.. ترامب يدفع نحو وقف نار مدته 30 يومًا ويهدد روسيا بعقوبات

في تحول جديد في موقف الإدارة الأمريكية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الخميس، أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا لم توافق على هدنة ممتدة في حربها الجارية ضد أوكرانيا.
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هذا التهديد جاء عبر منشور له على منصة التواصل الاجتماعي الخاصة به "تروث سوشال"، وذلك عقب مكالمة هاتفية أجراها مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
مقترح هدنة مدته 30 يومًا
وكانت إدارة ترامب قد اقترحت خلال محادثات جرت في المملكة العربية السعودية في شهر مارس، التوصل إلى هدنة مدتها ثلاثون يومًا، لإتاحة الفرصة أمام بدء مفاوضات سلام بين الطرفين.
وقد قبلت أوكرانيا بالمبادرة الأمريكية، إلا أن روسيا رفضت المقترح على صيغته المطروحة، مطالبة أولًا بتحديد شروط التسوية السياسية قبل الدخول في وقف لإطلاق النار.
وفي شهر أبريل الماضي، التقى ترامب الرئيس زيلينسكي على هامش جنازة البابا فرنسيس في الفاتيكان، وهناك وجّه تهديدًا مبطنًا لموسكو بعقوبات إضافية في حال استمرت في المماطلة وعرقلة المسار التفاوضي، إلا أن تصريحه الأخير عبر "تروث سوشال" مثّل الموقف الأكثر وضوحًا حتى الآن، إذ ربط بشكل مباشر بين فرض عقوبات جديدة من قبل الولايات المتحدة وشركائها، وبين التزام موسكو بوقف إطلاق نار غير مشروط لمدة ثلاثين يومًا.
وكتب ترامب في منشوره: إذا لم يُحترم وقف إطلاق النار، فإن الولايات المتحدة وشركاءها سيقومون بفرض مزيد من العقوبات.
وأضاف أن الولايات المتحدة تدعو، بشكل مثالي، إلى وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة ثلاثين يومًا.
رد فعل أوكراني إيجابي
وأصدر مكتب الرئيس زيلينسكي أصدر بيانًا عقب المكالمة الهاتفية مع ترامب، أشار فيه إلى أن الزعيمين تبادلا التهاني بمناسبة الذكرى السنوية لانتهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا، وهي المناسبة التي تُحييها كل من أوكرانيا والولايات المتحدة في الثامن من مايو.
وجاء في البيان أن الرئيس ترامب أكد خلال الاتصال أنه يريد رؤية نهاية لهذه الحرب، وأنه مستعد للمساعدة في تحقيق ذلك.
وبذلك، تكون مكالمة ترامب مع زيلينسكي ومنشوره اللاحق قد شكّلا تحولًا إضافيًا في موقف الإدارة الأمريكية، باتجاه التقارب أكثر مع الموقف الأوكراني.
ويأتي هذا التحول بعد شهرين من اتخاذ واشنطن خطوات وُصفت بالتنازلات تجاه روسيا، من بينها توسيع العلاقات الدبلوماسية والتصويت ضد مشروع قرار في الأمم المتحدة يدين موسكو بسبب الحرب.
وبدوره، سارع الرئيس الأوكراني إلى الترحيب بما اعتبره دعمًا صريحًا من ترامب لوقف إطلاق النار، حيث كتب على منصة "X": أوكرانيا مستعدة لوقف كامل لإطلاق النار، ابتداءً من هذه اللحظة.
رفض الهدنة الروسية المؤقتة
وقبل يوم واحد من العرض الأمريكي، كانت روسيا قد اقترحت هدنة قصيرة الأمد مدتها ثلاثة أيام بالتزامن مع عطلة يوم النصر وموكب موسكو الكبير، والذي شارك فيه حوالي 24 زعيمًا عالميًا من بينهم الرئيس الصيني شي جين بينغ. إلا أن كييف رفضت العرض الروسي، معتبرة إياه غير كافٍ لإجراء مفاوضات سلام جدية، ومصممًا فقط لتوفير أجواء مريحة لضيوف الكرملين في الموكب السنوي.
وبالفعل، كانت الأيام التي سبقت العرض الروسي قد شهدت تصعيدًا واسعًا بين الطرفين، حيث تبادل البلدان هجمات بطائرات مسيّرة مفخخة استهدفت العاصمتين موسكو وكييف. وقد تسببت هذه الهجمات بوقف مؤقت للرحلات الجوية في محيط موسكو، وأسفرت عن مقتل شخصين على الأقل، إلى جانب اندلاع حرائق في مناطق مختلفة من العاصمة الأوكرانية.
ورغم توقف الهجمات الجوية مع بدء الهدنة الروسية القصيرة، فإن المعارك الميدانية على الجبهة الشرقية من أوكرانيا لم تهدأ. وأعلنت هيئة الأركان الأوكرانية صباح الجمعة أن قواتها خاضت 193 اشتباكًا مسلحًا على طول الجبهة الممتدة نحو 700 ميل خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.
استفزاز جديد
وفي خطوة أثارت غضبًا واسعًا داخل الأوساط الأوكرانية، كشفت السلطات الروسية يوم الجمعة عن نصب تذكاري جديد للزعيم السوفيتي جوزيف ستالين، وُضع في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحتلة.
وقد زُيّن التمثال بالقرنفل الأحمر، وتضمن لوحة تذكارية تمجّد دور ستالين في قيادة الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية.
ويُعد ستالين شخصية مكروهة في الذاكرة الجماعية الأوكرانية، خاصة بسبب المجاعة الكبرى في ثلاثينيات القرن الماضي، والمعروفة باسم "الهولودومور"، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ثلاثة ملايين أوكراني.
وتُصنّف هذه المجاعة في أوكرانيا والعديد من دول العالم على أنها جريمة إبادة جماعية.