بيروت تبدأ خطوات لنزع سلاح حزب الله.. وإسرائيل تعرض التعاون لأول مرة والانسحاب

بيروت تبدأ خطوات لنزع سلاح حزب الله.. وإسرائيل تعرض التعاون لأول مرة والانسحاب

بيروت تبدأ خطوات لنزع سلاح حزب الله.. وإسرائيل تعرض التعاون لأول مرة والانسحاب
لبنان

في خطوة وصفت بأنها استثنائية ونادرة في سياق العلاقات الإسرائيلية اللبنانية المتوترة منذ عقود، أصدرت رئاسة الحكومة الإسرائيلية، صباح اليوم الاثنين، بيانًا رسميًا أعلنت فيه دعمها لجهود الحكومة اللبنانية الرامية إلى تفكيك حزب الله وتجريده من سلاحه بحلول نهاية العام الجاري.

وأكدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، أن البيان الذي صدر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اعتبر أنّ هذا القرار يمثل فرصة تاريخية للبنان لاستعادة سيادته وإعادة بناء مؤسسات الدولة والجيش والإدارة بعيدًا عن التأثيرات الخارجية غير الشرعية.

شروط الانسحاب الإسرائيلي


وتابعت الصحيفة، أن البيان الإسرائيلي أوضح أنّه في حال قيام الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بخطوات فعلية لنزع سلاح حزب الله، فإن إسرائيل ستباشر بخطوات متبادلة تشمل تقليصًا تدريجيًا لوجود قواتها داخل الأراضي اللبنانية، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين البلدين، وبالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة. 

وأكد البيان، أن الوقت قد حان لكي تتقدم إسرائيل ولبنان بروح من التعاون المشترك، بهدف تحقيق الاستقرار والازدهار لشعبيهما.

ونوه مكتب نتنياهو بالقرار الأخير الذي اتخذته الحكومة اللبنانية بقيادة الرئيس جوزيف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، والقاضي بالعمل على تفكيك حزب الله من سلاحه قبل نهاية 2025، واصفًا الخطوة بأنها تحول مفصلي في مسيرة لبنان نحو استعادة هيبته وسيادته الوطنية. 

واعتبر البيان، أن لبنان أمام فرصة لإعادة بناء مؤسسات الدولة والجيش والإدارة بعيدًا عن نفوذ أطراف مسلحة خارجة عن سلطة الدولة.

التحركات الدبلوماسية الأمريكية


تزامن الإعلان الإسرائيلي مع زيارة المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، توماس باراك إلى القدس، حيث التقى نتنياهو بحضور شخصيات بارزة منها مورغان أورتيغاس المبعوثة الأمريكية السابقة، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، والسفير الأمريكي في تل أبيب مايك هاكبي. 

وبحث اللقاء الضغوط الأمريكية على لبنان لتفكيك حزب الله وفصائل مسلحة أخرى، إضافة إلى مناقشة مطلب واشنطن من إسرائيل الحد من هجماتها على البنية التحتية التابعة للحزب داخل لبنان، كما تناول اللقاء قضية انسحاب القوات الإسرائيلية من خمس نقاط حدودية متنازع عليها.

مواقف متباينة في لبنان


وتأتي الخطوة الإسرائيلية وسط انقسام داخلي لبناني، حيث شهد لقاءً في باريس بين الوزير الإسرائيلي رون ديرمر والمبعوث الأمريكي باراك تسليم إسرائيل ردها على وثيقة أمريكية تهدف إلى وضع تفاهمات أمنية بين بيروت وتل أبيب. 

غير أن الإعلام اللبناني وصف الرد الإسرائيلي بأنه رفض للمبادرة الأمريكية، إذ وافقت تل أبيب على بعض البنود فقط، خاصة ما يتعلق بوقف تدريجي للهجمات والانسحاب من بعض المناطق، لكنها رفضت إعادة إعمار القرى المدمرة قرب الحدود، مشترطة تحويلها إلى منطقة صناعية عازلة خالية من السكان.

وفي موازاة هذه التطورات، أعلنت الحكومة اللبنانية بدء عملية نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية، حيث سلم مسلحون من حركة فتح دفعة من أسلحتهم للجيش اللبناني في مخيم برج البراجنة ببيروت، كخطوة أولى ضمن سلسلة إجراءات تشمل مخيمات أخرى، غير أن بعض الفصائل الفلسطينية رفضت المشاركة، وأكدت أنها لن تتخلى عن سلاحها.