محلل سوداني: الشائعات سلاح موازٍ للحرب وتضاعف معاناة المدنيين

محلل سوداني: الشائعات سلاح موازٍ للحرب وتضاعف معاناة المدنيين

محلل سوداني: الشائعات سلاح موازٍ للحرب وتضاعف معاناة المدنيين
الحرب السودانية

في ظل استمرار الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عام، برزت موجة واسعة من الأكاذيب والشائعات التي اجتاحت منصات التواصل الاجتماعي ووسائل إعلامية غير موثوقة؛ مما ساهم في تعميق حالة الارتباك وزيادة معاناة المواطنين.

مصادر ميدانية أوضحت، أن الشائعات تتعلق في أغلبها بأخبار سقوط مدن، أو انتصارات عسكرية غير مؤكدة، فضلًا عن تداول صور ومقاطع فيديو قديمة أو من ساحات نزاعات أخرى، يتم نسبها إلى الوضع الحالي في السودان. 

هذه الأخبار المضللة، بحسب خبراء إعلاميين، تؤدي إلى خلق حالة من البلبلة بين المدنيين، وإضعاف الثقة في البيانات الرسمية الصادرة عن الجهات المعنية.

وتؤكد تقارير حقوقية، أن الجماعات المسلحة والجهات المتحاربة تستخدم الشائعات كسلاح إضافي في الحرب، يهدف إلى رفع الروح المعنوية لأنصارها والتأثير على الخصوم، في وقت يعيش فيه ملايين السودانيين أوضاعًا إنسانية صعبة بسبب النزوح وانعدام الغذاء والخدمات الأساسية.

في المقابل، دعت منظمات محلية ودولية المواطنين إلى تحري الدقة قبل تداول الأخبار، والاعتماد على المصادر الموثوقة، مشددة على أن مواجهة الشائعات جزء أساسي من معركة الوعي التي لا تقل أهمية عن المواجهات العسكرية على الأرض.

وأكد المحلل السياسي السوداني د. محمد عبد الله، أن الشائعات والأخبار الكاذبة باتت تمثل جبهة موازية للحرب الميدانية في السودان، حيث يتم استخدامها كسلاح نفسي لإضعاف الروح المعنوية للمواطنين وزعزعة الاستقرار الداخلي.

وقال عبد الله -في تصريحات لـ"العرب مباشر"-: إن منصات التواصل الاجتماعي تحولت إلى ساحة رئيسية لنشر التضليل الإعلامي، سواء عبر ترويج أخبار عن انتصارات عسكرية وهمية أو سقوط مدن، أو عبر نشر صور ومقاطع فيديو قديمة يتم نسبها إلى الوضع الراهن، مشيرًا أن هذه الممارسات تسهم في خلق حالة من البلبلة وفقدان الثقة بين المجتمع والجهات الرسمية.

وأوضح، أن بعض الأطراف المتحاربة تتعمد صناعة الأكاذيب كجزء من استراتيجيتها النفسية، لرفع معنويات أنصارها من جهة والتأثير على خصومها من جهة أخرى، لافتًا أن الخاسر الأكبر هو المواطن الذي يجد نفسه عالقًا بين حرب السلاح وحرب الشائعات.

ودعا عبد الله وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى تحري الدقة، ونقل الأخبار من مصادر موثوقة، محذرًا من خطورة استمرار هذه الظاهرة في ظل الوضع الإنساني المعقد الذي يعيشه ملايين السودانيين.