محللون : نجاح تبادل الأسرى بين كييف وموسكو يعكس قوة الوساطة الإماراتية

محللون : نجاح تبادل الأسرى بين كييف وموسكو يعكس قوة الوساطة الإماراتية

محللون : نجاح تبادل الأسرى بين كييف وموسكو يعكس قوة الوساطة الإماراتية
الحرب الروسية الأوكرانية

شهدت الساحة الدولية يوم 24 أغسطس 2025 عملية تبادل جديدة للأسرى بين روسيا وأوكرانيا، جرت بوساطة إنسانية من دولة الإمارات، ما أضفى زخمًا على جهود أبوظبي كقناة فعالة في النزاعات الدولية.


 العملية شملت عشرات من مقاتلي القوات المسلحة والحرس الوطني وحرس الحدود والمدنيين الأوكرانيين الذين ظل معظمهم في الأسر منذ عام 2022، إضافة إلى شخصيات بارزة بينهم الصحفي دميترو خيليوك الذي كان قد اختُطف في منطقة كييف في مارس 2022.

الخطوة لاقت ترحيبًا واسعًا في كييف، حيث جرى التأكيد على أن تبادل الأسرى يتواصل بفضل جهود فريق التفاوض الأوكراني ودعم الشركاء الدوليين، مع تخصيص الشكر لدولة الإمارات لدورها المباشر في إنجاز العملية.

من جانبها، أوضحت وزارة الدفاع الروسية، أن العملية أسفرت عن عودة 146 عسكريًا روسيًا من الأسر لدى قوات كييف، مقابل الإفراج عن 146 أسير حرب من القوات الأوكرانية، مشيرة أن الإمارات لعبت دور الوسيط الإنساني في إعادة الجنود الروس.

ويرى محللون، أن هذا التطور يعكس إشادة مزدوجة من الطرفين بالدور الإماراتي، بما يعزز مكانة أبوظبي كوسيط إنساني–سياسي محوري في النزاع، ويمنحها زخمًا إضافيًا لترسيخ موقعها كوسيط رئيسي في ملفات إقليمية ودولية أوسع.

وقال الكاتب والمحلل السياسي الإماراتي، الدكتور جاسم خلفان: إن عملية تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا بوساطة إنسانية إماراتية تمثل تأكيدًا جديدًا على المكانة المرموقة التي باتت تتمتع بها دولة الإمارات على الساحة الدولية. 

وأوضح، أن إشادة الطرفين، موسكو وكييف، بالدور الإماراتي في يومٍ واحد يعكس حجم الثقة والمصداقية التي تحظى بها أبوظبي كوسيط قادر على تقريب وجهات النظر حتى في أكثر النزاعات تعقيدًا.

وأضاف خلفان لـ"العرب مباشر"، أن نجاح هذه الوساطة لم يقتصر على الجانب الإنساني المتمثل في عودة الأسرى إلى ذويهم، بل حمل أيضًا بعدًا سياسيًا مهمًا يعزز صورة الإمارات كقناة تواصل آمنة وفاعلة، وهو ما يفتح الباب أمام توسيع دورها في ملفات إقليمية ودولية أخرى.

وأكد، أن استعادة شخصيات بارزة مثل الصحفي الأوكراني دميترو خيليوك تضيف زخمًا إعلاميًا وإنسانيًا لهذه العملية؛ مما يجعلها خطوة فارقة في مسار الوساطة الدولية التي تقودها الإمارات، ويكرّس دورها كدولة تضع القيم الإنسانية والدبلوماسية المتوازنة في صميم سياساتها الخارجية.

وأكد أستاذ العلوم السياسية في روسيا، الدكتور عمار قناة، أن عملية تبادل الأسرى الأخيرة بين موسكو وكييف بوساطة إنسانية إماراتية، تمثل دلالة واضحة على فاعلية الدور الإماراتي في إدارة النزاعات الدولية. 

وقال - في تصريحاته لـ"العرب مباشر": إن نجاح العملية بهذا الشكل المتوازن، وإشادة الطرفين بدور أبوظبي، يعكس ثقة دولية متزايدة بالقدرة الإماراتية على لعب دور جسر تواصل في أكثر الملفات تعقيدًا.

وأضاف قناة، أن الإمارات استطاعت -خلال الفترة الماضية- ترسيخ مكانتها كوسيط إنساني وسياسي مقبول من جميع الأطراف، وهو ما يمنحها مساحة أوسع للتدخل في أزمات إقليمية ودولية أخرى، مؤكدًا أن الحضور الإماراتي في ملف الأسرى بين روسيا وأوكرانيا ليس مجرد إنجاز إنساني، بل مؤشر على تحولها إلى لاعب محوري في صياغة معادلات الاستقرار العالمية.

وختم بالقول: إن هذه الوساطة قد تفتح الباب أمام جولات تفاوض أعمق مستقبلًا، مشددًا على أن الاعتراف الروسي والأوكراني معًا بالدور الإماراتي يضع أبوظبي في موقع متقدم على خريطة الوساطات الدولية.