رغم التصعيد.. دبلوماسية الإمارات تنجح في تبادل 1788 أسيرًا بين أوكرانيا وروسيا
رغم التصعيد.. دبلوماسية الإمارات تنجح في تبادل 1788 أسيرًا بين أوكرانيا وروسيا
شراكة تقودها دولة الإمارات العربية المتحدة مع كل من روسيا وأوكرانيا تسهل التبادل الناجح لأسرى الحرب بين موسكو وكييف، حيث تتصاعد الحرب بشكل ملفت في الآونة الأخيرة، إلا إن الإمارات بدورها تقود ملحمة خاصة بالسلام في العالم.
ونجحت الإمارات على مدى أكثر من سنتين في تسليم الرهائن بين الأطراف المتنازعة لترصد مدى السلام الذي تقوده الإمارات عالميًا، وهو نهج الامارات الذي جعلها أكبر دولة في تحسن في تعزيز السلام على مستوى العالم، حيث تقدمت 31 مركزًا، وفقًا للطبعة الثامنة عشرة لمؤشر السلام العالمي، عن معهد الاقتصاد والسلام في سيدني.
تبادل 230 أسيرًا
ونجاح الإمارات كان أساسيًا في إحلال السلام بين الأطراف، حيث أعلنت كل من روسيا وأوكرانيا، تبادل 230 أسيراً، في أول عملية تبادل رسمية بينهما منذ أشهر عدة، في خضم تصاعد الضربات المتبادلة، وبعد مفاوضات شملت وساطة من جانب دولة الإمارات.
ونقلت وكالة "تاس" عن وزارة الدفاع الروسية، قولها: إن "روسيا أعادت 115 عسكريًا أسرتهم أوكرانيا خلال توغلها في منطقة كورسك"، مضيفة أنه "في 24 أغسطس، ونتيجة لعملية التفاوض، أعيد 115 عسكريًا أسروا في منطقة كورسك من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف، وتم تسليم 115 عسكريًا أوكرانيًا في المقابل".
جهود الإمارات ذات الطابع الإنساني
وقالت وزارة الدفاع الروسية: إن الجنود موجودون حاليًا في بيلاروس، ولكن سيتم نقلهم إلى روسيا لتلقي العلاج الطبي وإعادة التأهيل.
وأضافت: أن دولة الإمارات قدمت جهود وساطة ذات طابع إنساني خلال عودة العسكريين الروس من الأسر".
بدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت: إن 115 جنديًا أوكرانيًا، عادوا إلى ديارهم اليوم، مضيفاً: "هؤلاء هم محاربو الحرس الوطني والقوات المسلحة والبحرية وحرس الحدود".
وقالت أوكرانيا: إن العسكريين الـ 115 الذين تم إطلاق سراحهم كانوا مجندين، وكثير منهم أسروا في الأشهر الأولى من الغزو الروسي. ومن بينهم ما يقرب من 50 جنديًا أسرتهم القوات الروسية من مصنع الصلب أزوفستال في ماريوبول.
وعبر زيلينسكي عن شكره لدولة الإمارات لدورها في الوساطة التي تساهم في "تعزيز إطلاق سراح أفرادنا العسكريين والمدنيين من الأسر الروسي".
وقد أعلنت دولة الإمارات، نجاح جهود الوساطة بشأن عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 230 أسيرًا مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تم تبادلهم بين البلدين في هذه الوساطات إلى 1788.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، استمرار مساعي أبوظبي في دعم كافة الجهود والمبادرات التي تهدف إلى الوصول لحل سلمي للنزاع بين البلدين، مؤكدة على أن الحوار وخفض الصعيد السبيل الوحيد لحل الأزمة، ما يسهم في التخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عنها.
ويقول الباحث السياسي الإماراتي ضرار بالهول: إن الجانبين الأوكراني والروسي يحترمان الجهود الدبلوماسية الإماراتية، التي تسعى دائمًا إلى الحلول الدبلوماسية وتقديم المساعدات الإنسانية للأطراف المتضررة، وقد أثمرت هذه الجهود تبادل الأسرى من الطرفين وجمع شمل الأسر على مدار العامين الأخيرين، حيث إن دولة الإمارات تلعب من جديد دورًا دبلوماسيًا بارزاً، وتعد الوسيط الأكثر نجاحًا بين روسيا وأوكرانيا على المستوى العالمي.
وأضاف بالهول - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، إن الإمارات نجحت في إبرام صفقة تبادل أسرى جديدة رغم التصعيد الكبير بين الدولتين؛ مما يعكس نجاحًا دبلوماسيًا هائلاً في دفع الطرفين للتوصل لحلول إنهاء النزاع الحالي بقيادة الإمارات، ومنذ عام 2021، تشهد دولة الإمارات تحسنًا في تقييمها أكثر من أي دولة أخرى في السلام، لتعزز دولة الإمارات العلاقات الدبلوماسية على نطاق أوسع في جميع أنحاء المنطقة.