هزّت انفجارات وقعت أثناء صلاة الجمعة مسجدا شيعيا في مدينة قندهار جنوب أفغانستان، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 100 شخص، وذكرت تقارير أن الانفجار وقع داخل مسجد في ولاية قندوز خلال صلاة الجمعة، حيث كانت الأعداد كبيرة داخل المسجد.

وذكر الشاهد علي رضا أنه كان يصلي وقت الانفجار وأفاد بأنه رأى العديد من الضحايا، وأن التفجير نُفذ من قبل انتحاريين، وذلك بالتزامن مع انتهاء صلاة الجمعة، وأظهرت مقاطع فيديو وصور على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصا يبحثون في المسجد المدمر وينقلون الجثت من موقع الحادث المروع إلى سيارة إسعاف.

من جهتها، قالت وكالة تابعة للأمم المتحدة: إن التفجير الانتحاري أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 100 شخص، وكتبت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان في تغريدة على تويتر: "تشير المعلومات الأولية إلى مقتل وإصابة أكثر من 100 شخص في تفجير انتحاري داخل المسجد".

ووقع الانفجار في أعقاب عدة هجمات حدثت في الأسابيع الأخيرة من بينها هجوم على مسجد في كابول. وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن بعض هذه الهجمات، وسلطت هذه الهجمات الضوء على التحديات الأمنية التي تواجه حركة طالبان، التي سيطرت على البلاد في أغسطس وشنت منذ ذلك الحين عمليات ضد خلايا تنظيم داعش في كابول.

داعش تنتقم من طالبان

يقول الخبير في شؤون الجماعات المتطرفة إبراهيم ربيع: إن زيادة وتيرة عمليات "داعش" ضد "طالبان" في عمق أفغانستان تهدف إلى إحراج الحركة دوليا ومحليا، وكشفت ضعفها وعجزها، وهو ما حدث تلك الفترة الماضية، والذى يكشف عن أن داعش تعتبر طالبان حركة مرتدة، وقامت بتنفيذ أكثر من 100 عملية في العمق الأفغاني خلال العام الجاري، ومعظم تلك العمليات الإرهابية كانت موجهة إلى حركة طالبان.

وأضاف الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية: أن حركة طالبان مخترقة من قبل تنظيم داعش، وهناك عناصر تتبع تنظيم داعش تعمل لصالحها داخل أفغانستان وتنفذ أجندتها، وهناك عدد من قيادات حركة طالبان بايعت تنظيم داعش في الفترة الماضية، موضحا أن ولاية خراسان التابعة لتنظيم داعش تسعى أيضا للهيمنة على مناطق بعينها في أفغانستان. 

وأوضح الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية أن هناك خلافات حادة بين داعش وطالبان، وخاصة أن تنظيم داعش لا يحظى بدعم محلي أو إقليمي كما يحدث من البعض في دعم طالبان مثل قطر وغيرهم، ولكن تنظيم داعش يعمل على التسبب لأزمات في طالبان، مؤكدا أن الدليل على ذلك عندما ذكرت طالبان أنها أطلقت عمليات ضد داعش في كابول ومناطق أخرى، ما يعني أن تنظيم داعش موجود ويؤثر على الأوضاع في ظل سيطرة طالبان. 

محادثات في موسكو حول طالبان

وتستضيف موسكو في 19 أكتوبر محادثات حول أفغانستان تشمل الولايات المتحدة والصين وباكستان على ما أعلن موفد الكرملين الخاص بالملف الأفغاني زامير كابولوف الجمعة.

وقال المسؤول الذي أوردت تصريحه وكالات الأنباء الروسية: "الاجتماع سيضم الترويكا الموسعة التي تشارك فيها روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان وسنحاول التوصل إلى موقف مشترك بشأن الوضع المتقلب في أفغانستان".