غضب فرنسي من لقاء الاتحاد الأوروبي بمنظمة مشبوهة للإخوان.. ما القصة؟
أبدت فرنسا غضبها من لقاء الاتحاد الأوروبي بمتظمة مشبوهة تابعة للإخوان
تشهد الساحة الأوروبية أزمة جديدة تلوح في الأفق بين فرنسا والاتحاد الأوروبي، بسبب لقاء جمع مفوضة المساواة في الاتحاد الأوروبي، هيلينا دالي، مع جمعية "FEMYSO " الفرنسية التابعة لجماعة الإخوان، الذي أثار العديد من التساؤلات حول عمل تلك الجمعيات والمنظمات التابعة للإخوان والتي ما زالت تعمل حتى الآن.
فرنسا تعترض
البداية كانت من احتجاج كل من وزيرة المواطنة الفرنسية مارلين شيابا، ووزير الدولة الفرنسي لشؤون أوروبا كليمان بون، على ما وصفوه بأنه دعم من الاتحاد الأوروبي للجماعة الإرهابية، قائلة: "نؤكد للاتحاد الأوروبي أن هذه الجمعية تهاجم فرنسا وتحاول اختراق المؤسسات الفرنسية".
الاتحاد الأوروبي
فيما ردت مفوضة الاتحاد الأوروبي أن اللقاء الذي تم بناء على طلب مسؤولي الجمعية، تم لمناقشة "وضع الشباب المسلم في أوروبا والتحديات التي تواجهه نتيجة القوالب النمطية والتمييز والكراهية الصريحة".
غضب أوروبي
وشن وزير الدولة الفرنسي لشؤون أوروبا كليمان بون هجوما على الجمعية في تغريدة عبر حسابه على تويتر أعقبت الاجتماع، وقال الوزير الفرنسي: إن الاجتماع كان غير طبيعي، وهذه الجمعية هي دمية في يد الإخوان، بحسب صحيفة "بوليتيكو" الأميركية.
واستشهد تقرير الصحيفة الأميركية بتحذير لورنزو فيدينو، مدير برنامج التطرف بجامعة جورج واشنطن، الذي كان يعمل على تعقب نشاط جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا.
وأكد فيدينو أن منظمة الشباب الإسلامي في أوروبا (FEMYSO) هي "بذرة" اتحاد المنظمات المتطرفة في أوروبا، وهي جماعة مرتبطة بجماعة الإخوان.
منظمات مشبوهة
ويقول الدكتور إبراهيم ربيع – الخبير المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، إن للإخوان الكثير من الجمعيات التي لا تزال تعمل وتلتقي بالعديد من الجهات الأوروبية المسؤولة، لافتا أن ضمن تلك المنظمات هو اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا أو "مسلم وفرنسا" يعتبر حاليا ضمن أكثر الاتحادات المؤثرة في فرنسا، فلا بد من التحرك الجاد لوقف تلك المنظمات المشبوهة.
وأضاف في تصريح لـ"العرب مباشر": أن المنظمة الفرنسية المشبوهة تضم أكثر من 250 جمعية إسلامية على كامل أراضي فرنسا وتنتمي إليها مباشرة، وتشرف كذلك على عدة مساجد في المدن الكبرى في البلاد، الاتحاد يقال عنه عادة أنه قريب من الإخوان، بينما لا يتبنى هو ذلك رسميا، فهذا يحتاج إلى تحركات أخرى من أجل مواجهة تلك المنظمات المشبوهة التي تعمل لصالح الإخوان.
تحرك أوروبا ضد الإخوان
وكشفت دراسة للمركز الفرنسي للبحوث والدراسات الإستراتيجية أن أوروبا تعمل حاليا على مواجهة مخاطر الإسلام السياسي، والتي انتشرت بقوة مع الانتشار الواسع لمؤسسات الإخوان في أوروبا، بعد عمليات التفجيرات الإرهابية التي اجتاحت أوروبا ولاسيما فرنسا.
وأضافت الدراسة: أن العديد من المؤتمرات سلطت الضوء على تلك المؤسسات ودعمها للفكر المتطرف، مثل مؤتمر "الاستثمارات القطرية في أوروبا بين السياسة والإرهاب - فرنسا نموذجا" الذي عقد في باريس، وأوضح أن هناك 242 جمعية إخوانية تمولها قطر في فرنسا فقط، بدعوى مساعدة مسلمي فرنسا، لكنها في الحقيقة تستهدف من وراء ذلك الدعم نشر الفكر المتطرف وتقديم الإخوان للغرب كجماعة دينية تتقبل العمل بمبادئ الديمقراطية، على الرغم من وجود وثائق إخوانية تثبت رفض الجماعة النموذج العلماني الفرنسي.
ولفتت الدراسة إلى أنه سعت فرنسا في خطة مكونة من أربع نقاط للحد من تأثير التهديدات، تمثلت أولها في تحرير المساجد والمدارس من التأثيرات الأجنبية، والتخلص تدريجياً من الأئمة المبعوثين، في الوقت نفسه رفع عدد الأئمة المدربين في فرنسا، بالإضافة إلى مراقبة التبرعات المالية، من خلال "الجمعية الإسلامية للإسلام في فرنسا"، بالإضافة إلى متابعة المحتوى الرقمي في ظل التطورات والمخاطر التي تواجه البلاد، ويعتبر هذا من ضمن أهم التكتيكات في متابعة مخاطر الإرهاب.