كيف تسبب الحوثيون في تجويع ملايين من الشعب اليمني؟

تواصل ميلشيا الحوثي الإرهابية ارتكاب جرائمها ضد الشعب اليمني

كيف تسبب الحوثيون في تجويع ملايين من الشعب اليمني؟
صورة أرشيفية

مع تفاقم الأزمة الغذائية العالمية، يواجه الشعب اليمني أزمة مزدوجة، تهدد الملايين بالموت جوعا، حيث تسببت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران في زيادة هذه الأزمة من خلال سرقة المساعدات الإنسانية والغذائية وعدم توفير السلع الأساسية للمواطنين وحصار العديد من المدن.

وأكد محللون أن ممارسات الحوثي في اليمن في هذا الوقت الذي يعاني فيه العالم من أزمة غذائية كبرى تعد جريمة حرب يجب أن يعاقب عليها دوليا.

أزمة غذاء في اليمن

قال مسؤول ومستورد رئيسي: إن اليمن تبحث عن موردي قمح جدد لكنها ستحتاج إلى مساعدة لدفع تكاليف الواردات المتزايدة التكلفة، حيث حذر برنامج الغذاء العالمي من خفض المساعدات الغذائية للملايين الذين يعيشون بالفعل على شفا المجاعة.

وأضاف: أن تعطل إمدادات القمح العالمية بسبب الحرب في أوكرانيا والحظر المفاجئ على تصدير القمح من قبل الهند بتعميق أزمة الجوع في اليمن وزيادة تضخم أسعار الغذاء الذي تضاعف بالفعل خلال عامين فقط في بعض أجزاء البلاد.

بينما قال مصدر حقوقي يمني لـ"العرب مباشر": إن ممارسات الحوثي زادت من الأزمة بصورة كبيرة، حيث سرقت الميليشيات كافة المساعدات الغذائية والسلع الأساسية لتأمين احتياجات أفرادها على حساب الملايين من الشعب اليمني.

بينما قال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، ريتشارد راجان، لرويترز: إن عدد الأشخاص الذين يعيشون في اليمن في ظروف قريبة من المجاعة قد يرتفع إلى سبعة ملايين في النصف الثاني من عام 2022 من حوالي خمسة ملايين الآن.

سرقة الحوثيين

وكشف مصدر حقوقي دولي في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" أن هيئة الأمم المتحدة توفر طعاما لنحو 13 مليون شخص شهريًا في اليمن، حيث تضرر الاقتصاد بسبب سنوات من الحرب، لكنها خفضت منذ يناير حصص الإعاشة لثمانية ملايين منهم، إلا أن الميليشيا الحوثية تسرق هذه المساعدات فتزيد من الأزمات بصورة كبيرة.

وقال: "تفاوضنا كثيرا معهم حتى لا يتم الاستيلاء على المساعدات الغذائية والعلاجية إلا أن الميليشيا ترفض الاستماع لأحد".

وأشار إلى أن هيئة الأمم المتحدة قد تضطر قريباً إلى إجراء المزيد من التخفيضات، بعد أن جمعت ربع مبلغ 2 مليار دولار الذي تحتاجه لليمن هذا العام من المانحين الدوليين.

قال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، ريتشارد راجان: "نحن نأخذ الطعام من الفقراء ونطعم الجياع، ففي شهر يونيو المقبل سيتعين علينا اتخاذ بعض القرارات الصعبة بشأن احتمال خفض عدد إطعام خمسة ملايين فقط، أولئك الأكثر تعرضًا للخطر حقًا".

وتابع: إن احتياجات اليمن من الحبوب تبلغ نحو 4 ملايين طن سنويا ونأتي بحوالي 25 في المائة منها، مضيفا أن برنامج الأغذية العالمي نفسه شهد زيادة في تكاليف الغذاء والوقود تتراوح بين 25 و30 مليون دولار شهريا.

إنقاذ عربي

وقال وزير التجارة في عدن لرويترز الأسبوع الماضي: إن اليمن لديه قمح يكفي لثلاثة أشهر، مضيفا أن الوزارة تتفاوض من أجل شريحة مساعدات سعودية بقيمة 174 مليون دولار لاستخدامها في تمويل الواردات الأساسية بما في ذلك القمح.

ووافقت المملكة العربية السعودية في وقت سابق من هذا الشهر على دفع القسط الأخير من الوديعة الموعودة في 2018.

وقال وزير التجارة محمد الأشول: "تبحث الحكومة والمستوردون عن أسواق بديلة لاستيراد القمح، مثل البرازيل وغيرها، لتعويض 45% من احتياجات القمح التي كانت تأتي من أوكرانيا وروسيا".

في شهر أغسطس الماضي، قدمت المؤسسة المالية الدولية التابعة للبنك الدولي إلى هيئة الخدمات المالية السعودية ما يصل إلى 75 مليون دولار لتمويل عملياتها في اليمن.

تمويل الواردات

تسببت الحرب المستمرة منذ سبع سنوات والتي أشعلتها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران، والتي تسيطر إلى حد كبير على شمال اليمن، في انخفاض خطير في قيمة العملة ونقص في الاحتياطيات الأجنبية.

ودعت مجموعة هائل سعيد أنعم، وهي واحدة من أكبر التكتلات الغذائية في اليمن، والتي تزود وكالات الإغاثة أيضًا، إلى مساعدة أجنبية في شكل آليات طارئة مثل صندوق تمويل الاستيراد الخاص وفترة سداد موحدة مدتها 60 يومًا.

وقال المتحدث باسم HSA محمد هايل سعيد: "نحن جميعًا مصطفون في الهند الآن... إذا لم يتم وضع آلية للمساعدة في وضع القطاع الخاص اليمني، فإننا نخشى أن تدفعنا الدول الأخرى إلى الجزء الخلفي من قائمة الانتظار".

وأضاف: "كانت الهند سوقًا رئيسية نظرًا لقربها من المنطقة، كما أن سعر القمح الهندي يقل بنحو 100 دولار عن سعر القمح الأوروبي".

وفي العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون، قال تاجر المواد الغذائية أحمد حنش: إن مطاحن الدقيق تستخدم الآن القمح الأسترالي والأميركي؛ ما رفع الأسعار.

وقال المتحدث باسم هائل سعيد أنعم: إن شحنات القمح التي دخلت اليمن في مارس وأبريل كانت مغلقة منذ شهور قبل الصدمة الفعلية، وسنبدأ في الشعور بالصدمة في الأشهر المقبلة".

بينما قال تاجر آخر: "سرقة الحوثيين للسلع الأساسية ما زالت مستمرة، فهم يسعون لتأمين أنفسهم من احتياجات القمح بغض النظر عن وضع الشعب".

وتابع: "الأوضاع سيئة للغاية، فالكثير من المواطنين لا يجدون قوت يومهم، مع فشل المؤسسات الدولية في وقف إجرام ميليشيا الحوثي".