مساعٍ مستمرة لمنظمات المجتمع المدني العربي تهدف إلى ترسيخ ودعم مجال حقوق الإنسان بالمنطقة، ولا سيما أن أبرز التحديات التي تسيطر على العالم هي تحسين ملف حقوق الإنسان بشكل عام وغياب الحريات بشكل خاص.

لذا تسعى بعض منظمات المجتمع المدني العربية لتقديم الدعم الفني والتقني لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان لدول أخرى حول العالم.

جلسة حوارية 

عقدت جلسة حوارية، لتدشين تقرير الظل الحقوقي الذي عملت عليه 13 منظمة دولية غير حكومية- والذي يتحدث عن القضايا الحقوقية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكذلك سيتم تدشين تقرير الظل في جلسة حوارية خاصة يتناقش حولها الحقوقيون والمنظمات العالمية، من خلال عدد من الخبراء والمتخصصين من ثلاث عشرة مجموعة دولية لحقوق الإنسان في جنيف، وقد عقدت الجلسة عن بعد عبر تطبيق "زووم" شارك بها خبراء دوليون في القانون وحقوق الإنسان، وعدد من مواقع التواصل الاجتماعي التي سيشارك من خلالها المسؤولون عن المنظمات المشاركة في إعداد التقرير.

إشادات بدور الإمارات

من جانبهم، أشاد المشاركون بالدور الإماراتي في مجال حقوق الإنسان، حيث قال أيمن نصري رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان حامل الصفة الاستشارية بالأمم المتحدة، خلال الندوة، إن ملف دولة الإمارات في مجال حقوق الإنسان حصل على إشادة واسعة من المجتمع الدولي في ظل الإنجازات البارزة التي حققتها على هذا الصعيد.

وهو ما أكدته كوسي أتسو الخبيرة الدولية في حقوق الإنسان، حيث قالت إن دولة الإمارات حققت إنجازات عديدة في قطاع التنمية المستدامة وتعزيز الجهود الدولية في مجال حقوق الإنسان، وأضافت أن دولة الإمارات تنفذ العديد من المشاريع التنموية البارزة في دول عدة عبر مؤسساتها المختلفة مثل صندوق أبوظبي للتنمية، كما قدمت استجابة إنسانية عاجلة وجسرا جويا من المساعدات لدعم المتضررين من الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا مؤخرا ولازالت مستمرة في دعمها حتى الآن وخصصت مبالغ كبيرة في هذا الشأن.

وتحدثت الخبيرة في مجال حقوق الإنسان الدكتورة منال مسالمي رئيسة الرابطة الأوروبية للدفاع عن الأقليات، عن جهود دولة الإمارات في مجال الاقتصاد والبيئة وتمكين النساء، مؤكدة أن دولة الإمارات نجحت في دمج المرأة في المجتمع بصورة مميزة ومنحتها أدوارًا قيادية سواء في العمل الحكومي أو على الصعيد الاقتصادي وريادة الأعمال، كما تمتلك إستراتيجية مبتكرة لتعزيز دور الأسرة والاهتمام بها وتمكينها.

دور حاسم لـ«منظمات المجتمع المدني»

في السياق ذاته، يقول ضرار بالهول الكاتب الإماراتي ومدير عام "مؤسسة وطني الإمارات"، تلعب منظمات المجتمع المدني العربية دوراً حاسماً في تمثيل وتعزيز مصالح مجتمعاتها، مضيفًا أن خلال السنوات الأخيرة أصبحت هذه المنظمات تشارك بشكل متزايد في المؤتمرات العالمية، ومع ذلك، من المهم لهذه المنظمات أن تتجاوز مجرد حضور هذه الفعاليات وتحول دورها من تمثيل واجتماعات إلى تمثيل فعال وقوي يسلط الضوء على حقيقة العالم العربي ودوره في المجتمع العالمي، مشيرًا إلى أن أبرز التحديات الرئيسية التي تواجه منظمات المجتمع المدني العربية الحاجة إلى إبراز الجوانب الإيجابية للعالم العربي، موضحًا ضرورة أن تسلط هذه المنظمات الضوء على دور الدول العربية في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة، وإبراز مساهماتها في القضايا العالمية مثل تغير المناخ، وحقوق الإنسان، والتنمية الاقتصادية.

وأضاف في تصريحات لـ "العرب مباشر"، لكي تكون منظمات المجتمع المدني العربية فعالة، يجب أن تركز أيضًا على سد الفجوة بين مجتمعاتها والمجتمع العالمي، وهذا يعني الانخراط بنشاط في الحوار وبناء الشراكات مع المنظمات الدولية والحكومات، وتعزيز آرائها ومصالحها على المسرح العالمي، من خلال هذه المشاركة، يمكن لمنظمات المجتمع المدني العربية ضمان سماع أصواتهم وتمثيل مجتمعاتهم في عمليات صنع القرار العالمية.

واختتم بالهول تصريحاته قائلًا: إن دور منظمات المجتمع المدني العربية في القمم العالمية هو دور حاسم؛ لأنها تمثل مصالح وآراء مجتمعاتها على المسرح العالمي، مضيفًا، أنه لكي تكون هذه المنظمات فاعلة، يجب أن تحول دورها من تمثيل واجتماعات إلى دور تمثيل فعال وقوي يسلط الضوء على واقع العالم العربي ودوره في المجتمع العالمي، من خلال التركيز على بناء القدرات وتعزيز الحوار وتسليط الضوء على الجوانب الإيجابية للعالم العربي، يمكن لمنظمات المجتمع المدني العربي أن تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة، وفي تشكيل الأجندة العالمية للسنوات القادمة.