كيف أصبحت المبادرة الفرنسية عائقاً لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان؟

أصبحت المبادرة الفرنسية عائقاً لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان

كيف أصبحت المبادرة الفرنسية عائقاً لإنهاء الشغور الرئاسي في لبنان؟
صورة أرشيفية

يعيش الجانب اللبناني أزمات مستمرة، وهو ما استدعى تواجد لجنة خماسية دولية لحل الأزمات اللبنانية في ظل شغور رئاسي مستمر منذ ما يقرب من عام.

وعلى رأس اللجنة الخماسية التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر الموفد الفرنسي، والذي يتواجد في لبنان لحل الأزمة في ظل محاولات فاشلة للبرلمان اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية لحل أزمات البلاد المتعددة.

رسائل مثيرة للجدل

أزمات متعددة تسبب فيها الموفد الفرنسي حيث في إطار التهيئة الفرنسية لإجراء حوار بين اللبنانيين تحت عنوان "طاولة عمل"، وجه المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان جان إيف لودريان عبر السفارة الفرنسية في بيروت، مجموعة أسئلة إلى 38 نائباً هم رؤساء التكتلات النيابية والنواب المستقلون مطالباً بالإجابة عنها قبل نهاية أغسطس الجاري، ليحمل خلاصته منها عند عودته إلى لبنان في جولته الثالثة المرتقبة بداية الشهر المقبل.

وأثارت تلك الرسالة استياء عدد كبير من النواب الذين اعتبروا أنها أشبه بورقة امتحان تتضمن سؤالين، يطلب فيها لودريان من النواب رداً مكتوباً عليهما بعدما أعلن أنه يقترح دعوتهم لحوار في سبتمبر المقبل لبحث الأزمة الرئاسية.

ردود قوى المعارضة على لودريان

لودريان كان أُبلغ، خلال زيارته الأخيرة لبيروت، بتأييد المعارضة في البلاد لما ورد في بيان اللجنة الخماسية في الدوحة، وبالأخص كل ما يتعلق بالمواصفات التي يفترض أن يتحلى بها الرئيس وبأولويات مرحلة ما بعد انتخابه، والتي يفترض أن تكون مدرجة على طاولة لقاءاته.

كما أن قوى المعارضة كانت أبلغت لودريان بأن لا جدوى من الحوار مع حزب الله، وبالتالي ليست في وارد الانضمام إلى لقاءات موسعة، وتفضل أن تعقد لقاءات ثنائية لإخراج انتخاب الرئيس من التعطيل، وتنأى عن المشاركة في اجتماع موسع في حال توصل في زيارته الثالثة إلى بيروت إلى قواسم مشتركة بذريعة أن حزب الله ليس في وارد التخلي عن ترشيح فرنجية، إفساحاً في المجال أمام التفاهم على رئيس توافقي لديه القدرة على التواصل مع جميع الأطراف.

ويقول المحلل السياسي اللبناني طوني حبيب: إن لبنان بالرغم من التداعيات المستمرة بها والأزمات إلا أنها ترفض التدخلات الفرنسية التي تملى عليها، وإن لبنان ليست قطعة من فرنسا، بالعكس تماماً، وما يحدث هو أن المبعوث الفرنسي يحاول كسب ود حزب الله والابتعاد عن متطلبات المعارضة.

وأضاف حبيب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن طلب الموفد الرئاسي إلى لبنان جان إيف لودريان الإجابة الخطية عن أسئلة وزعت على النواب عبر السفارة الفرنسية هو أمر معيب ومهين، وهو ما يعرقل التوافق وما قامت به اللجنة الخماسية.