حرب باردة في الأفق.. روسيا: عواصم أوروبا هي الهدف لو نُشرت صواريخ في ألمانيا

حرب باردة في الأفق.. روسيا: عواصم أوروبا هي الهدف لو نُشرت صواريخ في ألمانيا

حرب باردة في الأفق.. روسيا: عواصم أوروبا هي الهدف لو نُشرت صواريخ في ألمانيا
صورة أرشيفية

في تلاسن سياسي وتصريحات قوية ومباشرة، أعادت إلى الأذهان حقبة الحرب الباردة، حذرت روسيا من أن نشر صواريخ أمريكية بعيدة المدى في ألمانيا قد يجعل من عواصم أوروبية أهدافًا للصواريخ الروسية، وجاء هذا التحذير بعد اتفاق ألماني أمريكي على نشر صواريخ بدءًا من عام 2026.

مفارقة صاروخية

وأشار المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إلى "مفارقة" مفادها أن "أوروبا تعد هدفاً لصواريخنا، وبلدنا يعد هدفًا للصواريخ الأمريكية في أوروبا"، وأضاف: "لدينا القدرة الكافية على احتواء هذه الصواريخ، لكن الضحايا المحتملة هي عواصم هذه البلدان".

وأضاف - في تصريح لقناة "روسيا 1" التلفزيونية الرسمية-، "لدينا القدرة الكافية على احتواء هذه الصواريخ، لكن الضحايا المحتملة هي عواصم هذه البلدان". وألمح بيسكوف إلى أن مواجهة كتلك من شأنها أن تقوض أوروبا ككل.

وفي رد على الإشارة إلى أن الحرب البادرة انتهت مع انهيار الاتحاد السوفييتي، قال بيسكوف، إن "أوروبا ليست في أفضل حال" محذرًا من "تكرار للتاريخ بتركيبة مختلفة".

وندد الكرملين بالخطوة متهماً واشنطن بالمضي قدمًا نحو حرب باردة جديدة والانخراط على نحو مباشر في النزاع في أوكرانيا.

وأجرى وزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف ونظيره الأمريكي لويد أوستن مباحثات هاتفية ناقشا خلالها احتواء "خطر تصعيد محتمل"، بحسب ما أفادت وزارة الدفاع الروسية. وتسعى دول حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة إلى تعزيز دفاعاتها في أوروبا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022.

نشر صواريخ في ألمانيا

وكان البيت الأبيض قد أعلن الأربعاء خلال قمة لحلف شمال الأطلسي، أن الولايات المتحدة تعتزم نشر صواريخ جديدة في ألمانيا اعتبارًا من عام 2026، تكون أبعد مدى من المنظومات الأمريكية الموجودة راهنا في أوروبا.

وستشمل الأسلحة الأمريكية صواريخ كروز من طراز توماهوك التي يصل مداها إلى 2500 كيلومتر والقادرة على ضرب العمق الروسي ، إضافة إلى صواريخ الدفاع الجوي إس إم6 والأسلحة المطورة حديثا الفرط صوتية.

وأشارت الرئاسة الأمريكية - في بيان مشترك مع الحكومة الألمانية-، إلى أن "هذه القدرات المتقدمة ستظهر التزام الولايات المتحدة تجاه حلف شمال الأطلسي ومساهماتها في الردع الأوروبي المتكامل".

موافقة حكومية ألمانية

من جهته، دافع المستشار الألماني أولاف شولتز عن خطة الولايات المتحدة نشر صواريخ بعيدة المدى في ألمانيا، وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك في برلين مع رئيس الوزراء الياباني كيشيدا فوميو، إنه لا يتفق مع المخاوف من أن يؤدي هذا القرار إلى توتر مع روسيا.

وأضاف: "الصواريخ التي يصل مداها إلى 2500 كيلومتر لها قوة ردع ويجب أن تمنع الهجمات المستقبلية منذ البداية".

وأشار شولتز إلى أن نشر الصواريخ الأميركية في ألمانيا يوفر "انسجاما تاما" مع الإستراتيجية الأمنية لبلاده، مضيفًا: إن "هذا الوضع يزيد من الأمن بسبب تأثيره الرادع".

وتعهد المستشار الألماني مجددًا بأن بلاده ستتحكم في شحنات الأسلحة المرسلة إلى أوكرانيا بطريقة لا ينتج عنها وقوع مواجهة مباشرة مع روسيا.


مخاوف ألمانية من حرب باردة

وأثار الإعلان عن نشر الصواريخ الأمريكية غضب انتقادات في ألمانيا، إذ أعاد إلى أذهان المعارضي ذكريات الحرب الباردة.

وقال رالف ستيغنر، عضو البرلمان عن الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي ينتمي إليه شولتس لمجموعة "فونكه" الإعلامية، إن القرار في شأن الصواريخ قد يشير إلى بداية "سباق تسلح" جديد، محذرًا من أن "هذا لن يجعل العالم أكثر أمانا، بل على العكس، ندخل في دوامة يصبح فيها العالم خطيرًا".

وقالت سارة فاغنكنخت، وهي يسارية بارزة في ألمانيا، لأسبوعية "شبيغل": إن نشر الصواريخ الأمريكية "يزيد من خطر أن تصبح ألمانيا نفسها مسرحا للحرب".

وسبق للولايات المتحدة أن نشرت صواريخ بيرشينج الباليستية في ألمانيا الغربية خلال ثمانينيات القرن الماضي، خلال الحرب الباردة، ما أدى إلى موجة كبيرة من المظاهرات المناهضة في ألمانيا لهذه الخطوة. لكن الولايات المتحدة لم تخفض الصواريخ في أوروبا إلا بعد تراجع ما اسمته في حينه "التهديد الروسي".