في ظل تدهور الأزمة الاقتصادية.. روسيا تدعم لبنان بشحنات من القمح والنفط.. ما الهدف الحقيقي وراء ذلك؟

تدعم روسيا تدعم لبنان بشحنات من القمح والنفط

في ظل تدهور الأزمة الاقتصادية.. روسيا تدعم لبنان بشحنات من القمح والنفط.. ما الهدف الحقيقي وراء ذلك؟
الرئيس الروسي بوتين

لا يزال يعاني لبنان من أزماته السياسية والاقتصادية، في ظل تدهور اقتصادي كبير وتضخم عالٍ وشعور رئاسي أدي إلى فوضى ومعاناة اقتصادية واضحة.

كما يعاني لبنان انقسامات واضحة، في ظل التحكم السياسي لميليشيا حزب الله والذي يأتي كذراع سياسي وعسكري لإيران. 

حقيقة دعم روسيا للبنان

في نفس التوقيت أعلنت روسيا أنها قررت دعم جمهورية لبنان بشحنات من القمح والنفط، كمساهمة منها للمساعدة في تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.

وقال السفير الروسي لدى لبنان، ألكسندر روداكوف، في تصريحات صحفية ، إنّ القيادة الروسية قررت منح لبنان، إمدادات مجانية من القمح والمنتجات النفطية، لافتاً إلى أنّ العمل جار حالياً على التنسيق لنقل هذه المنتجات.

وأضاف روداكوف: إنه "تلبية لنداء الحكومة اللبنانية، اتخذت القيادة الروسية هذا القرار، والذي يعكس العلاقة الجيدة بين البلدين".

وأوضح أنّ روسيا تبحث باستمرار عن مناسبات لتقديم الدعم للبنان في ظل الظروف الصعبة، ونظل دائماً منفتحين على المقترحات المتعلقة بإطلاق أي مشاريع مثمرة للطرفين.

مراكز الثقل 

لبنان هي من مراكز الثقل في الشرق الأوسط جغرافيًا ، وهو ما قد يمثل تقاربا روسيا لها لأخذ نقطة أخرى لصالحها أمام أميركا والناتو.

الجدل حول طبيعة التواصل الذي تم في ٢٠٢١ بين موسكو وحزب الله دون المرور بطهران، فإن شكل هذا التواصل، حتى لو أنه يتم حكما من جهة الحزب بموافقة القيادة الإيرانية وإشرافها، يكشف عن عزم روسي على الانخراط مباشرة في الشأن اللبناني، بإشراف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط، ميخائيل بوغدانوف، العارف المحنك بشؤون لبنان، والتعامل مع حزب الله بصفته مكونا لبنانيا، أساسيا، لكنه واحد من المكونات اللبنانية الأخرى التي تتواصل معها روسيا.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عمل جاهداً طوال الفترة الماضية، لسحب لبنان من دائرة النفوذ الأميركي إلى مجال النفوذ الروسي مُستخدماً كل الأساليب لتحقيق ذلك.

كما يعد لبنان إحدى الدول الشرق أوسطية التي يُمكن لموسكو الاعتماد عليها لوجود مجتمع مسيحي كبير فيه، والذي ينتمي للكنيسة الأرثوذكسية المقربة من موسكو. 

تقارُب متصاعد 

وقال المحلل السياسي اللبناني، توفيق شومان، إن العلاقات الروسية-اللبنانية تشهد تقاربا متصاعدا منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا، ولم تتجاهل العين الروسية سواحل لبنان -التي تمثل امتدادا طبيعيا للساحل السوري- حيث حقول الغاز المكتشفة في المياه الإقليمية للبلدين، وهو ما تسعى له بلدان حلف الناتو أيضًا.

وأضاف شومان في تصريحات خاصة للعرب مباشر، أن التعاون الروسي-اللبناني كان مقتصرا على تبادلات تجارية محدودة بعد أفول نجم الاتحاد السوفياتي، الذي اكتفى في تلك الحقبة بتقديم منح تعليمية لطلاب من أحزاب يسارية لبنانية، هؤلاء الطلبة شكلوا قاعدة موالية مهمة لموسكو "الحمراء"، التي تحولت اليوم إلى لون آخر نجح في نسج علاقات متنوعة مع مختلف القوى والطوائف والملل اللبنانية.

ويضيف أن روسيا التي تطمح إلى أن تكون "شرطيا" عسكريا وسياسيا توسعيا لأهداف اقتصادية وتجارية، في ظل سيطرة أميركية على الشرق الأوسط.