إسرائيل ترسل وفدًا إلى قطر وتتمسك برفض مطالب حماس لتعديل خطة الهدنة

إسرائيل ترسل وفدًا إلى قطر وتتمسك برفض مطالب حماس لتعديل خطة الهدنة

إسرائيل ترسل وفدًا إلى قطر وتتمسك برفض مطالب حماس لتعديل خطة الهدنة
حرب غزة

تواصل إسرائيل شنّ غارات جوية مكثفة على قطاع غزة، وذلك بعد ساعات فقط من إعلان حركة حماس استعدادها الفوري للدخول في مفاوضات حول مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا. 

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، يُعد هذا الإعلان من جانب الحركة الإسلامية المسلحة مؤشرًا على إمكانية التوصل إلى اتفاق خلال أيام من شأنه أن يوقف عمليات القتل في القطاع وربما يضع نهاية للصراع المستمر منذ ما يقرب من 21 شهرًا.

وفي مساء السبت، صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن بلاده ستوفد وفدًا تفاوضيًا إلى قطر يوم الأحد لاستئناف المحادثات، رغم تأكيد مكتبه في الوقت ذاته أن التعديلات التي طلبتها حماس على المقترح غير مقبولة.

هدوء نسبي في غزة رغم استمرار القصف


ووصف مسؤولون في مجال الإغاثة وسكان محليون، يوم السبت، بأنه كان "أهدأ نسبيًا" مقارنة بأيام القصف المكثف السابقة، إلا أن ذلك لم يمنع من استمرار سقوط الضحايا، حيث أفادت مصادر طبية أن 24 فلسطينيًا استشهدوا، من بينهم عشرة أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات إنسانية.

وأشارت التقارير، أن غارات جوية إسرائيلية استهدفت خيامًا للنازحين في منطقة المواصي الساحلية جنوب القطاع، ما أسفر عن استشهاد سبعة أشخاص، بينهم طبيب فلسطيني وثلاثة من أطفاله، وفقًا لما أفاد به أطباء في مستشفى قريب. 

كما قُتل أربعة آخرون في بلدة بني سهيلا، في حين استشهد ثلاثة آخرون في ثلاث غارات متفرقة بمدينة خان يونس.

في المقابل، لم يصدر الجيش الإسرائيلي أي تعليق فوري بشأن هذه الضربات الجوية.

هجوم على عمال إغاثة أمريكيين في جنوب غزة


وفي حادث منفصل، أُصيب اثنان من المتعاقدين الأمريكيين العاملين مع مؤسسة "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) في جنوب القطاع، بعد أن ألقى مهاجمون مجهولون قنابل يدوية عليهم أثناء تواجدهم في موقع لتوزيع الغذاء، وفق ما أعلنت المنظمة.

وتعد "GHF" منظمة أمريكية خاصة بدأت في توزيع طرود غذائية في غزة الشهر الماضي، لكنها واجهت جدلًا واسعًا منذ انطلاق عملها، حيث وصفها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بأنها "غير آمنة بطبيعتها" واتهمها بأنها "تتسبب في مقتل المدنيين". 

من جانبها، نفت المنظمة هذه الاتهامات وأكدت أنها وزعت عشرات الملايين من الوجبات في ظروف آمنة.

وفي تعليقها على الحادث، حملت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، حركة حماس المسؤولية، ووصفت الهجوم بأنه "عمل عنيف ضد من يسعون فعلًا إلى تخفيف معاناة سكان غزة"، مضيفة عبر منصة "إكس": "هذا الهجوم يكشف الانحطاط الأخلاقي لحركة حماس".

أزمة إنسانية خانقة في ظل استمرار الحصار


وتُضاف هذه التطورات إلى سلسلة من الحوادث الدامية التي قُتل فيها مئات الفلسطينيين خلال الأسابيع الأخيرة، نتيجة إطلاق النار أو القصف من قبل الجيش الإسرائيلي أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التابعة لمنظمة GHF أو أثناء تجمعهم حول قوافل المساعدات التي تدخل القطاع تحت إشراف الأمم المتحدة، والتي كثيرًا ما تتعرض للنهب أو الاعتراض.

وتجددت دعوات العاملين في مجال الإغاثة داخل غزة إلى ضرورة وقف العمليات القتالية فورًا، محذرين من أن مخزون الوقود اللازم لتشغيل أنشطة منظمات الإغاثة بات على وشك النفاد، وهو ما ينذر بـ"انهيار كامل" للجهود الإنسانية وللخدمات الصحية والاتصالات في جميع أنحاء القطاع. وتُعد المولدات العاملة بالديزل المصدر الأساسي للكهرباء في غزة.

ونقل أحد العاملين في مجال الإغاثة بمدينة دير البلح قوله: "لم يتبقَّ لدينا سوى وقود يكفي لنصف يوم تقريبًا، وبعد ذلك سيتوقف كل شيء عن العمل".

الحصار الإسرائيلي يستمر رغم رفع جزئي


ومنذ انهيار الهدنة الأخيرة في شهر مارس، فرضت إسرائيل حصارًا خانقًا على غزة استمر 11 أسبوعًا، تم خلاله منع دخول الوقود بشكل كامل، والسماح فقط بكميات محدودة من الغذاء والمستلزمات الطبية. أما الكميات القليلة المتبقية من الوقود داخل القطاع فهي غالبًا ما تكون موجودة في مناطق تخضع لسيطرة إسرائيلية أو في مناطق قتال، مما يجعل الوصول إليها شبه مستحيل.

نتنياهو يتجه إلى واشنطن ومفاوضات في الأفق


من المقرر أن يسافر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية واشنطن يوم الأحد لعقد محادثات مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي أعرب في عدة منشورات عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن رغبته في إنهاء الحرب في غزة.

وتشير مسودة الاتفاق التي اطّلعت عليها الصحيفة البريطانية إلى أن الرئيس ترامب يعتزم الإعلان شخصيًا عن أي اتفاق لوقف إطلاق النار، ربما خلال الأيام المقبلة بالتزامن مع زيارة نتنياهو.

لكن مصادر مقربة من حركة حماس أفادت بأن الحركة تطالب بضمانات أوضح بشأن تحول الهدنة المؤقتة إلى وقف دائم للعدوان وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة في نهاية المطاف.

خلافات حول آلية توزيع المساعدات


وتتضمن نقاط الخلاف الرئيسية مسألة من سيتولى توزيع المساعدات الإنسانية التي توصف بأنها "كافية" في نص المسودة، حيث تطالب حماس بإغلاق مؤسسة GHF، بينما تصر إسرائيل على الإبقاء على آلية توزيع منفصلة عن الأمم المتحدة أو أي جهة دولية أخرى.

وفي تصريح أدلى به على متن طائرة الرئاسة الأمريكية "إير فورس وان" مساء الجمعة، أعرب ترامب عن تفاؤله حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق، وقال: إنه "قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة الأسبوع المقبل".

لكن وسائل إعلام إسرائيلية تحدثت عن سلسلة من الخطوات المتتالية تشمل إرسال وفود إسرائيلية منفصلة إلى كل من قطر ومصر لاستكمال التفاوض، كما تنص المسودة الحالية على أن ستيف ويتكوف، المبعوث الشخصي للرئيس ترامب، سيتوجه إلى الشرق الأوسط للمساعدة في بلورة الاتفاق النهائي.

ويرى محللون، أن هذه الخطوات قد تعني أن التوصل إلى اتفاق نهائي ما زال بعيدًا وقد يستغرق وقتًا أطول.