إسرائيل تستهدف قلب المنظومة الأمنية لحماس.. من هو محمود الأسود؟

إسرائيل تستهدف قلب المنظومة الأمنية لحماس.. من هو محمود الأسود؟

إسرائيل تستهدف قلب المنظومة الأمنية لحماس.. من هو محمود الأسود؟
محمود الأسود

في تطور جديد يعكس تصاعد الاستراتيجية الإسرائيلية القائمة على "قطع الرأس"، أعلن الجيش الإسرائيلي اغتيال محمود الأسود، رئيس جهاز الأمن العام لحركة حماس في منطقة غرب غزة، واصفًا إياه بأنه أحد أبرز مصادر المعلومات للحركة.

العملية التي نُفذت بطائرة حربية في 22 أغسطس، تأتي في سياق حملة متسارعة تستهدف قيادات الصف الأول لحماس منذ بدء خطة احتلال مدينة غزة في مطلع الشهر نفسه. الاغتيال، الذي وصفته وسائل إعلام إسرائيلية بـ "الضربة الموجعة"، يفتح الباب أمام تساؤلات جوهرية حول مستقبل الجهاز الأمني للحركة، خصوصًا مع التقديرات الإسرائيلية والدولية التي تتحدث عن فقدان حماس لجزء كبير من بنيتها القيادية والتنظيمية.

اغتيال "رجل المعلومات"


أعلن الجيش الإسرائيلي -في بيان رسمي- اغتيال محمود الأسود، رئيس جهاز الأمن العام لحركة حماس في منطقة غرب غزة، وجاء في البيان أن الأسود كان "شخصية محورية ومصدرًا أساسيًا للمعلومات الاستخبارية"، ما جعله هدفًا رئيسيًا في قائمة الاغتيالات الإسرائيلية؟

وبحسب مصادر عسكرية إسرائيلية، فقد استهدفت طائرة حربية موقع الأسود في محيط عمله، ضمن سلسلة عمليات متواصلة تهدف إلى "شل قدرة حماس على التنسيق وحماية قياداتها".

من هو محمود الأسود؟


محمود الأسود شغل منصب قائد منطقة غرب غزة في جهاز الأمن العام التابع لحركة حماس، وفق المصادر الإسرائيلية، كان الأسود يُعتبر شخصية مركزية ومصدرًا مهمًا للمعلومات الاستخبارية للحركة؛ مما جعله هدفًا أولويًا للعمليات الإسرائيلية.

جهاز الأمن العام لحماس هو المسؤول عن منع التجسس وإحباط جمع المعلومات الاستخبارية، وضمان أمن كبار مسؤولي التنظيم داخل قطاع غزة وخارجها، هذا الجهاز يُعتبر العمود الفقري لحماية القيادات والحفاظ على الأسرار التنظيمية للحركة.

هذا الدور الحساس جعل من اغتياله حدثًا يتجاوز البعد العسكري، إذ يشكل ضربة مباشرة لمنظومة أمن حماس الداخلية التي تواجه بالفعل سلسلة انتكاسات منذ يوليو الماضي، عندما أعلنت إسرائيل مقتل أمجد محمد حسن شاعر، رئيس مديرية مكافحة التجسس في الحركة.

سياق الحملة الإسرائيلية


الاغتيال يأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية أوضحها معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب تحت مسمى: "قطع الرأس"، حيث تهدف العمليات إلى تفكيك التنظيم عبر تصفية قادته الأساسيين.

وتقول إسرائيل: إن هذه الاغتيالات تعطل قدرة حماس على التخطيط والتنفيذ، خصوصًا في ظل غياب استراتيجية طويلة المدى للحرب، في حين كشف تحقيقات صحفية مشتركة بين "الغارديان" البريطانية ومجلة "+972" وموقع "لوكال كول"، والتي أشارت أن إسرائيل ضاعفت تقديراتها المعلنة لأعداد القتلى من المسلحين لتعزيز صورتها أمام الرأي العام.

يأتي هذا التصعيد بينما ينفذ الجيش الإسرائيلي خطة واسعة لاحتلال مدينة غزة، بدأت في 8 أغسطس، وتشارك في العملية فرقتان عسكريتان (162 و99)، تشنّان منذ 11 أغسطس هجمات مركزة على حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، وتستخدم القوات الإسرائيلية تكتيكات جديدة مثل الروبوتات المفخخة وتكثيف القصف المدفعي؛ ما أدى إلى تدمير أحياء كاملة.

الأرقام الصادرة عن الأمم المتحدة تكشف حجم الكارثة، أكثر من 61 ألف قتيل و154 ألف جريح منذ 7 أكتوبر 2023، فيما بات أكثر من 86% من القطاع تحت سيطرة عسكرية مباشرة أو أوامر إخلاء.

انهيار بنية حماس الأمنية


المصادر الاستخبارية تؤكد أن البنية الأمنية لحماس تواجه انهيارًا غير مسبوق، أحد الضباط رفيعي المستوى في جهاز الأمن الداخلي التابع للحركة صرّح لوسائل إعلام غربية، بأن "95% من القيادات البارزة قُتلت، فيما فقدت الحركة السيطرة على نحو 80% من القطاع".

من جانبهم، يرى خبراء، أن سياسة الاغتيالات قد تحقق مكاسب تكتيكية لإسرائيل على المدى القريب، لكنها في الوقت ذاته تنذر بمستقبل أكثر تعقيدًا. فإضعاف البنية الأمنية لحماس لا يعني بالضرورة تحقيق الاستقرار، بل ربما يقود إلى تفكك اجتماعي وسياسي داخل غزة، مع إمكانية بروز جماعات جديدة أكثر تطرفًا أو ولاءات عشائرية تساهم في إطالة أمد الفوضى، كما أن تضخيم أعداد القتلى في التصريحات الرسمية الإسرائيلية، كما كشفته التحقيقات الصحفية، يثير تساؤلات حول جدوى هذه الاستراتيجية إذا لم تقترن بخطة سياسية لإدارة ما بعد انهيار حماس.