مهمة الفرصة الأخيرة .. آخِر تداعيات الشغور الرئاسي في لبنان
يتواصل الشغور الرئاسي في لبنان
أزمات لبنان مستمرة والشغور الرئاسي مستمر في البلاد التي تعاني من كل الأطراف، وسط غياب الحلول للملفات المعقدة وزيادة في ضبابية المشهد وهو ما ينذر بكارثة في البلاد.
وعلى الرغم من أكثر من 12 جلسة برلمانية عقد لاختيار رئيساً للجمهورية إلا أنها كلها فشلت، وذلك وسط تدخلات أممية لحل مشكلة الشغور في رئاسة الجمهورية، وعجز الكتل النيابية عن وضع حد لها.
الاجتماع الخماسي
وعقب الاجتماع الأخير للدول الخمس المهتمة بالشأن اللبناني الذي عقد في العاصمة القطرية وجدت الدول خيطا رفيعا يفصل المجتمع الدولي عن التخلي عن مساعيه لمساعدة القيادات اللبنانية في حل أزماتهم السياسية والمالية والاقتصادية وهو ما لم يساعدوا أنفسهم أولا، وأن ثمة مؤشرات على قرب انتهاء الصبر على تقاعس اللبنانيين وعدم قدرتهم على التوافق على مسار للخروج من الأزمة.
ومنذ مغادرة الرئيس اللبناني السابق ميشال عون، سدة الرئاسة، في 2022، وقد عقد المجلس اثنتي عشرة جلسة نيابية سابقة، لانتخاب رئيس للجمهورية، وفشلت جميعها في انتخاب رئيس.
الفرصة الأخيرة
الموفد الفرنسي جان إيف لودريان قطع عطلته الصيفية للمساعي السياسية بكتابة سؤالين طرحهما شفهيا على القيادات السياسية التي التقاها في يوليو الماضي، مطالبا بأجوبة حولهما قبل عودته إلى لبنان منتصف الشهر المقبل، ومن المقرر أن يعقد لقاء جامعا مع الكتل السياسية المتمثلة في مجلس النواب.
وفي محاولة قد تكون الفرصة الأخيرة، يسعى لودريان لتحريك الجمود السياسي القائم، مستندا إلى دعم الرئيس الفرنسي الكبير لتحركه، ودعم الدول الخمس المهتمة بالشأن اللبناني وهي المملكة العربية السعودية ومصر وقطر وفرنسا والولايات المتحدة ولخبرته السياسية الكبيرة في مجال حل النزاعات والتي يأمل أن يستفيد لبنان منها، قبل تخلي الأصدقاء عن فكرة المساعدة.
ويقول المحلل السياسي اللبناني طوني حبيب: إن لبنان بات على حافة شفرة من الضياع، حيث البرلمان والساسة في البلاد فشلوا مراراً وتكراراً في انتخاب رئيس للبلاد، ولكن من يستطيع أن يحكم بلاداً بها فساد منتشر وأزمات لا تعد ولا تحصى.
وأضاف حبيب في تصريحات خاصة، أن الفراغ السياسي القائم في لبنان حاليًا، في ظل أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تعاني منها البلاد، وأدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، وكذلك في ظل وجود حكومة تصريف أعمال، تبدو عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية، في ملفات ملحة، أهمها القيام بإصلاحات، يضعها المجتمع الدولي شرطا لدعم لبنان، ومع ذلك على غير المتوقع ففرصة الموفد الفرنسي قد تفشل مع أنها الأخيرة حسب المعطيات.