لبنان على حافة من المخاطر على الرغم من التأكيدات المحلية باقتراب الانتخابات الرئاسية بعد أشهر طويلة من الشغور الرئاسي في البلاد.

وبعد محاولات عديدة قادتها فرنسا للانتهاء من ملف الشغور الرئاسي الذي بدوره وضع لبنان في أزمات اقتصادية وسياسية كبرى لبنان الآن تعاني بشدة من تدخلات ومحاولات يقودها حزب الله لتأجيل ملف الانتخابات حتى يتسنى له دعم المرشح الخاص به.

الحياد اللبناني في أزمة

ومؤخراً عبر البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي عن خشيته على "حياد لبنان الإيجابي"، مشدداً على أنه "من صميم هويته ويبعده عن محاور النزاعات الإقليمية والدولية"، وأضاف الراعي: "عندما كان التأثير المسيحي فاعلاً، كان لبنان سويسرا الشرق، وبدأ هذا التأثير بالانحسار، وها هو اليوم يهمش بعدم انتخاب الرئيس الماروني بقدرة معطلي هذا الانتخاب المعروفين، وما من قوة تردعهم، ولا ندري ما السبب طالما أن المرشحين موجودان".

محاولة قطرية للإسراع بالانتخابات

ويفترض أن يكون الموفد القطري أبو فهد جاسم آل ثاني التقى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد لإبلاغه بأن الخماسية وقطر في مقدمتها تميل إلى تسمية العماد جوزيف عون للرئاسة كخيار ثالث، وإذا تعذر فلا مانع من طرح اسم المدير العام للأمن العام بالإنابة إلياس البيسري.

وقالت مصادر خاصة لـ"العرب مباشر": إن تقييم المسعى القطري الذي لا يزال في بداياته ليس هدفاً لتقييمه داخل الأروقة السياسية بلبنان، وبالتالي لا يمكن الحكم على فعاليته في تغيير منحى المراوحة الذي يسلكه ملف الرئاسة، ولفتت المصادر نفسها إلى أن قطر كما الدول المعنية بهذا الملف ترغب في استعجال إجراء الانتخابات، قائلة: إن الموفد القطري على دراية باللعبة الدستورية له.

ويقول المحلل السياسي اللبناني، طوني حبيب، إن الوضع الآن بات محيراً للغاية، في ظل أن لم تنفِ أيّ مصادر سياسية ما تردد من معلومات عن خلافات نشبت بين ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا خلال اجتماع ممثلي  اللجنة الخماسية المؤلفة من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة مؤخرا بخصوص تعثر مهمة الموفد الرئاسي الفرنسي إيف لودريان لحل أزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان.

وأضاف حبيب في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر": أن الأزمة الآن أصبحت غير واضحة المعالم في ظل فشل لورديان مع الوقت في انتخاب رئيس لبناني، وما حصل هو مطالبة ممثلة الولايات المتحدة الأميركية، ممثل فرنسا  بإطار زمني محدد لإنجاز هذه المهمة، وأن لا يبقى الوقت مفتوحًا، إلى ما لا نهاية لأنه من الضروري الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية.