لبنان.. شبح الانقسامات يطارد لبنان ومخاوف من فراغ رئاسي لا مفر منه
يطارد شبح الانقسامات لبنان ومخاوف من فراغ رئاسي لا مفر منه
تعيش لبنان أزمات متتالية تهدد بدفع البلاد لحالة من الانقسام من جديد، بعد أن أدى تبادل الاتهامات اللاذع بين رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع وزعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى تعميق الانقسام بين أكبر حزبين مسيحيين، حيث يرى مراقبون أن من غير المرجح أن يتمكنوا من التغلب على الخلافات بينهم في الوقت المناسب، وبالتالي من المتوقع أن تدخل البلاد في حالة من الفراغ الرئاسي لا مفر منه، حيث أكد جعجع خلال اجتماع حزبي أخير "نواجه احتمال ثلاثة أشهر صعبة مقبلة والسؤال اليوم هو ما إذا كنا سنتمكن من اختيار رئيس بالحد الأدنى من المتطلبات المقبولة، ورداً على تصريحات جعجع، قال باسيل: "القوات اللبنانية ليس لديها مشروع سوى قلب الرئيس ميشال عون وباسيل والتيار الوطني الحر".
مخاوف شعبية
ويشعر اللبنانيون يشعرون بالقلق من الانتخابات الرئاسية المقبلة؛ إذ يسود شبه إجماع على أن البلاد تنزلق بسرعة إلى فراغ لا مفر منه، بسبب عدم وجود أي شخصية مقبولة من قبل الأحزاب السياسية اللبنانية الرئيسية يمكن أن تحظى بموافقة دولية وإقليمية، فملف الرئيس المقبل هو أحد نقاط الخلاف الأساسية بالنسبة للبنانيين، وسط مخاوف من أن يفرض حزب الله مرة أخرى على هذا المنصب الرئيسي شخصية مقربة منه، حسبما أكدت صحيفة "آرب ويكلي" الدولية.
وتابعت الصحيفة في تقريرها: إن حزب الله رشح ميشال عون لمنصب الرئيس عام 2018، رغم تحفظات حركة أمل الشيعية تجاهه وترشيحها لقائد حركة المردة سليمان فرنجية، ويشير المحللون إلى أن حزب الله لم يدعم في هذه المرحلة مرشحًا بعينه، ويقول محللون إن اختيارها لمرشح رئاسي سيعتمد في النهاية على حساباتها وأجنداتها للمرحلة المقبلة.
انقسامات سياسية
وأضافت الصحيفة: أنه على الصعيد الخارجي، يُتوقع على نطاق واسع أن تصل الضغوط الخارجية إلى حد فرض عقوبات على بعض الأطراف اللبنانية لدفعهم إلى التسوية، وحتى الآن، يراقب أصحاب المصلحة الإقليميون والدوليون النقاش السياسي في لبنان بصمت مع اقتراب نهاية ولاية الرئيس عون في 31 أكتوبر، ولم يتم تحديد موعد الانتخابات الرئاسية في البرلمان بعد، ويرى المحللون أن هناك مشكلة كبيرة تحيط بالتصويت بسبب الانقسامات السياسية الحادة والخريطة البرلمانية شديدة الانقسام، ويعتقدون أنه قد يكون من الصعب تأمين النصاب القانوني للجلسة البرلمانية التي ستختار الرئيس، خاصة في ظل استقطاب المواقف السياسية بين معسكر السيادة وتحالف 8 آذار "مارس"، ومن المرجح أن يؤدي فراغ رئاسي طويل الأمد إلى زعزعة العملية الحكومية إذا غادر ميشال عون قصر بعبدا دون اختيار خليفة له، ومن أبرز المرشحين لخلافته زعيم التيار الوطني الحر جبران باسيل وقائد حركة المردة سليمان فرنجية وقائد الجيش العماد جوزاف عون.
بلا إنجازات
من الناحية الشعبية يرى اللبنانيون فترة ولاية الرئيس ميشال عون هي واحدة من أسوأ الفترات التي مرت على لبنان في تاريخها، فالرئيس الذي يعتبر حليفًا لـ"حزب الله" مع نهاية فترة ولايته لا يملك سوى القليل للغاية من الإنجازات لإظهارها، حيث عاش لبنان في عهده أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخه، ويرى قطاع عريض جدًا من الشعب اللبناني أن عون وحاشيته السياسية هم المسؤولون عن الأزمة التي وضعت البلاد على شفا الإفلاس.