محلل سياسي فلسطيني: المنطقة الآمنة في جنوب غزة خدعة لتغطية على الجرائم

محلل سياسي فلسطيني: المنطقة الآمنة في جنوب غزة خدعة لتغطية على الجرائم

محلل سياسي فلسطيني: المنطقة الآمنة في جنوب غزة خدعة لتغطية على الجرائم
حرب غزة

اعتبرت الأمم المتحدة أن الحديث عن إقامة ما يسمى "منطقة آمنة" في جنوب قطاع غزة، وسط استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، يمثل "مهزلة" لا تعكس أي التزام حقيقي بحماية المدنيين الفلسطينيين.


وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في مؤتمر صحفي بجنيف، إن ما يُطرح بشأن هذه المناطق لا يوفر أي ضمانات للأمان أو الحماية، بل قد يشكل "مصيدة للمدنيين" الذين يفرون من القصف والدمار، مضيفًا: "لا يمكن اعتبار أي مكان آمنًا في غزة، طالما القصف مستمر والحصار مفروض على الغذاء والدواء والمياه".


وشدد المسؤول الأممي على أن القانون الدولي الإنساني يفرض على جميع الأطراف المتحاربة التزامات واضحة بحماية السكان المدنيين وتجنب استهداف البنية التحتية الأساسية، دون الحاجة إلى إجراءات شكلية أو "تسميات" لا تحمي الأرواح على أرض الواقع.


وتابع أن غزة تعيش واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث، حيث نزح مئات الآلاف من منازلهم، فيما تعجز المستشفيات والمدارس عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى والنازحين، مؤكداً أن بعض المرافق التي كان يفترض أن تكون ملاذًا آمنًا، تعرضت للقصف المباشر.


وجددت الأمم المتحدة دعوتها إلى وقف إطلاق النار الفوري باعتباره السبيل الوحيد لضمان الحماية الإنسانية، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون قيود. كما حذرت من أن أي تأخير في هذا المسار يعني تفاقم الكارثة الإنسانية، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولية صمته وعجزه عن التدخل.


وتأتي هذه التصريحات عقب طرح بعض المسؤولين الإسرائيليين لفكرة إقامة مناطق محددة في جنوب غزة كمناطق "آمنة" لاستيعاب النازحين، وهي الفكرة التي رفضتها المنظمات الدولية ووصفتها بأنها محاولة للالتفاف على المطالب الدولية بوقف العدوان، وبحسب مراقبين، يعيد هذا الجدل إلى الأذهان تجارب "المناطق الآمنة" التي أُنشئت سابقًا في نزاعات أخرى، مثل البوسنة وسوريا، والتي انتهت بكوارث إنسانية ومجازر دامية نتيجة غياب الضمانات الدولية الحقيقية.


وبذلك، شددت الأمم المتحدة على أن الحماية الفعلية للمدنيين في غزة لا يمكن أن تتحقق إلا عبر التزام إسرائيل بواجباتها الدولية، ووقف فوري للعمليات العسكرية، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل ودائم.

واعتبر المحلل السياسي الفلسطيني د. سامي أبو يوسف أن ما تروج له إسرائيل بشأن إقامة "منطقة آمنة" في جنوب قطاع غزة ليس سوى خدعة سياسية وإعلامية تهدف إلى تضليل الرأي العام الدولي والتغطية على الجرائم المستمرة ضد المدنيين.


وقال أبو يوسف - في تصريحات لـ"العرب مباشر" - إن الحديث عن منطقة آمنة في ظل استمرار القصف الجوي والبري والحصار الخانق، هو بمثابة "استخفاف بمعاناة الشعب الفلسطيني"، مؤكدًا أن أية منطقة داخل القطاع لا يمكن أن تكون آمنة طالما أن الاحتلال يواصل هجماته دون توقف.


وأضاف أن إسرائيل تحاول عبر هذا الطرح أن تعطي لنفسها مبررًا لمواصلة العمليات العسكرية، وفي الوقت نفسه تتجنب الضغوط الدولية المتزايدة لوقف إطلاق النار. وأوضح أن "المنطقة الآمنة" لا تعدو كونها مصيدة للمدنيين قد تُستهدف في أي لحظة، كما حدث سابقاً في مناطق لجوء ومدارس تابعة للأمم المتحدة تعرضت للقصف.


وأشار المحلل السياسي إلى أن الحل الوحيد لضمان حماية المدنيين يتمثل في وقف فوري وشامل لإطلاق النار، وفتح المعابر أمام المساعدات الإنسانية، وتوفير إشراف دولي يضمن وصول الغذاء والدواء والمياه إلى السكان.


وختم أبو يوسف قائلًا: "أي طرح من هذا النوع يفتقد للمصداقية، ويعكس محاولة الاحتلال الالتفاف على القانون الدولي، بينما الحقيقة أن لا مكان آمن في غزة سوى بوقف العدوان".