محلل يمني: تصعيد الحوثي ضد السفن الأمريكية يجر اليمن إلى صراع دولي خطير
محلل يمني: تصعيد الحوثي ضد السفن الأمريكية يجر اليمن إلى صراع دولي خطير

صعّدت جماعة الحوثي في اليمن من عملياتها العسكرية ضد السفن الأمريكية في البحر الأحمر، في خطوة وصفت بأنها مؤشر خطير على اتساع رقعة الصراع ودخول اليمن في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأعلنت الجماعة تنفيذ هجمات جديدة بطائرات مسيّرة وصواريخ استهدفت سفنًا مرتبطة بالولايات المتحدة وإسرائيل، مؤكدة أنها ستواصل عملياتها "دعمًا لغزة وردًا على ما وصفته بالعدوان الإسرائيلي – الأمريكي". في المقابل، أعلنت القيادة المركزية الأميركية أن قواتها البحرية اعترضت هجمات حوثية، مؤكدة أنها ستتخذ إجراءات "لحماية حرية الملاحة الدولية".
ويأتي هذا التصعيد بعد أشهر من توتر متواصل في البحر الأحمر وباب المندب، حيث أصبحت المنطقة واحدة من أخطر بؤر الصراع البحري عالميًا، مع تهديد مباشر لخطوط الملاحة الدولية وناقلات النفط والبضائع.
ويرى مراقبون أن تحول الحوثيين من استهداف السفن التجارية إلى مواجهة السفن الأمريكية والإسرائيلية مباشرة يعكس دخول اليمن في معادلة إقليمية أوسع، تجعل من البحر الأحمر مسرحًا لصراع دولي يتجاوز حدوده المحلية.
وتحذر الأمم المتحدة من أن استمرار هذه الهجمات سيقود إلى أزمة اقتصادية عالمية بسبب تهديد حركة التجارة الدولية وارتفاع تكاليف النقل والتأمين البحري، في وقتٍ يعيش فيه اليمن أزمة إنسانية خانقة.
وبحسب خبراء عسكريين، فإن المواجهة البحرية بين الحوثيين من جهة، والولايات المتحدة وإسرائيل من جهة أخرى، قد تفتح الباب أمام تصعيد أوسع في المنطقة، وربط الساحة اليمنية مباشرةً بملف الصراع في غزة، ما يجعل البحر الأحمر واحدًا من أكثر الممرات المائية تهديدًا للأمن والاستقرار العالمي.
وقال المحلل السياسي اليمني د. عادل الشامي: إن التصعيد الأخير لجماعة الحوثي ضد السفن الأميركية في البحر الأحمر يمثل "منعطفًا خطيرًا" قد يجر اليمن إلى صراع مباشر مع الولايات المتحدة وإسرائيل، ويدفع المنطقة إلى مواجهة مفتوحة تهدد الملاحة الدولية.
وأوضح الشامي - في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر" - أن استهداف السفن الأميركية يختلف تمامًا عن العمليات السابقة ضد السفن التجارية؛ لأنه ينقل المواجهة إلى مستوى صراع دولي، ويجعل من البحر الأحمر وباب المندب مسرحًا لحرب بحرية واسعة قد تؤثر على الاقتصاد العالمي بأسره.
وأشار المحلل اليمني إلى أن الحوثيين يحاولون ربط تحركاتهم بالمشهد الإقليمي عبر إعلان "نصرة غزة"، غير أن النتائج المترتبة على ذلك قد تكون كارثية على اليمن الذي يواجه أصلًا حربًا داخلية وأزمات إنسانية خانقة.
وأضاف أن الولايات المتحدة لن تسمح بتهديد مصالحها في واحد من أهم الممرات البحرية الاستراتيجية في العالم، ومن المرجح أن ترد بشكل أكثر قوة، مما ينذر بتوسيع رقعة الحرب في اليمن وربطها بشكل مباشر بالصراع مع إسرائيل.
وختم الشامي حديثه قائلًا: "اليمن اليوم أمام مفترق طرق؛ فإما أن يتم احتواء هذا التصعيد عبر حلول سياسية وضغوط دولية، أو أن يتحول البحر الأحمر إلى ساحة مواجهة كبرى تُعيد رسم خريطة الصراع في المنطقة بأكملها".