مفاوضات غزة.. الهدنة المؤجلة.. إسرائيل تنتظر ردًا وحماس تشدد على شرطها الوحيد
مفاوضات غزة.. الهدنة المؤجلة.. إسرائيل تنتظر ردًا وحماس تشدد على شرطها الوحيد
وسط استمرار القصف والمعاناة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، استأنفت الهدنة في العاصمة القطرية الدوحة المفاوضات بين ممثلين عن إسرائيل وحركة حماس.
يأتي ذلك في ظل غياب أي بوادر لوقف إطلاق النار، ما يترك أكثر من مليوني شخص يعانون من ظروف كارثية تتجاوز حدود التحمل البشري. فمع تعثر محاولات التهدئة، يطرح سؤال ملح، هل ستنجح هذه الجولة من المفاوضات في إنهاء هذه الكارثة الإنسانية؟
الهدنة المعلقة وتوقعات المفاوضات
بحسب القناة 13 الإسرائيلية، تنتظر إسرائيل ردًا رسميًا من حركة حماس بشأن الشروط المطروحة، وأوضحت القناة، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منح وفد بلاده "تفويضًا كافيًا" للتوصل إلى اتفاق؛ مما يعكس جدية إسرائيل في السعي لإحراز تقدم.
في المقابل، أكدت حركة حماس أنها ملتزمة بالتوصل إلى اتفاق يحقق "طموحات الشعب الفلسطيني"، مركزة على شرطها الأساسي المتمثل في وقف تام لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة.
ونقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن المفاوضات تتركز أيضًا على مطلب إسرائيل بتسليم قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين الأحياء، وهو شرط ما يزال محل جدل بين الأطراف.
الموقف الدولي ودور الوساطة
على الصعيد الدولي، أبدت الولايات المتحدة دعمها الكامل للمفاوضات، حيث صرح المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي، بأن "التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن هو أمر عاجل وممكن"، ودعا كيربي حماس إلى إظهار المرونة في المفاوضات، مؤكدًا أن واشنطن تتابع عن كثب جهود الوسطاء في الدوحة.
في الوقت ذاته، تسعى قطر ومصر إلى تقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة، حيث أكدت مصادر دبلوماسية، أن الوسطاء يعملون على إيجاد حلول وسط تلبي المطالب الأساسية للطرفين، بما في ذلك تخفيف الحصار المفروض على القطاع وضمان الأمن لإسرائيل.
حماس والتأكيد على الشرط الوحيد
من جانبها، شددت حركة حماس على أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يضمن وقف العدوان الإسرائيلي وعودة النازحين إلى منازلهم، وأوضحت الحركة - في بيان لها- أن الشعب الفلسطيني يعيش في ظل "إبادة جماعية وتطهير عرقي"؛ مما يجعل التوصل إلى هدنة شاملة أمرًا حتميًا.
وأشارت حماس، إلى أهمية أن تضمن هذه الجولة من المفاوضات عودة الحياة إلى طبيعتها في القطاع، خاصة مع استمرار استهداف البنية التحتية، وتهجير مئات الآلاف من السكان، وتفاقم الأزمة الإنسانية.
معاناة السكان وتأثير غياب الهدنة
مع استمرار الحرب وتعثر الجهود الدبلوماسية، يعيش سكان غزة أوضاعًا مأساوية تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.
ووفقًا لتقارير دولية، فقد تجاوز عدد القتلى 45 ألف شخص، بينهم آلاف الأطفال والنساء، كما تسببت الحرب في نزوح أكثر من مليون شخص عن منازلهم، بينما يواجه القطاع أزمة حادة في الغذاء والماء والكهرباء.
على الجانب الصحي، يشير المسؤولون الأمميون، أن القطاع الطبي في غزة يوشك على الانهيار، مع نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، وعدم قدرة المستشفيات على استقبال المزيد من الجرحى.
وفي الوقت الذي يبذل فيه الوسطاء جهودًا مضنية لإحراز تقدم، يظل مصير المفاوضات غير واضح. فمع إصرار حماس على شرطها الوحيد، وتمسك إسرائيل بمطالبها الأمنية، تبدو الطريق نحو التهدئة مليئة بالعقبات.
ويقول المحلل السياسي، وأستاذ العلوم السياسية، أيمن الرقب، إن دور الوسطاء، خاصة قطر ومصر، سيكون حاسمًا في تقريب وجهات النظر بين الجانبين، حماس تدرك أن المجتمع الدولي يضغط بشدة لإنهاء الحرب، لكنها تعلم أيضًا أن أي اتفاق لا يتضمن انسحاب القوات الإسرائيلية سيُعتبر انتصارًا سياسيًا لإسرائيل، وهو ما لا يمكن أن تقبل به الحركة.
وأشار الرقب - في تصريحات خاصة للعرب مباشر-، أن الإصرار الإسرائيلي على الحصول على قائمة بأسماء الأسرى الأحياء يعكس مخاوفها من فقدان مصداقيتها أمام جمهورها الداخلي، وفي المقابل، فإن حماس ترى في هذه المفاوضات فرصة لإعادة ترتيب الأوضاع داخل القطاع وضمان الحماية لشعبها.