تصاعد الهجوم الإسرائيلي على غزة قبيل اعتراف دولي مرتقب بفلسطين
تصاعد الهجوم الإسرائيلي على غزة قبيل اعتراف دولي مرتقب بفلسطين

تشهد مدينة غزة هجومًا إسرائيليًا واسع النطاق أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين واستهداف مكثف للبنية التحتية، في وقت تستعد فيه عشر دول من بينها أستراليا وبلجيكا وبريطانيا وكندا للاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، في خطوة دبلوماسية غير مسبوقة قد تشكل تحديًا كبيرًا لإسرائيل على الساحة الدولية، حسبما ذكرت مجلة "مودرن دبلوماسي" الأمريكية.
تفاصيل الهجوم على مدينة غزة
تركزت الضربات الإسرائيلية على أحياء الشيخ رضوان وتل الهوى شمال وغرب مدينة غزة، حيث استهدفت القوات الإسرائيلية الأنفاق والمباني الشاهقة، وقامت بتفكيك فتحات تحت الأرض تمهيدًا للتقدم البري نحو المناطق المركزية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أن العمليات الأخيرة أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 60 فلسطينيًا، فيما تشير تقديرات حركة حماس إلى تدمير أو تضرر أكثر من 1800 مبنى سكني منذ منتصف أغسطس الماضي.
وفي المقابل، قال الجيش الإسرائيلي: إنه دمّر نحو 20 برجًا سكنيًا في المدينة خلال الأسبوعين الأخيرين، في وقت تجاوز فيه عدد النازحين من المدينة نصف مليون شخص وفق تقديراته.
تحذيرات حماس بشأن حياة الأسرى
نشرت حركة حماس مقطعًا مصورًا على تطبيق تليغرام يُظهر رهائن إسرائيليين في غزة، محذرة من أن العمليات الإسرائيلية المتصاعدة تعرض حياتهم لخطر أكبر.
وتتهم منظمات دولية إسرائيل بتعريض المدنيين لمزيد من المخاطر، بينما تتهم إسرائيل بدورها حماس بإطلاق النار على فرق تابعة للأمم المتحدة وهو ما تنفيه الحركة.
أبعاد التصعيد وأهمية الاعتراف الدولي
يمثل التصعيد الإسرائيلي مؤشرًا على سعي تل أبيب لترسيخ سيطرتها العسكرية على غزة رغم الانتقادات الدولية المتزايدة وتحذيرات حماس بشأن الرهائن.
كما يأتي الاعتراف المرتقب بالدولة الفلسطينية من قبل عشر دول ليعكس تحوّلاً دبلوماسيًا مهمًا قد يؤدي إلى مزيد من عزلة إسرائيل ويعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي في المنطقة.
تتزامن هذه الخطوات مع تصاعد معاناة المدنيين نتيجة تدمير واسع للمساكن والبنية التحتية، ما يعمّق الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر أصلاً.
التداعيات السياسية والدبلوماسية
ومن المتوقع أن يزداد الضغط الدولي على إسرائيل سياسيًا وعسكريًا مع تقدم مزيد من الدول نحو الاعتراف بسيادة فلسطين.
كما أن المفاوضات حول الرهائن قد تواجه تعقيدات أكبر في ظل استمرار العمليات العسكرية، ما يرفع المخاطر على الطرفين الإسرائيلي وحماس على حد سواء.
تشير عمليات هدم الأبراج والبنية التحتية إلى استراتيجية إسرائيلية طويلة المدى لإضعاف القدرات التشغيلية لحماس، وإن كان ذلك يترتب عليه تكلفة بشرية ومدنية مرتفعة.
الاعتراف المرتقب بالدولة الفلسطينية قد يشجع دولاً أخرى على اتخاذ خطوات مماثلة، بما قد يفتح الباب لتحركات أوسع في الأمم المتحدة أو المحكمة الجنائية الدولية.