جيروزاليم بوست: إيران استخدمت محور حزب الله وحماس في تحالف إرهابي

كونت إيران منظمة إرهابية مكونة من حماس وحزب الله اللبناني

جيروزاليم بوست: إيران استخدمت محور حزب الله وحماس في تحالف إرهابي
صورة أرشيفية

سلط تقرير لصحيفة "جيروزاليم بوست"، اليوم الأحد، الضوء على التحالف الإرهابي بين إيران وحزب الله وحركة حماس، مؤكدة أن إيران تنسق مع حزب الله وحماس لاستهداف إسرائيل بعد هجوم بطائرة مسيرة على ناقلة نفط قبالة عمان.


وقالت الصحيفة: إن إيران تعتقد أنها تمكنت من التغلب على إسرائيل في الأسبوع الماضي بعد هجوم طهران بطائرة بدون طيار على سفينة ميرسر ستريت.

وأضافت أنه عندما تصاعدت التوترات مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل بعد الهجوم، حولت إيران خط المواجهة إلى لبنان وغزة، مستهدفة إسرائيل بالصواريخ الأسبوع الماضي، لافتة إلى أنه عندما ردت إسرائيل، أطلق حزب الله المدعوم من إيران أكثر من 10 صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل يوم الجمعة.

ووصفت "جيروزاليم بوست" الأمر بأنه صراع متعدد الجبهات تُظهر فيه طهران أنها تستطيع تسخين الجبهة اللبنانية والجبهة السورية وغزة ومناطق قبالة ساحل عمان، مثل العزف على البيانو حيث يمثل كل مفتاح تهديدًا لإسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى ما روجت له إيران من تهديدات في هذا الإطار منذ أسبوع، عبر وسائل الإعلام مثل قناة "العالم"، التي زعمت أن هجوم الطائرات بدون طيار على السفينة قبالة ساحل عمان كان ردًا على غارة جوية إسرائيلية بالقرب من القصير، سوريا. كما نشر تلفزيون "برس تي" في الإيراني مقالاً بقلم إيليا ماجنير يشير إلى كيف تجعل إيران الآن الممرات البحرية التجارية مستنقعًا لإسرائيل. وتساءل: "هل ستتوقف إسرائيل عن اللعب وتسمح بكسر أسنانها في ملعب ما يسمى بـ"محور المقاومة "؟

وتابعت الصحيفة أن طهران تقول: إن "الاشتباكات الأخيرة بين النظام الصهيوني وجماعات المقاومة تشير إلى ضعف كبير وتراجع في القدرات الاستخباراتية لهذا النظام، وهو ما يظهر بدوره تطور القدرات المقاومة في مجال الاستخبارات"، موضحًا أن حجة إيران في ذلك هي أن «المقاومة الفلسطينية» أبدت استعدادها لضرب إسرائيل.

واعتبر التقرير أن مزاعم إيران في هذا الصدد تحاول البناء على الرأي القائل بأن طهران ترى أن حماس انتصرت في الصراع ضد إسرائيل في مايو، بعدما شجعت المجموعة الإرهابية التي تسيطر على قطاع غزة على ضرب الدولة اليهودية بأكثر من 4000 صاروخ.

وفى هذا الإطار ذكرت الصحيفة بأن إيران شجعت أيضًا الفلسطينيين في لبنان على إطلاق الصواريخ ، واستخدمت طائرة بدون طيار للتحليق من سوريا إلى إسرائيل في مايو، خلال عملية حارس الجدران.

وأورد التقرير مقتطفات من وكالة "تسنيم نيوز" الإيرانية التي قالت: "قد يكون الوضع الداخلي في لبنان هو السبب في استعداد المقاومة الأكبر للمواجهة وليس التراجع"، و"إحدى القضايا التي يجب ملاحظتها في الاشتباكات في جنوب لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، والتي بدأت بالعدوان الإسرائيلي والردود الصاروخية لحزب الله، تظهر مرة أخرى فشل المخابرات الإسرائيلية في تقييم مواقف المقاومة للرد على العدوان".

كما أشارت تسنيم إلى أن إيران تعترف بأن هناك "مستوى عال من التنسيق والتعاون الاستخباراتي بين أعضاء محور المقاومة ، وهو ما ذكره قادة حماس الفلسطينية وحركة حزب الله اللبناني خلال المعركة". وهذا يعني أن هذه المجموعات شحذت اتصالاتها الوثيقة في الأشهر الأخيرة.

كما لفتت "جيروزاليم بوست" إلى حضور الفصائل الفلسطينية وحزب الله إلى حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي. وتوجه زعيم حماس إسماعيل هنية إلى طهران للقاء علي شمخاني ، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وكذلك لقاء زعيم حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد نخالة مع قائد الحشد الشعبي العراقي فالح الفياض. وقال شمخاني لفياض إن الانسحاب الأميركي من العراق مهم.

واعتبرت الصحيفة أن الرسالة التي تسعى إيران لتوصيلها للجميع هي أن كل أطراف اللعبة في يدها ومحاورها مترابطة الآن، أكثر مما كانت عليه في الماضي، من غزة إلى لبنان وسوريا والعراق وخليج عمان.

وحذرت الصحيفة من أن إيران لديها هلال قوة ووكلاء يمتدون عدة آلاف من الكيلومترات.

وتساءلت الصحيفة: ما الذي تفكر فيه إيران؟ موضحة أن طهران تعتقد بأن قوة الردع الإسرائيلية قد تآكلت، لافتة إلى أن القدس نفذت غارات جوية وقصف مدفعي في لبنان لأول مرة منذ حرب 2006 ، وقالت في هذا الصدد إن إسرائيل "اعتقدت أن المقاومة لن ترد أو تكتفي بتنفيذ هجمات رمزية إلى أقصى حد. لكن الواقع ضد إرادة الإسرائيليين ومخيلتهم ".

كما تقول إيران إن إسرائيل اعتمدت بشكل كبير على تكنولوجيا الاستخبارات التي دفعتها إلى الاعتقاد بأن حزب الله لن يرد. كما تقول إن الدولة اليهودية تعمل بشكل وثيق مع دول المنطقة، وأنها لا تستطيع تقييم توجهات المقاومة ومواقفها. 

وأشار التقرير إلى أن إيران تتوقع استمرار التصعيد في لبنان من جانب حزب الله، والاستنتاج العام الذي يمكن الوصول إليه هو أن العدو الصهيوني لم يعد يستطيع تقييم مواقف وتوجهات المقاومة في غزة ولبنان وإيران وغيرها من المناطق التابعة لمحور المقاومة.

وأكدت "جيروزاليم بوست" على أن تلك الرسائل التي تحاول إيران الترويج لها من خلال إعلامها أمر مهم لتقييم طريقة تفكيرها وعملها، خصوصا أنها تحاول إثبات أنها تعمل عن كثب مع حماس وحزب الله، وأنها استخدمتهما لصرف الانتباه عن الإدانة المتزايدة لإيران بعد هجوم 30 يوليو/ تموز على عمان.


وأضافت أن إيران أرادت اختبار ردود فعل إسرائيل، فأعطت الضوء الأخضر لحزب الله الموالي لها لإطلاق الصواريخ على إسرائيل، وتسبب حزب الله في بعض المشاحنات مع أهالي قرية درزية أثناء نقل الصواريخ عبر شاحنة، حيث تم اعتقال أحد عناصر حزب الله وإطلاق سراحه. كما أوضحت الجماعة الإرهابية أنها تستطيع إطلاق الصواريخ مع الإفلات من العقاب، لكنها استهدفت أيضًا مساحات مفتوحة في منطقة جبل دوف المتنازع عليها.

واختتمت الصحيفة بالتأكيد على أن إسرائيل ردت على إيران أيضًا بصورة واضحة، وأنها كشفت عن عمل حزب الله لصالح إيران خلال الضربات التي وجهها على إسرائيل، ما يثبت مسؤوليتهم أيضًا عن حوادث التصعيد السابقة في المنطقة.