جيروزاليم بوست تكشف تحرُّكات قطر المشبوهة لبسط نفوذها في المنطقة
كشفت تقارير كيف جمعت قطر نقوذها
تناولت مقال لصحيفة "جيروزاليم بوست"، محاولات قطر لحيازة القوة والنفوذ في المنطقة، خلال السنوات الماضية منذ عام 1995، منذ الانقلاب الداخلي في الأسرة الحاكمة، لافتًا إلى تاريخ الإمارة من رعاية الجماعات المتطرفة ومنح فرصة التفاوض للجماعات الإرهابية المتطرفة مع الدول.
وقال مقال الصحيفة: إن دولة قطر الصغيرة أمضت معظم الثلاثين عامًا الماضية في القتال من أجل مكانة بارزة على المسرح العالمي، ولو بالتحالف مع الجماعات الإرهابية، وكان آخِر علامات هذه المساعي القطرية هو تواجدها بصفتها وسيطًا بين قادة حركة طالبان والمسؤولين الأفغان السابقين، لتمنح بذلك للحركة المتطرفة مكانًا على طاولة المفاوضات أمام المجتمع الدولي.
وأشارت الصحيفة إلى سجل قطر الحافل في ذلك على مدار العام الماضي، حيث استضافت قطر محادثات بين طالبان والحكومة الأفغانية، وقبل ذلك محادثات بين طالبان والولايات المتحدة، حيث كانت الدوحة، عاصمة قطر، هي المكان المناسب لتلك السلسلة من المفاوضات وجهاً لوجه.
مفاوضات طالبان
وأضافت أنه نتج عن ذلك الاتفاق الرسمي في 29 فبراير 2020، والذي نص على انسحاب منظم للقوات الأميركية وغيرها من القوات الأجنبية، مدعومًا بتعهد طالبان بالدخول في محادثات سلام مع الحكومة الأفغانية.
وأضاف المقال أن الرئيس الأميركي جو بايدن فشل في متابعة اتفاق ترامب، ثم أعلن أن الولايات المتحدة ستغادر بحلول نهاية أغسطس 2021 بغض النظر، وأعطى طالبان تفويضًا مطلقًا للإطاحة بالحكومة والسيطرة على البلاد. وعاد مؤسس حركة طالبان ورئيسها السياسي، الملا عبد الغني بردار، الذي كان قد نُفي إلى قطر، إلى أفغانستان قبل أيام قليلة.
وساطة لأجل حماس
وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أنه حتى قبل كارثة أفغانستان، سعت قطر كوسيط قوة إقليمي بين إسرائيل وحماس والفلسطينيين في غزة. في 19 أغسطس/ آب، مضيفة أنه تم السماح لقطر وقتها بتوصيل مرتبات شهرية إلى حماس في غزة، وشملت الرواتب 100 ألف أسرة.
وأوضحت الصحيفة أن مساعي قطر لتكوين هذا النفوذ بدأت منذ عام 1995، عندما أطاح الشيخ حمد آل ثاني بوالده، الذي كان في إجازة صيفية طويلة في أوروبا ونصب نفسه أميرًا، وشرع مع زوجته ورئيس وزرائه في تحويل قطر إلى دولة ذات نفوذ في المنطقة.
شبكة إخبارية مشبوهة
وأشارت الصحيفة إلى إطلاق شبكة الجزيرة الإخبارية، التي تحوم حولها الشبهات رغم مزاعم القائمين عليها بأنها حيادية، وهو ما تم الطعن فيه على مدار السنوات، إلا أنها ما زالت تعمل بدعم مالي من الحكومة القطرية.
كما أكدت الصحيفة على دعم قطر للجماعات المتطرفة، الأمر الذي أغضب جيرانها في كثير من الأحوال، من حماس من غزة إلى الإخوان المسلمين في مصر، بالإضافة إلى الميليشيات المسلحة المتطرفة في سوريا.
تناقض شديد
ونوَّه مقال "جيروزاليم بوست" بالتناقض الشديد، حيث إن قطر التي ترعى الجماعات الإرهابية والمتطرفة، تسعى لتقديم نفسها في الوقت نفسه كحليف رئيسي للولايات المتحدة، واصفة الموقف القطري بأنه "غرق في البراغماتية"، إذ تسعى الدوحة لتوسيع نفوذها في المنطقة من خلال صداقات مع الجميع حتى أعدائها، مستحضرًا كلمة وزير خارجية قطر السابق عندما قال: "نحن لسنا أعداء، نحن نتحدث مع الجميع".
كما أشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن قطر أول من طبَّع العلاقات مع إسرائيل فعليًا على أرض الواقع، إلا أنها ترفض الانضمام لقاطرة السلام والتوقيع على اتفاق سلام رسمي.