إرهاب الحوثي وسيلة إيران لتحقيق أهدافها النووية غير المشروعة
صعد الحوثيون من هجماتهم على المملكة العربية السعودية لخدمة الأجندة الإيرانية للضغط على المجتمع الدولي لتقديم تنازلات في الاتفاق النووي.
وبدت هجمات الحوثيين المدعومين من إيران منسقة لتتزامن مع تصعيد وكلاء إيران في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
أهداف إيرانية
يصعد الحوثيون المتحالفون مع إيران العنف إلى مستويات غير مسبوقة رداً على الإدانة الدولية لهجومهم في مأرب ودعوة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى وقف فوري للهجمات.
ووفقا لصحيفة "آرب ويكلي" الدولية، فقد شهدت الأيام الأخيرة، شن الحوثيين 7 هجمات بالصواريخ والطائرات بدون طيار لقصف مناطق مختلفة في المملكة العربية السعودية، بما في ذلك العاصمة الرياض.
وبحسب وسائل إعلام سعودية، فإن الدفاعات الجوية للمملكة أحبطت الهجمات.
وندد قرار لمجلس الأمن الدولي، قدمته بريطانيا، بهجمات ميليشيات الحوثي على الأراضي السعودية، وجدد العقوبات المفروضة على عدد من قادة الحوثيين، ومدد مهمة الخبراء الدوليين.
وبدلاً من التنصل من العمليات، سارع المتحدث باسم ميليشيا الحوثي يحيى سريع إلى إعلان المسؤولية عن الهجمات في بيان أكد أن التصعيد يأتي في إطار خطة عسكرية للحوثيين تسمى "عملية ميزان الردع الخامس".
وقال سريع: إن العملية "استمرت من مساء السبت حتى الأحد باستخدام صاروخ ذو الفقار البالستي و15 طائرة مسيرة".
وكشف المتحدث أن 9 طائرات صمد 3 استهدفت "مواقع حساسة" في العاصمة السعودية الرياض، فيما شنت 6 طائرات قاصف غارات على "مواقع عسكرية في منطقتي أبها وخميس مشيط".
ويسعى الحوثيون إلى جر المنطقة إلى حافة صراع مفتوح، بهدف تحقيق مكاسب فورية في ملفي اليمن والاتفاق النووي الإيراني، مستغلين الدفع الأميركي والأوروبي نحو تسوية إقليمية والارتباك الذي تظهره الإدارة الأميركية في التعامل مع الملفات الشائكة في الشرق الأوسط.
أجندة إيران
وتأكيدا للصلة بين التصعيد الحوثي والأجندة الإيرانية، كشفت صحيفة كيهان المقربة من النظام الإيراني، أن الميليشيات التي تشكل الذراع العسكرية الإيرانية في اليمن، تورطت في هجوم على سفينة إسرائيلية قبالة سواحل اليمن في بحر العرب.
وقالت الصحيفة: إن "الاعتداءات في سوريا حصلت على رد في اليمن وبحر عمان"، في اعتراف واضح بالهجوم الذي استهدف سفينة شحن إسرائيلية في خليج عمان.
وكان الهجوم على السفينة الإسرائيلية هو الأحدث في سلسلة من الهجمات المماثلة التي تقوم بها طهران لتوجيه رسالة إلى تل أبيب والعواصم الغربية، لتتباهى بقدرتها على تعطيل حركة الملاحة الدولية في حالة نشوب صراع عسكري محتمل في ظل التوترات مع الولايات المتحدة بشأن الاتفاق النووي المتوقف.
ويبدو أن تصاعد هجمات الحوثيين على الأراضي السعودية واستهداف سفينة الشحن الإسرائيلية جاءا ردا على الضربات الجوية الأميركية الخميس على منشآت تابعة لجماعات مدعومة من إيران في شرق سوريا.
ابتزاز إيراني
ويقول مراقبون: إن الولايات المتحدة كانت ترد على الهجمات الصاروخية التي شنتها الميليشيات الموالية لإيران على أهداف أميركية في العراق.
وكانت التحركات العسكرية لواشنطن حتى الآن دفاعية وليست هجومية؛ ما منعها من فرض قواعد اللعبة في المنطقة.
وفي الأشهر الأخيرة تفاخرت طهران بسيطرتها على ميليشيات الحوثي في اليمن واستخدامها لهذه الميليشيات لتنفيذ عمليات تخدم أجندتها.
وبدت هجمات الحوثيين منسقة لتتزامن مع تصعيد وكلاء إيران في العراق ولبنان وسوريا واليمن.
ويقول خبراء: إن هذه التحركات تأتي في إطار محاولة إيرانية لابتزاز المجتمع الدولي ومحاولة انتزاع تنازلات غربية في المنطقة بشأن برنامج طهران النووي والاعتراف بدورها كلاعب إقليمي.
ويرى مراقبون أن النظام الإيراني يجني ثمار النهج المرتبك للإدارة الأميركية وتراجعها عن دعم حلفائها في المنطقة، وخاصة في اليمن.
وأرسلت الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس جو بايدن إشارات خاطئة حول نواياها فيما يخص اليمن وشجعت الحوثيين على تصعيد هجماتهم بعد شطبهم من قائمة المنظمات الإرهابية من قبل وزارة الخارجية الأميركية.
وردت واشنطن على التصعيد الإيراني ضد مصالحها في العراق بضربة جوية في سوريا وليس في العراق نفسه أو اليمن، التي يسيطر على شمالها أحد أقوى وكلاء طهران في المنطقة.
وهذا يؤكد عدم وجود استراتيجية أميركية واضحة لمواجهة توسع إيران الإقليمي، الأمر الذي استفاد بشكل كبير من تخلي واشنطن عن حلفائها في اليمن.
وتسعى ميليشيات الحوثي في اليمن، المدعومة من إيران، إلى استغلال حالة الارتباك الأميركي لتعزيز مكاسبها العسكرية على الأرض من خلال تكثيف هجماتها على محافظة مأرب اليمنية.
ويقول مراقبون يمنيون: إن الحوثيين صعدوا هجومهم منذ إعلان طهران وصول الضابط في الحرس الثوري إلى صنعاء سفيراً لحكومة الحوثيين غير المعترف بها دولياً.
ويضيف المراقبون: أن عمليات الحوثيين تظهر تحولًا في الاستراتيجية والتوقيت؛ ما يشير إلى توافق متزايد مع أجندة طهران الإقليمية الحالية.