سوريون يروون جرائم ميليشيات أردوغان.. الخطف أصبح عادة

سوريون يروون جرائم ميليشيات أردوغان.. الخطف أصبح عادة
صورة أرشيفية

جرائم لا حصر لها ترتكبها يوميًّا الميليشيات التابعة لأردوغان في سوريا في حق الشعب السوري بشكل عام، وفي حق الأكراد بشكل خاص، حوادث اعتداء وسرقات وخطف واغتصاب لا يمر يوم دون وقوعها، ولا أحد يحاسب تلك العصابات على ما ترتكبه من جرائم في ظل ارتباك واضح في المشهد وانهيار أمني واقتصادي وانشغال عالمي بأزمة تفشي وباء كورونا "كوفيد-19"؛ ما ترك الأكراد والسوريين بمفردهم في مواجهة تلك العصابات المسلحة التي تحصل على دعم لا ينقطع من تركيا وحلفائها.

خطف الأطفال واغتصابهم وقتلهم.. أمر أصبح معتادًا 

عثر أهالي قرية فريزية السورية الخاضعة لسيطرة مسلحين موالين للنظام التركي برئاسة رجب طيب أردوغان، على جثمان طفلة كردية تبلغ من العمر 16 عامًا، بعد اختطافها على يد عناصر من فرقة السلطان مراد التركمانية.

وكانت عناصر فرقة السلطان مراد التركمانية الدموية، من أبرز الفصائل المعارضة السورية التي لعبت دورًا بارزًا في دعم الاحتلال التركي لسوريا، قد اختطفت فتاة كردية تدعى «ملك» يوم 23 مايو الماضي، وعثر عليها الأهالي اليوم بعد مقتلها بثلاث رصاصات في الرأس، وتظهر عليها علامات المعاناة والتعذيب والاغتصاب.

وتواصل فرقة السلطان مراد التركمانية جرائمها بحق الأكراد السوريين، فيما يواجه أكراد تركيا تعسفًا واضطهادًا من قِبل الرئيس أردوغان، إلى جانب الإطاحة برؤساء البلديات التابعين لحزب الشعوب الكردي وتعيين أوصياء من حزب العدالة والتنمية بدلًا منهم.

وتؤكد الأحزاب الكردية في تركيا أنه رغم محاولات نظام أردوغان لإبادة وتصفية الأكراد بشكل نهائي إلا أنهم يرفضون الاستسلام لمحاولات الطاغية التركي مؤكدين استحالة قبولهم بالأمر الواقع.

الأمم المتحدة تحمّل "أردوغان" المسؤولية الجنائية عن جرائم ميليشياته

من جانبهم، حذَّر محققون من الأمم المتحدة بأن أنقرة أمام "مسؤولية جنائية" في جرائم حرب ارتكبت ضد الأكراد في شمال سوريا، حيث أكدت تقارير دولية تصاعد ارتكاب الجرائم على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، وحمَّلت التقارير النظام التركي المسؤولية الجنائية للانتهاكات الجسيمة التي ارتكبها حلفاؤه وميليشياتهم.

وتشير اللجنة التي شكَّلها مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في عام 2011 إلى تقارير عن عائلات كردية نازحة، ومدنيين آخرين، اتهموا الميليشيات المدعومة من أنقرة بارتكاب عمليات إعدام وخطف واغتصاب ونهب ومصادرة أملاك، واعتبر محققو الأمم المتحدة أن هناك أسبابًا للاعتقاد بأن المقاتلين في الميليشيات التابعة لأردوغان ارتكبوا سلسلة من جرائم الحرب.

إذا تبين أن عناصر من المجموعات المسلحة كانت تتصرف تحت القيادة والسيطرة الفعلية للقوات التركية، يمكن أن ينتج عن هذه الانتهاكات تحميل مسؤولية جنائية للقياديين الذين كانوا على علم بهذه الجرائم، أو كان يجب أن يكونوا على علم بها، ولم يتخذوا كافة الإجراءات اللازمة لمنعها.

خطف الأطفال لإلقائهم في المحرقة "الليبية" آخر جرائم أردوغان

في السياق ذاته، أكد المركز السوري لحقوق الإنسان، أن الميليشيات الموالية لأردوغان في سوريا تختطف الأطفال للدفع بهم إلى القتال في ليبيا وذلك بعلم المخابرات التركية.

وقال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد، في تقرير، إن ما تفعله الفصائل الموالية لتركيا ليس عملية تجنيد للأطفال للارتزاق في ليبيا بل عملية "اختطاف" بكل ما تعنيه الكلمة.

وتابع: إن هؤلاء الأطفال ذهبوا إلى عفرين السورية للبحث عن عمل وإذا بهم يقعون ضحية لفصيل "السلطان مراد" المقرب من تركيا دون دراية ذويهم، وبعلم المخابرات التركية، مشيراً إلى أن "هذا الفصيل الإرهابي يجند الأطفال عنوة وهي جريمة ضد الإنسانية ومن جرائم الحرب".

وكشف عبدالرحمن عن أن مرتزقة أردوغان جندوا نحو 150 طفلًا سوريًّا من مناطق عفرين وعموم مناطق الاحتلال التركي بسوريا للقتال في ليبيا، إضافةً إلى محاولة تلك الفصائل استقطاب الأطفال المهجرين من إدلب والمحافظات السورية وأبناء عفرين.

ونوَّه المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن المرتزقة اختاروا القتال في ليبيا طمعًا بالمال أو بسبب الولاء لأردوغان الذي وعدهم بـ2000 دولار كراتب شهري.

وأشار إلى مقتل 287 مرتزقًا قدموا من سوريا بينهم 16 طفلًا بصفوف الميليشيات في ليبيا، مؤكداً أن عدد المرتزقة السوريين وصل إلى أكثر من 11 ألف مسلح.

وناشد رامي عبدالرحمن المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات عاجلة ضد هذه الميليشيات التي تنقل مجموعات مصنفة إرهابية إلى ليبيا.

أصابنا اليأس من الشكوى.. وجرائم ميليشيا أردوغان أصبحت جزءًا من حياتنا

يقول فارس إبراهيم، 33 عامًا، سوري، اعتدنا جرائم الميليشيات التابعة لتركيا، وبعد انشغال العالم بسبب أزمة كورونا زادت حدة وعدد تلك الجرائم فأصبحت جرائم تلك الميليشيات جزءًا من حياتنا اليومية، لذلك أصابنا اليأس من كثرة الشكوى فأصبحنا نقاومها بأنفسنا في معظم الأحيان إذا ما قدرنا على ذلك.

وتابع: المراكز الحقوقية ترصد يوميًّا الجرائم التي ترتكبها الميليشيات، ولا نعلم ما الفائدة من توثيق ما يحدث ما دام لا يتدخل أحد لإيقافه، لا يمر يوم علينا دون مقتل أحدنا نتيجة الضرب والتعذيب على يد المجموعات المسلحة، فلا يمثل فارقًا معنا إذا ما تمت محاكمة المسؤولين عن تلك الجرائم وعلى رأسهم الطاغية التركي أردوغان وإدانتهم، فكل ما نتمناه أن تتوقف الجرائم ضدنا ونستطيع العيش في أمان.

أطفالنا يخطفون ويلقى بهم في "الجحيم الليبي" ولا نراهم مرة أخرى

في السياق ذاته، يقول هاشم علي، 40 عامًا، سوري، عامر ابن أخي خطف من عفرين منذ عدة شهور، وعلمنا بعد عدة محاولات للتأكد من مصيره أنه سافر إلى تركيا والتحق بأحد المعسكرات للتدريب، ثم ألقي به في طرابلس ليشارك في القتال ضد الشعب الليبي مقابل وعود بالأموال خدعت الطفل الصغير الذي لم يتجاوز الـ16 عامًا، وأكد أحد أصدقائه أن عامر قتل خلال المعارك الأخيرة في طرابلس.

وتابع علي: الويلات التي نعيش فيها لا يكفي الكلام لوصفها، فخطف النساء واغتصابهن أكثر ما يشعرنا بالقهر ونحن عاجزون عن حماية نسائنا، في الشارع الذي أعيش به، تتبع أحد عناصر ميليشيات فرقة السلطان مراد فتاة لم تتجاوز الـ18 عامًا حتى منزلها، وطلب من والدها الزواج بها، مضيفًا، الأب رفض على الفور وكذلك الفتاة، فما كان من الإرهابي إلا أن ذهب وعاد بعربة مليئة بالرجال والسلاح وهدد والد الفتاة بالقتل هو وأسرته بالكامل، فوافق الوالد على تزويج ابنته فما كان من الإرهابي إلا أن اصطحبها في السيارة وغادر دون عقد قران أو مأذون أو غير ذلك.