عمال «المنطقة الصناعية في الدوحة» يستغيثون بعد سقوط أحدهم فاقدًا للوعي

عمال «المنطقة الصناعية في الدوحة» يستغيثون بعد سقوط أحدهم فاقدًا للوعي
صورة أرشيفية

يواصل العمال في قطر مواجهتهم لظروف بائسة وقاسية، ولاسيَّما بعد انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19) بين صفوف عمال المخيمات، حيث يواجه العمال النيباليين أوضاعاً قاسية في قطر في ظل تفشي الوباء بينهم، دون تقديم أي رعاية صحية لهم؛ ما أدى إلى تفاقم تفشي الفيروس بين عمال منشآت كأس العالم.

تمرد وصرخات

كشف أحد العمال بالمخيمات، في تصريحات خاصة لـ"العرب مباشر"، عن تمرد العمال في مخيمات المنطقة الصناعية، حيث عاش المخيم ليلة ساخنة، بعد إعلان العمال تمردهم وغضبهم عبر إطلاق أصوات مفزعة، مستخدمين أغطية الأواني الفارغة لإطلاق أصوات معبرة عن التمرد.

أضاف المصدر: "الأحداث وقعت بعدما فقد أحد العمال وعيه عقب ظهور أعراض كورونا عليه لمدة ثلاثة أيام كاملة، في ظل رفض السلطات تقديم الرعاية الصحية له".

وأكد المصدر، أن العمال يعيشون في ذعر وفزع، بسبب رفض المسؤولين القطريين مساعدتهم ونقل المصابين، فضلاً عن خوفهم من تكرار مشهد نقل جثامين العمال الثلاثة، الذين وافتهم المنية بسبب الإصابة بكورونا، أمس الأول.

وأضاف: "عمال "المونديال" صاروا يصرخون ويبكون، ويطلبون النجدة عبر تمردهم حتى يتم مساعدتهم، في ظل تجاهل السلطات القطرية للأمر".

وفاة ثلاثة عمال

وكان ذكر مصدر، مساء أمس، عن نقل الشرطة القطرية لجثامين ثلاثة عمال، بعد إصابتهم بالوباء، ونقلهم بشكل سري في منطقة بعيدة عن الدوحة.

وكشف أنه فور وصوله إلى المكان المستهدف، وجد فريقاً من قوات الأمن يرتدون كمامات وقفازات، وأعدوا حفراً مسبقة لدفن الجثث، ويتحدثون فيما بينهم أن العمال من جنسية نيبالية وماتوا بعد إصابتهم بأعراض فيروس كورونا.

اعتقال المصابين

وكشفت منظمة العفو الدولية في أحدث تقرير لها اليوم الأربعاء، أن السلطات القطرية اعتقلت وطردت عشرات العمال الوافدين بعد إخبارهم بأنهم سيخضعون لفحص فيروس كورونا.

وكانت المنظمة قد قابلت 20 رجلًا من نيبال اعتقلتهم الشرطة القطرية إلى جانب مئات آخرين في مارس الماضي، وأبلغت الشرطة معظم العمال أنهم سيخضعون لاختبار "COVID-19" وسيتم إعادتهم إلى أماكن إقامتهم بعد ذلك، وبدلًا من ذلك نُقلوا إلى مراكز الاحتجاز واحتُجزوا في ظروف مروعة لعدة أيام، قبل إرسالهم إلى نيبال.

وتابعت المنظمة الحقوقية: لم يتلقَّ أي من العمال الذين تحدثت إليهم المنظمة أي تفسير لسبب معاملتهم بهذه الطريقة، ولم يتمكنوا من الطعن في احتجازهم أو طردهم، فيما قال ستيف كوكبيرن، نائب مدير القضايا العالمية بمنظمة العفو الدولية، إنه بعد قضاء أيام في ظروف احتجاز غير إنسانية، لم يُمنح الكثيرون حتى الفرصة لجمع أمتعتهم قبل وضعهم على متن طائرات إلى نيبال.