قبل قرارات الاتحاد الأوروبي.. أردوغان يغازل مصر واليونان مجدداً
بعد نزاعات وتصريحات مسيئة ودعم بالغ للإرهاب بها، يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مغازلة مصر مجدداً في خطوة جديدة أخرى، تندرج ضمن الأزمة المستعصية في شرق المتوسط والتي وصلت إلى حد تهديد الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على أنقرة بسبب التنقيب عن الغاز في المناطق المتنازع عليها مع قبرص واليونان.
ماذا قال أردوغان؟
خرج الرئيس التركي، اليوم، مبدياً استعداد بلاده للحوار مع مصر واليونان، في تراجع واضح من تركيا.
وقال أردوغان، في تصريحات للصحفيين بإسطنبول: "لا مانع لدينا في الحوار مع مصر"، مضيفاً: "إجراء محادثات مع مصر أمر مختلف وممكن وليس هناك ما يمنع ذلك، لكن اتفاقها مع اليونان أحزننا"، وفقاً لما نشره موقع "العربية".
وأضاف: "مستعدون للحوار مع اليونان في دولة ثالثة أو عبر الفيديو.. وليس لدينا مشكلة في لقاء رئيس الوزراء اليوناني، لكن السؤال الجوهري، ماذا سنبحث وفي أي إطار سنلتقي؟".
اتفاقية فاسدة
ويأتي ذلك بعد أن أعلنت تركيا اعتبارها أن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية المصرية- اليونانية، التي وقعت مطلع أغسطس في القاهرة، باطلة، مشيرة إلى أنها "تنتهك أيضاً الحقوق البحرية الليبية".
وفي نهاية الشهر الماضي، صادق البرلمان اليوناني على هذا الاتفاق الثنائي مع مصر، وسط تصاعد التوترات بين أنقرة وأثينا، حيث يتنازع البلدان المتجاوران وكلاهما عضو في حلف شمال الأطلسي على مناطق بحرية غنية بالغاز والنفط.
وتسببت التحركات التركية للتنقيب عن الغاز شرق البحر المتوسط في إثارة انتقادات كبيرة من اليونان وقبرص ومصر؛ لذلك سيناقش الاتحاد الأوروبي الأسبوع المقبل فكرة فرض عقوبات على تركيا رداً على إرسالها سفن تنقيب وسفناً حربية إلى مناطق في شرق المتوسط تطالب بها كل من اليونان وقبرص.
وجاء ذلك في أعقاب زيادة حدة النزاع بين الأطراف، حيث أرسلت تركيا سفناً للتنقيب عن النفط في المتوسط، في حين أرسلت فرنسا الشهر الماضي قطعاً بحرية إلى المنطقة لمساعدة السفن الحربية اليونانية التي أرسلت في مواجهة تلك التركية في المياه المتنازع عليها.
استقالة السراج
كما يأتي ذلك في أعقاب إعلان رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، الاستقالة في أكتوبر القادم وتسليم جميع مسؤولياته لسلطة جديدة يجري التفاوض بشأن تشكيلها بين طرفي النزاع في البلاد، وهو ما أثار غضب تركيا التي كانت تعتبر الداعم الرئيسي لحكومة الوفاق.
وهو ما ظهر اليوم في تصريحات أردوغان، حيث قال إن بلاده منزعجة من قرار السراج التنحي عن رئاسة حكومة الوفاق الليبية، لافتاً إلى تقديمه الدعم العسكري لحكومة الوفاق.
مغازلة سابقة
لم تكن تلك هي محاولة أردوغان الأولى لمغازلة مصر، ففي أغسطس الماضي، غازل الرئيس التركي، القاهرة من أجل استمالتها لصالحه في الصراع بشرق المتوسط وانتهاكات أنقرة هناك.
وكان أردوغان أبدى ما أسماه "دهشته من موقف مصر ووقوفها بجانب اليونان"، قائلاً إن "الشعبين المصري والتركي موقفهما من بعضهما البعض ليس كتضامن الشعب المصري مع نظيره اليوناني، فحضاراتنا ومبادئنا أقرب لبعضنا البعض من اليونان، وعلى الحكومة المصرية أن تفهم ذلك".