عقبة السلام.. واشنطن تنتقد الحوثيين وتؤكد ضرورة إنهاء الصراع في اليمن
انتقدت واشنطن تعنت ميلشيا الحوثي الإرهابية ورفضها السلام وانتهاكاتها المستمرة
رغم مرور سنوات طويلة على الصراع في اليمن، تصر ميليشيا الحوثي الانقلابية على أن تبقي معوقات لأي محاولة سلام في البلد المكلوم بالحرب.
ومؤخرا، أعلنت الولايات المتحدة صراحة بأن الحوثيين يقفون عقبة في «طريق السلام»، مؤكدة أن الميليشيا المدعومة من إيران تواصل ارتكاب الهجمات العسكرية «الوحشية»، على عكس الحكومتين اليمنية والسعودية، اللتين التزمتا بوقف القتال واستئناف المحادثات السياسية.
واشنطن تندد بالحوثي
ودعت واشنطن الحوثيين إلى الانخراط في محادثات السلام التي تقودها الأمم المتحدة ويدعمها المجتمع الدولي.
وفي بيان له، قال نيد برايس، المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية: إن الولايات المتحدة تدين الهجوم الصاروخي الحوثي الذي وقع يوم الأحد الماضي في 3 أكتوبر، واستهدف حي الروضة المكتظ بالسكان في مأرب باليمن، ما أسفر عن مقتل طفلين وإصابة نحو 33 مدنياً، بينهم نساء وأطفال، وفقاً لوكالات الأمم المتحدة.
وفي بيانه، دعا برايس إلى ضرورة التحرك لإغاثة الشعب اليمني، الذي سيستمر في معاناته «طالما استمرت الهجمات العسكرية الوحشية للحوثيين».
الحوثيون عقبة السلام
وأضاف متحدث الخارجية الأميركية: «هناك إجماع دولي على أن الوقت قد حان لإنهاء الصراع، والتزمت حكومتا الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية بوقف القتال واستئناف المحادثات السياسية، بيد أن الحوثيين يقفون في طريق السلام».
وأوضح المسؤول الأميركي البارز، أنه منذ بداية العام، كثّف الحوثيون هجماتهم، سواء داخل اليمن أو ضد الأراضي السعودية، ما يعرض حياة المدنيين للخطر، بمن فيهم أكثر من 70 ألف مواطن أميركي يعيشون في السعودية.
تفاقم الأزمة الإنسانية
واعتبر برايس أن «هذه الإجراءات تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، التي وصلت بالفعل إلى أبعاد تاريخية»، داعيا الحوثيين إلى «وقف القتال والانخراط في محادثات تقودها الأمم المتحدة لإنهاء هذه الحرب المدمرة».
وباءت المساعي الدولية لوقف إطلاق النار في اليمن بالفشل، على الرغم من جهود المجتمع الدولي التي لطالما حثت الحوثيين على العودة إلى طاولة المفاوضات السياسية ووقف إطلاق النار لإنهاء الأزمة اليمنية.
إشعال الحرب في مأرب
بينما تصر ميليشيا الحوثي على إشعال الموقف داخل اليمن، وتستمر في المعارك التي تدور رحاها في محافظة مأرب في شمال البلاد، وهي من آخِر المناطق اليمنية التي تخضع لسيطرة الحكومة اليمنية.
وحسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، فإنه في حال سيطر الحوثيون على المحافظة، فإن ذلك سيمنحهم سيطرة شبه كاملة على شمال اليمن، والوصول إلى البنية التحتية الرئيسية للنفط والغاز.
كما تحذر الصحيفة أن تكون لهم «اليد العليا» في المحادثات. أما بالنسبة للقوات الحكومية، فسيكون هذا بمثابة نكسة هائلة.
أزمة المدنيين والنازحين
كما تحذر العديد من التقارير الإعلامية، من أن محافظة مأرب تحديدا تضم عدداً كبيراً من السكان، بعد أن تدفق إليها أكثر من مليون مدني فروا من القتال في أماكن أخرى إلى المحافظة في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى نزوح العديد من هؤلاء المدنيين مرة أخرى مع اقتراب المعارك. وقد قُتل وجُرح الكثير من السكان، بمن فيهم الأطفال جراء الهجمات الصاروخية والقصف.
وبحسب التقارير، رفض الحوثيون عرضاً لوقف إطلاق النار قدمته السعودية هذا العام، وهو الاتفاق الذي كان من الممكن أن ينهي إراقة الدماء لولا التعنت الحوثي وإصرارهم على مواصلة القتال داخل اليمن وعلى الحدود السعودية.
أسوأ أزمة
كما يرتكب الحوثيون جرائم حرب باستهدافهم المدن والبنى التحتية السعودية، دافعين البلاد إلى ما وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وبحسب تصريحات أدلى بها الفريق ركن صغير بن عزيز، رئيس أركان الجيش اليمني، فقد خلفت المعارك في محافظة مأرب وراءها ما لا يقل عن 1700 قتيل من الجنود اليمنيين التابعين للقوات الحكومية، إضافة إلى إصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال العام الحالي، وذلك في تصريحات نقلتها صحيفة «واشنطن بوست».
وقال بن عزيز، إن الحوثيين لا ينشرون الأرقام والبيانات الرسمية للوفيات، وكذلك أعداد المصابين إصابات خطيرة في المعارك، معتبرا أن سحب الدعم الأميركي «أثّر على معنويات اليمنيين كقادة عسكريين وجنود».
وأضاف المسؤول العسكري اليمني: «نريد من أصدقائنا الأميركيين إعادة النظر في هذا القرار، ومساعدة الشعب اليمني في المعارك العسكرية».
انتقادات للموقف الأميركي
ونظرا لعدم تعامل واشنطن مع الأزمة اليمنية بالشكل الحاسم الذي ينهي المعاناة المستمرة منذ السبعة الماضية، تواجه الإدارة الأميركية انتقادات محلية ودولية.
كما شدد العديد من السياسيين في الكونجرس، ومن الحزب الجمهوري وكذلك من التقدميين في الحزب الديمقراطي، على ضرورة تكثيف العمل السياسي والدبلوماسي، واستخدام طرق جديدة وأدوات فعّالة لوقف نزيف الدماء في اليمن وبشكل عاجل.