محمد بديع.. من الطب البيطري لمكتب الإرشاد الإخواني: صانع الإرهاب بمصر

محمد بديع.. من الطب البيطري لمكتب الإرشاد الإخواني: صانع الإرهاب بمصر
الإخواني محمد بديع

خلف نظارته الطبية ولحيته التي اكتست باللون الأبيض وابتسامته الضيقة التي تعطي مظهرا دينيا، يخفي الكثير من المخططات الإرهابية والجرائم والأجندات السوداء التي وضعها التنظيم الدولي عبر عقود للاستيلاء على المنطقة وتقسيمها لصالحهم، قبل كسر شوكتهم وإيداع المرشد الأعلى السابق للإخوان محمد بديع خلف القضبان.

بداية بديع


ولد محمد بديع عبد المجيد، في مدينة المحلة الكبرى، 7 أغسطس 1943، وحصل على بكالوريوس طب بيطري من جامعة القاهرة سنة 1965، وانخرط بذلك المجال في البداية، حيث عمل كمعيد بكلية الطب البيطري جامعة أسيوط في 1965، وحصل على الماجستير والدكتوراه عام 1979 من جامعة الزقازيق، وعمل كأستاذ مساعد بها، وأصبح عام 1987 أستاذ طب بيطري في جامعة القاهرة فرع بني سويف، ثم رئيس قسم الباثولوجيا لدورتين، ولاحقا تولى منصب وكيل كلية الطب البيطري ببني سويف لشؤون الدراسات العليا والبحوث سنة 1993.

كما كان أمين عام النقابة العامة للأطباء البيطريين لدورتين، وأمين صندوق اتحاد نقابات المهن الطبية لدورة واحدة، وشارك في تأسيس المعهد البيطري العالي في الجمهورية العربية اليمنية.

العمل الإخواني


وبالتزامن مع ذلك، التحق بديع بجماعة الإخوان، حتى انتخب لعضوية مكتب الإرشاد في مصر منذ عام 1993، وأصبح عضو مكتب الإرشاد العالمي منذ 2007، وتورط معهم في العديد من الجرائم والقضايا، كانت أولها عام 1965ومع سيد قطب، حيث صدر ضده حكم بالحبس 15 عاما، قضى منها 9 سنوات، وخرج في 1974، ومنها عاد لعمله بجامعة أسيوط.

وعقب ذلك، بات بديع محسوبا على ما يسمى بمجموعة "القطبيين" داخل الإخوان، ولكنه حرص على تشكيل روابط قوية مع باقي أطياف الجماعة، ليذيع صيته فيها لاحقا ويوسع نفوذه بصعيد مصر، حينما كان مسؤولا عن هذه المنطقة مستغلا عمله.

ولكن على الجانب الآخر، يعتبر البعض أن اختيار مرشد ذي توجهات محافظة مثل محمد بديع ربما يجعل الجماعة تنكفئ على نفسها خلال الفترة المقبلة بعدما اتسع نشاطها السياسي بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما بلغ ذروته مع فوز "الإخوان المسلمين" بثمانية وثمانين مقعدا في البرلمان المصري في الانتخابات الأخيرة.

من جهة أخرى، يعول أنصار بديع على علاقاته الخارجية التي بدأ نسجها خلال فترة إقامته باليمن في ثمانينيات القرن الماضي، في ترسيخ مكانة الجماعة بشكل أكبر على الصعيد الإقليمي بل والدولي.

كما استغل عمله في جامعة بني سويف، لنشر الفكر الإخواني، حتى تورط في قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف عام 1998؛ حينما كان يتولى منصب رئيس مجلس إدارة جمعية الدعوة ببني سويف وتم سجنه لمدة 75 يوما.

وفي عام 1999، أصدرت المحكمة العسكرية حكما ضده بالسجن لمدة خمس سنوات، في قضية النقابيين سنة 1999؛ خرج بعدها ليستكمل عمله الإخواني مع الجماعة لاحقا بمكتب الإرشاد.

المرشد العام


في 16 يناير 2010، تم انتخاب بديع لمنصب المرشد العام الثامن للإخوان، خلفا لمهدي عاكف،  في سابقة هي الأولى على مر تاريخ الجماعة في مصر، باختيار مرشد عام للجماعة بالانتخاب في ظل وجود مرشد عام على قيد الحياة؛ بعد حالة ضخمة من الجدل.

وخلال ذلك، غاب فيه محمد حبيب النائب الأول للمرشد السابق عن مؤتمر إعلان المرشد، لرفضه إجراءات انتخابات مكتب الإرشاد والمرشد، كما خرج عضو مكتب الإرشاد عبد المنعم أبو الفتوح من المكتب، وتصاعدت الأزمة بسبب عدم تصعيد عصام العريان.


جرائم بعد ثورة يونيو


بعد تمكين محمد مرسي من حكم مصر، بات محمد بديع هو المسيطر الأول على القرارات والأوضاع في مصر، والمحرك الأساسي لمرسي، حيث تم فضح ذلك في أحد المؤتمرات المذاعة على الهواء مباشرة ليلقنه الحديث وقتها وساهم في إضعاف دور مصر دوليا وإرخاء القبضة الأمنية. 

وعقب ثورة يونيو وعزل مرسي، أمرت النيابة العامة المصرية في 11 يوليو 2013 بضبط وإحضار  محمد بديع للتحقيق معه في تهمة التحريض على الاشتباكات التي وقعت حول دار الحرس الجمهوري عبر منصة رابعة العدوية التي كان يستغلها الإخوان، وتم القبض عليه لاحقا، حيث كان يتخفى في ملابس نسائية بالمكوث في أحد المنازل المجاورة لرابعة.

وبعد إيداع بديع خلف القضبان، تم اتهامه في العديد من القضايا ليظهر وجهه الإرهابي الحقيقي، حيث أصدرت محكمة جنايات الجيزة، في مارس 2015، حكما يقضي بإعدام مرشد جماعة الإخوان محمد بديع و13 متهما آخرين في القضية المعروفة إعلاميا بـ"غرفة عمليات رابعة"، لكن محكمة النقض، ألغت في ديسمبر 2015، الحكم حيث تجري إعادة المحاكمة بها.

وعلى غرارها يجري إعادة المحاكمة في القضية المعروفة باسم "أحداث قسم شرطة العرب"، بعد أن أصدرت محكمة جنايات بورسعيد، في أغسطس 2015، حكما بمعاقبة محمد بديع ومحمد البلتاجي وصفوت حجازي، و16 آخرين، بالسجن المؤبد،

بينما أصدرت محكمة جنايات القاهرة، في 7 سبتمبر 2019، حكما بالسجن المؤبد على المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع، و10 من قيادات الجماعة في القضية المعروفة إعلاميا بـ"اقتحام الحدود الشرقية"، وقضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، 11 سبتمبر 2019، بالسجن المؤبد لمحمد بديع وخيرت الشاطر، ومحمد سعد الكتاتني، و8 آخرين، بتهمة "التخابر مع حماس"، فضلا عن حكم محكمة جنايات القاهرة، قد قضت في 5 ديسمبر 2018، بالسجن المؤبد لكل من محمد بديع وخيرت الشاطر و4 آخرين في نفس القضية.

فيما أيدت محكمة النقض، في 14 يوليو 2020، الحكم الصادر ضد محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان وآخرين بالسجن المؤبد في قضية أحداث العدوة بالمنيا، بعد رفض الطعون المقدمة منهم، بالإضافة إلى أن محكمة جنايات المنيا أصدرت في سبتمبر 2018، قرارا بمعاقبة محمد بديع و64 متهمًا آخرين بالسجن المؤبد، في القضية التي اشتهرت إعلاميًا بـ"أحداث العدوة".

وحكمت محكمة جنايات بورسعيد، المنعقدة بمجمع محاكم طرة، 12 سبتمبر 2020، بالسجن المؤبد لمحمد بديع، ومحمد البلتاجي، وصفوت حجازي، و9 آخرين في إعادة محاكمتهم، في أحداث العنف التي وقعت في محافظة بورسعيد في أغسطس 2013، والمعروفة باسم "أحداث قسم شرطة العرب"، في اتهامهم بالتحريض على العنف والانضمام لجماعة أسست على خلاف أحكام القانون، وترويع المواطنين.

ومن خلال تلك القضايا، وصل مجموع الأحكام التي صدرت في حق محمد بديع إلى 261 سنة سجن في 12 قضية بعضها بشكل نهائي، وآخرين في مرحلة الطعون.