بعد سنوات من ثورة يونيو.. الإخوان من السلطة إلى قوائم الإرهاب والشتات
نجحت مصر من خلال ثورة 30 يونيو في إزاحة الإخوان من حكم مصر
بعد مرور ثماني سنوات على ثورة يونيو في مصر، وإسقاط مشروع الإخوان التخريبية في المنطقة، تحول عناصر الجماعة وإرهابيوها من الحكم إلى الشتات يبحثون عن مأوى بين البلاد، لاسيما بعد تخلي النظام التركي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن أفراد الجماعة وإيلائها لمصالحها الاقتصادية والسياسية مع مصر.
تركيا تتخلى عن الإخوان
ومع إعلان تركيا وأردوغان تخليهم عن دعم وتشغيل عناصر الإخوان الهاربين في الخارج، تثار تساؤلات حول موقع ومستقبل جماعة الإخوان المسلمين في المشهد العام خلال الفترة المقبلة.. فهل انتهت قصة الإخوان في مصر إلى الأبد؟!
ويستبعد البعض عودة الإخوان إلى مصر، فيما يرى آخرون أن جميع البلد لفظت عناصر الجماعة ورأت خطر مشروعهم الإرهابي الذي يسعون لتحقيقه بالدماء والفوضى..
من السلطة إلى السجون
ويمكن تلخيص حال الإخوان في جملة مفادها أنهم "من الصعود إلى هرم السلطة، إلى النزول إلى أقبية السجون أو الفرار إلى المنفى".
بعد عام واحد من صعود الإخوان إلى الحكم واستيلائهم على الحياة السياسية في مصر، انقلب الرأي العام ضد الإخوان المسلمين، ورفضت شريحة الأغلبية الواسعة من المصريين سيطرة الجماعة على الحقائب الوزارية ومحاولتها الاستئثار بمؤسسات إدارة الدولة من خلال تعيين أنصارها في المناصب القيادية، والسعي الدائم لأخونة مؤسسات الدولة.
ثورة ٣٠ يونيو تنهى قصة الإخوان
فخرج الملايين من المصريين إلى الشارع مجدداً في يونيو 2013، لكن هذه المرة للمطالبة بـ"إسقاط الإخوان"، لتنتهي قصة الجماعة الإرهابية في مصر بثورة ٣٠ يونيو.
وانحاز الجيش المصري لمطالب الشعب وجموع الملايين التي خرجت إلى الشوارع ترفض حكم الإخوان لاسيما بعد ثبوت تآمر الجماعة الإرهابية وقياداتها على مصر لحساب أجندات خارجية.
تخابر قادة الإخوان ضد مصر
ومن رأس السلطة إلى قائمة الإرهاب، أصبح الرئيس الإخواني محمد مرسي على قوائم الإرهاب، ومتهما في العديد من القضايا التي تمس أمن الدولة المصرية، وأولها قضية التخابر مع قطر وحماس.
في ذلك الوقت لجأ أفراد الجماعة من الشارع إلى اعتصامي رابعة والنهضة للضغط على القرار السياسي المصري، إلا أن الدولة تمكنت من إنهاء الاعتصامين وفر قيادات الجماعة الإرهابية إلى الخارج، إلا أنهم كانوا ورطوا أفراد الجماعة في أعمال عنف ودماء ضد الدولة والأمن.
وانتهى الأمر بتوقيف عشرات الآلاف من أعضاء وأنصار الإخوان المتورطين في العنف والتخريب، وصدرت أحكام مشددة على العديد منهم أمام القاضي الطبيعي دون محاكمات عسكرية، وكان من بين المحكومين مرسي الذي ثبت تخابره ضد الدولة المصرية وتورطه في قتل الجنود المصريين في شهر رمضان.
على قوائم الإرهاب
وصنفت السلطات المصرية جماعة الإخوان المسلمين "تنظيماً إرهابياً" في نهاية ديسمبر 2013، عندئذ بدأ نجم إخوان مصر بالأفول.
ولجأ الإخوان في ذلك الوقت إلى الدول التي خدموا أجندتها وعملوا لحسابها، وعلى رأسها تركيا وقطر وبريطانيا، ومن هناك شغلوا آلاتهم الإعلامية المعادية لمصر، لحساب تركيا وقطر التي مولت هذه القنوات الإخوانية بسخاء للطعن في مصر.
مفاجآت ٢٠٢١ تنهي أوهام الجماعة
إلا أن العام ٢٠٢١ جاء بمفاجآت مدوية قضت على أطماع الإخوان وأوهامهم، أهم تلك المفاجآت كان تودد تركيا وقطر إلى مصر طلبا للمصالحة، وهو ما ظهر في تصريحات عدة للرئيس التركي أردوغان نفسه وحاشيته المقربين، كذلك زار وزير الخارجية القطري مصر، ليدعو الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى زيارة قطر.. ما أثار صدمة لدى الإخوان الذين أصبحوا رهينة السياسات التركية والقطرية.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن النظام التركي أمر الإخوان وعناصر الجماعة المتواجدين على أرضه بوقف هجومهم الإعلامي على مصر، وأصبح الإخوان يبحثون عن ممول جديد من ناحية وعن بلد مأوى آخر من ناحية أخرى، خصوصا أن غالبيتهم محكومون بأحكام قضائية مصرية غيابية جراء تورطهم في التفجيرات والقتل وأعمال العنف قبل فرارهم إلى تركيا.
البحث عن مأوى جديد
ويخشى الإخوان والمتواجدون على أرض تركيا وقطر من احتمالات قوية بتسليمهم إلى السلطات المصرية لتنفيذ الأحكام القضائية الصادرة بحقهم، وهناك تكهنات وتقارير تشير إلى أن عناصر الجماعة اختاروا الصومال وجهة جديدة لهم، خصوصا وأن جماعة "بوكوحرام" الإرهابية تسيطر على أجزاء من البلاد هناك.
لم تكن مسألة الإخوان مجرد تجربة فاشلة في الحكم، وإنما وصلوا إلى هذا الحكم بالدماء وسفكوا دماء أكثر وارتكبوا أعمال تخريب وعنف وفوضى من أجل البقاء في السلطة على غير رغبة أهل مصر، فانتهى بهم الحال مشردين يبحثون عن مأوى.