هل يعود الحريري لرئاسة الحكومة اللبنانية رغم الرفض المسيحي؟
اضطراب واضح وخلافات لا تنتهي بين الطبقة الحاكمة في لبنان، فمؤخرًا أعلنت الكتلة المسيحية في لبنان رفضها لتولي زعيم تيار المستقبل ورئيس الوزراء السابق سعد الحريري تشكيل الحكومة الجديدة، الأمر الذي تسبب في وضع المزيد من العراقيل أمام تشكيل حكومة ترضي المجتمع الدولي حتى تستطيع استقبال المساعدات الدولية لإعادة إعمار بيروت.
الكتل المسيحية ترفض "الحريري" وتؤكد: لا يمكننا دعمه
وأعلن حزب التيار الوطني الحر الذي يعد أكبر حزب سياسي مسيحي في لبنان أنه لن يدعم ترشيح رئيس الوزراء لقيادة الحكومة، قائلاً: إنه لا يمكنه دعم شخصية سياسية كالحريري، لأنّ مقترح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا إلى حكومة إصلاح يشكّلها ويقودها "اختصاصيون".
وأضاف الحزب في بيان: "واستناداً إلى ذلك أجمع المجلس السياسي للحزب على عدم تسمية الحريري لرئاسة الحكومة"، مردفاً أنّ تأجيل الرئيس المشاورات أسبوعاً لن يجعل الحزب يعيد النظر في موقفه، ويتزعم الحزب جبران باسيل، وهو صهر الرئيس اللبناني ميشيل عون.
في حين تجد الأحزاب المسيحية الكبرى نفسها في موقف صعب، بعد أن أكدت مصادر وجود انشقاقات كبرى في داخل التيار العوني، وآراء نيابية متباينة، لجهة رفض تأجيل الاستشارات من أجل جبران.
وأضافت المصادر: أن الحديث عن القدرة على إنقاذ جبران باسيل لم تعد ممكنة، وهو ما كشفته زيارة اللواء عباس إبراهيم رئيس جهاز الأمن العام اللبناني إلى الولايات المتحدة الأميركية، في ظل الوضع السيئ الذي يربط علاقة باسيل بالمسؤولين الأميركيين.
هل يقبل "الحريري" دعم الثنائي الشيعي
من جانبهم، يرى مراقبون أن موقف سعد الحريري من الثنائي الشيعي معروف مسبقًا ولكن الخلافات الحالية قد تؤدي إلى تبدل تام في خريطة التحالفات، مؤكدين أن بإمكان سعد الحريري الحصول على أغلبية برلمانية إذا ما سانده الثنائي الشيعي، خاصة بعد أن كشفت مصادر أن حزب الله يدعم تشكيل الحريري للحكومة وتثبيته على موقفه من ترشيح نفسه وعدم التراجع بغض النظر عن موقف باسيل، خاصة بعد أن تبدل موقف حزب الله من تكليف الحريري.
وسبق أن عرقل حزب الله وحركة أمل تشكيل حكومة برئاسة الدبلوماسي مصطفى أديب، بعدما تمسّكا بالاحتفاظ بحقيبة المالية.