الإيكونوميست: قطر تواصل تحالفها مع الجماعات المتطرفة التى أضرت بسمعتها

تتحالف قطر مع الجماعات الإرهابية في المنطقة

الإيكونوميست: قطر تواصل تحالفها مع الجماعات المتطرفة التى أضرت بسمعتها
أمير قطر تميم بن حمد

اعتبرت صحيفة "الإيكونوميست" أن الدور الذي تلعبه قطر حاليا في أفغانستان يذكرنا بمقامرتها على حركات الإسلام السياسي والإخوان في عام ٢٠١١، بما في ذلك الدور الذي لعبته قطر في السياسة الإقليمية حينذاك، عندما أتت تلك المقامرة بثمارها بالنسبة لقطر واستولى الإسلاميون على الحكم في بعض الدول العربية.

وقالت الصحيفة الأميركية: إن دور قطر الحالي في أفغانستان وشعوبها بنشوة الانتصار يشبه إلى حد بعيد ما حدث في أيام ما أسموه بـ"الربيع العربي"، عندما استولوا على السلطة في تونس ومصر، وشكلوا ميليشيات قوية في ليبيا وسوريا. 

ونوهت الصحيفة أيضا إلى أنه برغم نشوة الانتصار القطري في ذلك الوقت، فإنه في غضون سنوات قليلة ضاعت أحلام قطر وأثبت حلفاؤها الإسلاميون أنهم غير أكفاء وسبب للانقسام. 

تحالف قطر مع المتطرفين

كما أشارت الصحيفة إلى أن ذلك الدور الذي لعبه النظام القطري وتحالفهم مع الحركات المتطرفة تسبب في الإضرار بسمعة قطر، الأمر الذي دفع جيرانها لمقاطعتها، واعتبرت الصحيفة أن رهان قطر حاليا على طالبان يسير في نفس اتجاه رهانها على الإسلاميين المتطرفين في ٢٠١١.

علاقات متناقضة

وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل الربيع العربي في عام 2011، بنت قطر سمعتها كوسيط في النزاعات الإقليمية، لكن الحقيقة أنها كانت تتلاعب بالجميع، واعتمدت على العلاقات المتناقضة: فهي على علاقة لطيفة مع إيران، على سبيل المثال، ولكنها أيضًا تستضيف جنودًا أميركيين. وتستضيف المفاوضات بين الفصائل المتناحرة من اليمن والسودان ولبنان، وسيصطدم زوار فندق ريتز كارلتون بمتمردين يرتدون ملابس مموهة يشربون الشاي في الردهة بين الاجتماعات.

موقف عربي ضد الدوحة

وأضافت الصحيفة: أنه على عكس جيرانها في الخليج، تتعاطف قطر مع جماعات الإسلام السياسي المتطرفة؛ لذا لم يكن غريبا أن ينتهي الأمر بتسهيل المحادثات بين أمريكا وطالبان. 

كما أشارت إلى أن ممارسات الدوحة الداعمة للجماعات المتطرفة أدت إلى فرض مقاطعة عربية لها عام 2017، عندما فرضت البحرين ومصر والسعودية والإمارات حظراً على السفر والتجارة مع قطر.

وكانت مطالب الدول العربية واضحة في طلب قطع العلاقات مع الجماعات المتطرفة والإسلام السياسي، وإغلاق قناة الجزيرة الفضائية، وهي مطالب أيدها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في البداية.

وتساءلت الإيكونوميست: إلى متى سيستمر نفوذ قطر؟ وقالت إنه كنزت الكثير من دورها كوسيط ومضيف. ومع رحيل الأميركيين وانهيار الحكومة الأفغانية القديمة، لم يعد هناك محادثات للتوسط، وأصبحت طالبان تنفرد بالحكم كما يحلو لهم والسعي إلى علاقات دبلوماسية جديدة. وبينما وعدوا بتشكيل نظام شامل وتجنب الأعمال الانتقامية، فإن أفعالهم منذ بداية سيطرتهم على أفغانستان لم تكن تبشر بأي خير.

واعتبرت الصحيفة أن الأمل في قطر هو أن الاقتصاد سيوفر نفوذاً مستمراً. كما تحتاج طالبان إلى إبقاء أفغانستان واقفة على قدميها وسط أزمة في ميزان المدفوعات تلوح في الأفق. ومع ذلك، فإن مقدار ما تستثمره قطر في أفغانستان سيعتمد على الطريقة التي تحكم بها طالبان. 

جماعات تضر بسمعة قطر

واعتبرت الصحيفة أن طالبان من الأنظمة الوحشية سيئة السمعة، وستسيء إلى سمعة قطر نفسها من جديد، كما أنها ستستهلك الأموال القطرية. وأضافت أنه إذا اختار بايدن الإبقاء على عقوبات صارمة على طالبان، فستضطر قطر إلى الابتعاد عنها.

واختتمت الصحيفة بأن كل هذا يذكرنا بما كان من قطر في السياسة الإقليمية في الأيام الأولى للربيع العربي، عندما بدا أن مقامرتها على الإسلاميين تؤتي ثمارها، واستولوا على السلطة في الانتخابات في تونس ومصر، وشكلوا ميليشيات قوية في ليبيا وسوريا. 

لكن في غضون سنوات قليلة، ذهبت أحلام قطر مع الريح، وأثبت حلفاؤها الإسلاميون أنهم غير أكفاء وسبب للانقسام، وأضروا بسمعة قطر على نحو كبير، وهو نفس مسار رهانات قطر على طالبان.