استمرارا لمسلسل انتهاكات الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، في ممارسة شتى أنواع الخروقات في المناطق الخاضعة لسيطرتها في اليمن، ساعية إلى ضرب النسيج الاجتماعي في اليمن، وحوثنة العديد من القطاعات في العاصمة اليمنية، هذا ما أكده اليوم الخميس وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني.

مشروع طائفي

أكد الإرياني في سلسلة تغريدات على موقع "تويتر" أن الميليشيات تواصل مخطط حوثنة اليمن عبر محاولة إحداث تغييرات ديمغرافية في التركيبة السكانية والسياسية والاجتماعية، وذلك بعد رفض اليمنيين لمشروعها الطائفي وفشلها في السيطرة على البلد وتركيع الناس بالقوة والسلاح والإرهاب المنظم. وأضاف أن تلك المحاولات تأتي بدعم وتخطيط إيرانيين.

كما نشر مقاطع مصورة تظهر كيف عمدت الميليشيات الحوثية إلى إدخال أفكارها المتطرفة إلى المدارس والجامعات.

جيش عقائدي ذو مرجعية إيرانية

مضت ميليشيا الحوثي في فرض مشروعها الانقلابي ومحاولة كسب الوقت لاستكمال بناء جيش عقائدي مرجعيته طهران، وبناء حزام طائفي حول العاصمة صنعاء، والتغلغل في الدولة والمجتمع داخل اليمن، والترويج لفكرها الإرهابي وطقوسها المستوردة من إيران.

قتلى الحوثيين أصبحوا رموزا في المناهج التعليمية

أفادت عدة تقارير مؤخرا بإطلاق ميليشيات الحوثي أسماء قتلاها على عدد من الكليات في جامعة صنعاء.

و نقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر مطلعة تأكيدها أن الحوثيين عمدوا إلى تغيير العديد من المناهج التعليمية، لا سيما في العاصمة اليمنية، بغية إدخال أفكارهم التي يعتبرها معظم اليمنيين غريبة عن النسيج الاجتماعي في البلاد. 

جيل ضائع

يقول محمد جازم، مواطن يمني، إنه لم يعد يخفى على أحد أن التعليم في صنعاء تلقى ضربة قاضية منذ 6 سنوات، مع بداية إعلان الانقلاب الحوثي التي صبت ميليشياته غضبها على البنية التحتية للتعليم أولا، وتدمير ما يفوق 2600 مدرسة.

وأضاف جازم: "الكثير من المدارس أصبحت سجونًا للحوثي، ومنها مواقع لإدارة الانقلاب، وهو الأمر الذي تضرر على إثره ما يقترب من 7 ملايين طفل وطفلة، وتبع ذلك تدهور شمل السلك التعليمي بشكل عام، حيث توقفت رواتب المعلمين طوال السنوات السابقة، وخرج عن هذه المنظومة ما يقترب من 26 ألف معلم ومعلمة، وتفككت الكثير من الدوائر التابعة لهذا الحقل، منها على سبيل المثال قطاع إعداد المناهج والتوجيه، ومطابع الكتاب المدرسي، فقد أصبح أولياء أمور الطلاب يشترون الكتب المدرسية بعد أن كان الكتاب يُقدم مجانا للطالب.

مدينة محاصرة

ويرى صبري المخلافي، أن الحوثيين لا يريدون فرض سيطرتهم على المدينة بالميليشيات فقط، بل بالفكر ومحاولة توجيه المواطنين في صنعاء إلى الولاء لطهران وذلك ما وجدوه صعبا نظرا لرفض الأهالي لجميع هذه المحاولات الدنيئة.

وأضاف المخلافي: "يوجد عداء بيننا وبين الحوثي فهم دعاة طائفية ويقومون بالكثير من الانتهاكات ضدنا وضد كل من يخالفهم الرأي، يقولون إنهم يحاربون الأجندات الخارجية وينفذون في الوقت ذاته مخططات إيران للسيطرة على البلاد".

مخططات شيطانية

يؤكد أحمد الجفري، مواطن يمني، أن ميليشيات الحوثي تريد هدم أفكار المجتمع اليمني في صنعاء، وتسعى إلى تركيع المدنيين انتقاما منهم لعدم تجاوبهم مع المخططات الشيطانية التي وضعتها إيران للسيطرة على المدينة.

وأضاف: "لا يمكن لأي إنسان عاقل الانزلاق خلف ما يروج له الحوثي وجماعته، فهم لا يريدون أي شخص لديه فكر أو يعارضهم الرأي بل يهدفون إلى قطيع يمشي خلفهم في كل شيء بداية من التفكير وحتى الولاء، أهالي صنعاء صامدون حتى الآن ضد هذه المخططات لكن لا بد من تدخلات دولية لحل هذه الأزمة والسرطان الذي أصبح يتغلغل داخل المجتمع الذي يسمى "الحوثيين".