أهان البرلمان التركي.. تفاصيل تهمة جديدة تلاحق أردوغان
في ظل معاناة الشعب التركي من فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وتفشيه بين آلاف من مواطنيه، وتدهور الاقتصاد بالبلاد وزيادة معدلات البطالة، يتجاهل الرئيس رجب طيب أردوغان، كل تلك الأحداث ويهتم فقط بحماية منصبه ومعاداة معارضيه، وهو ما وصل إلى إهانة البرلمان.
إهانة البرلمان التركي
وجه حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، اتهاما لأردوغان بإهانة البرلمان بعد أن تغيب عن احتفالات الذكرى المئوية لتأسيسه، وهو ما نشر حالة من الرفض والغضب بين المعارضة.
الخميس الماضي، كان الاحتفال بذكرى تأسيس البرلمان، حيث تحتفل تركيا به، في 23 إبريل من كل عام بعيد الطفولة والسيادة الوطنية، حيث إنه اليوم الذي وُضع فيه حجر أساس الجمهورية، وافتتح فيه مجلس الأمة الكبير عام 1920، قبل أن يتطور لشكله الحالي.
وندد البرلماني فائق أوزتراق، المتحدث باسم حزب الشعب الجمهوري، بتجاهل الرئيس التركي، مؤكدا أن أردوغان الرئيس العام لحزب العدالة والتنمية، كان ينبغي عليه الحضور؛ لكنه تشاور مع رجال نظام الرجل الواحد، وقرر عدم المجيء، وفق حديثه.
وقال أوزتراق إنه: "باستثناء رئيس واحد هو أردوغان، حضر جميع الرؤساء ونواب الأحزاب الاحتفالية التي عُقدت في البرلمان، وذهبوا أيضا إلى ضريح أتاتورك كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية في تركيا"، مضيفا أن رئيس حزب العدالة والتنمية فضّل عدم الحضور إلى الاحتفالات سواء في الضريح أو البرلمان.
وطالب النائب أردوغان بضرورة تقديم اعتذار وتصريح يوضح فيه سبب تغيبه عن الحضور لهذه المناسبة، مشددا على أن الاحتفالات أقيمت في إطار الإجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا وبأقصى قدر من الاهتمام بمبدأ التباعد الاجتماعي؛ لذلك لا يوجد عذر لعدم حضوره.
ووصف البرلماني التركي بأن الرئيس كان "مثالا سيئا لكل من أطفالنا وأمتنا، حيث لم يتبع أي قاعدة، ما حدث من أردوغان لن يمر مرور الكرام؛ فنحن نعد ما حدث عدم احترام وقلة تقدير للبرلمان وشعبنا".
شكاوى سابقة
لم تكن تلك هي الشكوى الأولى بإهانة البرلمان التركي، حيث إنه منذ إقرار أنقرة النظام الرئاسي في يونيو 2018 بديلا عن النظام البرلماني، زاد الرئيس أردوغان من سلطاته، بينما بات المجلس في خدمته والحزب الحاكم، وسط اعتراضات ضخمة.
وسبق أن تقدم العديد من نواب المعارضة بشكاوى ضد أردوغان جراء تجاهله وعدم تجاوب الوزراء ورئاسة الجمهورية مع الاستجوابات البرلمانية التي يقدمونها كما كان في السابق.
أوضاع متدهورة
يأتي ذلك في وقت تتدهور به الأوضاع في تركيا، التي باتت بؤرة للفيروس، وأثُرت على كافة مناحي الحياة، حيث وُجهت انتقادات عديدة لتركيا خلال أزمة كورونا، وأكدت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن إصرار أردوغان على الاستمرار والزيادة في أخطائه السابقة سوف يجلب مزيدا من الدمار الاقتصادي لتركيا، بالإضافة لعواقب مالية وجيوسياسية تستمر إلى ما بعد انتهاء وباء كورونا.
وكشفت بيانات رسمية، أن معدل البطالة في تركيا ارتفع إلى 13.8% في الفترة من ديسمبر 2019 إلى فبراير 2020 من 13.7% قبل شهر، ما يثبت أن البطالة ستظل مرتفعة حتى بعد انتهاء كورونا، رسمياً بعد الاضطرابات الاقتصادية بالبلاد ويتألم بشدة الشعب التركي منها.
وخلال أزمة كورونا، ما زالت تركيا تسير على نهج الخداع نفسه، حيث ما زالت مستمرة في نشر الأكاذيب، وإخفاء الحقائق خوفا من الانزلاق لمزيد من الانهيار الاقتصادي، رغم تحول مدينة اسطنبول لواحدة من بين 10 دول في العالم الأكثر انتشارا للفيروس.