صفعة جديدة لإخوان ليبيا بعد نجاح مصر في احتواء الأزمة
في ظل المحاولات الدولية لاحتواء الأزمة الليبية ونجاح وقف إطلاق النار وتشكيل حكومة موحدة جديدة يسعى إخوان ليبيا الذين يتخذون من تونس مقرا لهم لإفساد هذه العملية السياسية، إلا أن نجاح مصر في احتواء الموقف كان بمثابة ضربة قوية للتنظيم.
ضربة قوية للتنظيم
وتلقى تنظيم الإخوان المسلمين في تونس ضربة قوية مؤخرًا بعد استقبال القاهرة وزير الداخلية في حكومة الوفاق الوطني، فتحي باشاغا، وفقا لصحيفة "آرب ويكلي" الدولية.
وستقرر محادثات تونس بشأن السلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا وتعيين مسؤولين في مناصب سيادية.
ويتهم البعض باشاغا بالانتماء إلى حزب العدالة والبناء التابع للإخوان. وتزيد زيارته للقاهرة من فرصه في أن يصبح رئيس وزراء ليبيا المقبل؛ إذ ستُفهم على أنها تأييد لترشيحه، وهو موقف سبقته مؤشرات على تأييد مماثل من قبل باريس.
سر زيارة باشاغا للقاهرة
ومن المتوقع أن يجري باشاغا محادثات مع مسؤولين مصريين تهدف إلى طمأنة القاهرة بشأن العناصر الأمنية التي سيتم نشرها إلى جانب قوات الشرطة الموالية للجيش بقيادة المشير خليفة حفتر في المنطقة الوسطى وتحديداً في سرت والمحطات النفطية. كما لا يستبعد المحللون أن يعقد باشاغا اجتماعات مع ممثلين عن الجيش الوطني الليبي في سياق المحادثات الأمنية التي تشرف عليها القاهرة.
وكانت مصر قد استضافت نهاية سبتمبر الماضي محادثات أمنية بين ممثلين عن الجيش الوطني الليبي وممثلين عن حكومة الوفاق الوطني، تركزت على المسار الأمني المتعلق بالمنطقة الوسطى.
وكانت تركيا قد هددت بالسيطرة على تلك المنطقة؛ ما دفع مصر إلى إطلاق السيوف في حرب محتملة حيث أعلنت المنطقة "خطًا أحمر" يجب عدم تجاوزه.
اتفاق قطري تركي
وجاءت زيارة باشاغا لمصر مفاجأة لمراقبي الشؤون السياسية الليبية، خاصة أنها جاءت بعد أيام فقط من زيارة قام بها إلى قطر وقع خلالها اتفاقية تعاون أمني مع الدوحة في انتهاك لاتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة في جنيف.
وقال المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، في بيان: إن "ما فعلته دولة قطر، أكبر داعم للإرهاب، من استخدام عملائها في ليبيا اليوم وتوقيع ما أسمته الاتفاقات الأمنية، هو انتهاك لنتائج حوار جنيف 5 + 5".
واعتبر أن الاتفاق "محاولة خبيثة لتقويض ما اتفق عليه ضباط الجيش الوطني الليبي في جنيف من حيث وقف إطلاق النار ووقف التصعيد وإنهاء التدخل الخارجي المدمر في الشؤون الليبية".
وبينما توقع المراقبون أن تتخذ القاهرة وبعثة الأمم المتحدة في ليبيا موقفًا حازمًا ضد هذه التجاوزات التي تعكس استمرار الموقف التركي المتشدد، فوجئ الجميع برؤية القاهرة تستقبل باشاغا، الأمر الذي يعزز التكهنات حول وجود إجماع إقليمي ودولي بشأن هوية رئيس الوزراء المقبل والذي قد يكون الأخير باشاغا.
عكست تصريحات المسؤولين الأتراك وحلفائهم الإسلاميين في ليبيا القلق والخوف من فقدان النفوذ التركي، لكن مجريات الأمور على الأرض ما زالت مستمرة وفق الخطط التركية. ألغى فايز السراج قراره بالاستقالة بنهاية أكتوبر، مثلما أرادت أنقرة، وتجتمع اللجنة العسكرية المشتركة 5 + 5 مجددًا في غيدامس رغم إعلانها في 27 أكتوبر عن توصلها إلى اتفاق.