عبدالمجيد الزنداني.. جاسوس أردوغان في اليمن
استغل عباءته الدينية ولحيته الطويلة، ليبث سموم الإخوان وتركيا بين عقول الشباب وينشر الإرهاب ويطوع الجميع لخدمة مخططات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي جند الشيخ عبدالمجيد الزنداني لصالح مخططاته السوداء.
أردوغان يجند الزنداني
يعتبر الشيخ عبدالمجيد الزنداني واحدًا من أشهر الدعاة المتطرفين الإخوان في اليمن، كونه قياديًا بحزب الإصلاح التابع للتنظيم الدولي، لذلك جنده أردوغان لصالحه من أجل تنفيذ مخططاته بالبلاد التي مزقتها الحرب والحوثي، وفقًا لما كشفته وثائق نشرها موقع نورديك مونـيتور، السويدي المتخصص في الشأن التركي.
وقال الموقع السويدي إنه يمتلك وثائق تثبت أن شركة "سادات" التركية العسكرية حصلت على تأييد القيادي في حزب الإصلاح الإخواني، حيث إن أردوغان يستثمر كثيرا في التنظيم الإرهابي، بهدف تكوين نفوذ ضخم في اليمن.
وفي عام 2014، أرسل كبير مستشاريه العسكريين إلى صنعاء الضابط السابق والمستشار عدنان تانريفردي لليمن من أجل لقاء القيادي الإخواني، وراء ستار المنظمات غير الحكومية، لتشكيل قوة أصبحت أداة أنقرة في التدريب والدعم اللوجستي للإرهابيين في تركيا وسوريا وليبيا.
وقبل شهرين، انتقل الزنداني إلى تركيا، لينضم إلى باقي أفراد أسرته هناك، التابعة للإخوان وغيرهم من عناصر التنظيمات الإرهابية، ليتصدر بشكل متكرر الظهور في وسائل الإعلام الموالية لأردوغان، لدرجة أنه قال في أحد الحوارات: إنه كان "يصلي من أجل أردوغان".
ولخدمة مخططات الرئيس التركي خلط الزنداني الدين بالسياسة من أجل المصالح الإرهابية، ونشر الفتاوى الإخوانية المثيرة للجدل.
من هو الزنداني؟
ينتمي الزنداني إلى قبيلة أرحب، الموجودة بالقرب من العاصمة صنعاء، حيث ولد في قرية الظهبي في مديرية الشعر بمحافظة إب، عام 1942، وتلقى التعليم الأولي في الكُتاب إبان الحكم الإمامي في بلاده، قبل أن ينتقل إلى عدن لدراسته النظامية فيها، ومنها إلى مصر التي التحق فيها بكلية الصيدلة لمدة عامين فقط، قبل أن يحول إلى كلية الأزهر لدراسة علوم الشريعة، ليتواصل خلالها مع أفراد جماعة الإخوان ويتأثر بهم، على رأسهم مهدي عاكف وأيمن الظاهري، ما تسبب في اعتقاله وفصله من الجامعة.
بعد عودته إلى اليمن، سرعان ما اتخذ مساره الإخواني، لينطلق منها للمشاركة في الجهاد الأفغاني بفترة الثمانينيات، من خلال دعوة الشباب اليمني ضد الشيوعية السوفيتية، ليبدأ أول علاقته بالإرهاب، ليرجع مرة أخرى إلى بلاده إبان ثورة الشباب اليمنية، التي أعلن اعتباره لها "صورة من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأفضل الجهاد".
سعى خلال ذلك لتأسيس تنظيم الإخوان في اليمن، عبر بوابة مغايرة، حيث دشن في السبعينيات "الجبهة الإسلامية لمحاربة المد الشيوعي"، التي تم إعلانها بشكل صريح بعد الوحدة عام 1990، ثم تم تأسيس التجمع اليمني للإصلاح بائتلاف الجبهة الإسلامية ومشايخ القبائل، ليضم إليه مجموعة من ضباط الأمن في جهاز الأمن الوطني، والمختصين بشأن الجنوب ودائرة مكافحة ما سموه حينها بـ"المد الشيوعي".
الزنداني والإخوان
توطدت علاقة الزنداني بالإرهاب والإخوان عقب ذلك، ليتخذ قناة الجزيرة القطرية منصة له، ويطلق عبرها العديد من الفتاوى المثيرة للجدل، لعل أغربها إعلانه مسبقا اكتشافه علاجا من الأعشاب الطبيعية للشفاء من مرض "الإيدز"، بالإضافة إلى فتواه الشهيرة "زواج فرند" التي أثارت جدلا ضخما في المنطقة العربية والإسلامية، ما أكد أنه غير مؤهل للاجتهاد، بينما وجه له البعض تهمة "التشيع"، لمخالفته الشرع.
كما زعم مسبقا عن سماعه أصوات المعذبين في القبور، وحصوله على شريط يتحدث عن اكتشاف علماء في الجيولوجيا لأصوات بشرية تحت الأرض حين قاموا بالحفر في شبه جزيرة في سيبيريا اسمها كوليسري قرب الحدود النرويجية مع روسيا، قبل أن يعترف بخطئه لاحقا وأن الفيديو غير حقيقي.
لم يقتصر الأمر على ذلك، وإنما للزنداني العديد من التصريحات المثيرة للجدل، حيث سبق أن أعلن تأييده للإجراءات والتحركات العسكرية باتجاه عدن، ودعت الحكومة والشعب والجيش إلى العمل للقضاء على التمرد، في إشارة إلى المجلس الانتقالي الجنوبي في عدن وقوات الأحزمة، والنخب، بالإضافة للدعوة إلى وأد الفتنة، في تذكير بالفتوى التي أصدرتها هيئة علماء اليمن في 1994، تمهيدا للحرب على الجنوب، والتي خلفت شرخا عميقا بين اليمنيين، وضربت الوحدة بين شطري اليمن التي قامت على السلام والشراكة، داعية للانخراط في القتال "باسم الله".
تعتبر هيئة علماء اليمن، هي منصة الفتاوى التكفيرية للإخوان، حيث إنها عام 1994، أصدرت فتوى تبيح قتل أطفال عدن بالتوافق مع الميليشيات الإرهابية، لاجتياح الجنوب بكل وسائل الدمار، لاسيما من تنظيم القاعدة، حتى بدأت تتعاون أيضا مع تنظيم داعش الإرهابي، لذلك أدرجت أميركا اسمه ضمن لائحة المهتمين بتمويل الإرهاب.
بمطلع الألفية الجديدة، وتحديدا في فبراير 2005، أدرجت لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الدولي اسم الزنداني إلى قائمة الشخصيات الداعمة للإرهاب، حيث قدم أموالا لحركة طالبان والقاعدة، بناء على طلب من وزارة الخزانة الأميركية، بينما زعم القيادي الإخواني عدم صحة ذلك، بينما أكدت التقارير الرسمية للولايات المتحدة أنه كان من الأشخاص الذين تم الاعتماد عليهم معنويا ولوجيستيا لدى الجماعات الإرهابية.
كما أظهرت تحقيقات روسية وأردنية ومصرية مع إرهابيين وجود علاقات مباشرة وغير مباشرة مع الزنداني، لذلك طالبته بالتوقف عن ذلك، كما تعتبر جماعة الإيمان التي يرأسها، بمثابة مؤسسة لتحريض الشباب على الكراهية، حيث إن له خطابات مسجلة بعد أحداث 11 سبتمبر تدافع عن أعمال تنظيم القاعدة عبر اتهام الرئيس السابق جورج بوش واليهود بافتعال الأحداث لإرهاب الإسلام تحت عنوان مكافحة الإرهاب، لذلك تعتبره واشنطن من أخطر الرجال باليمن.