"علاء البرغوثي"... سُمّ قطر الثقافي في أوروبا
رغم وعيه الكامل بمتاجرة قطر بقضية بلاده ونشرها الكثير من المزاعم وعلاقتها المتوطدة مع إسرائيل وإباحتها للدماء الفلسطينية، إلا أنه بات ذراع الدوحة في أوروبا، مقابل حصوله على ملايين الدولارات.
ذراع قطر بأوروبا
استغل قلمه الصحفي لمساندة ودعم قطر والتسلل إلى القارة الأوروبية من الناحية الثقافية، ليتحول فجأة إلى مدير ومؤسِّس شركة يقدر ربحها بمئات الآلاف من الدولارات، ليتم فضح أمر "علاء البرغوثي".
عمل "البرغوثي" في مختلف المواقع الإلكترونية التابعة لقطر والإخوان من قناة "الجزيرة"، و"عربي 21"، و"ساسة بوست" وغيرهم، حيث تقدمه تلك المواقع على أنه صحفي وباحث فلسطيني، وزعم كونه مشرفًا وباحثًا في عدد من مراكز الأبحاث والدراسات الفلسطينية المعنية بحقوق اللاجئين، وأنه كاتب في عدد من المواقع والمجلات العربية والحقوقية الدولية.
كما قدم نفسه كصحفي فلسطيني يعيش في السويد، وحاول تدشين عدة مشاريع فاشلة مثل "مركز اللاجئ للإعلام" الذي أسسه في 2011 ولكنه لم يَلْقَ أي إقبال أو نجاح، فضلاً عن أنه عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يروج لآراء وبيانات الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين؛ الإخواني في قطر، وبتغطيات الصحف القطرية المشبوهة أيضًا.
فضح علاقة "البرغوثي" بالدوحة
تغيير ذلك المسمى فجأة، قبل أسبوعين، حيث عرضه معرض الكتاب الرقمي في السويد، الذي تنظمه قطر عن طريق "دار لوسيل" القطرية للنشر والتوزيع وشركة سويدية، هي "نوردك ديجيتال وورلد"، بأن تم طرح اسم البرغوثي، بأنه مدير هذه المعارض، وهو ما فضح العلاقة مع الدوحة.
ويشارك في تنظيم المعرض أيضًا، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات الذي يرأسه عضو الكنيست الإسرائيلي السابق "عزمي بشارة"، ومركز "الجزيرة" للدراسات، المعروفين بدورهما في نشر الفتنة والفوضى ودعم أهداف قطر المشبوهة.
لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يتم فيها الكشف عن العلاقة بين البرغوثي بالدوحة، حيث إنه العام الماضي، مع بداية تنظيم قطر لذلك المعرض في الدنمارك، باسم كوبنهاغن للكتاب العربي 2019، ظهر الصحفي الفلسطيني كممثل لقطر، والذي نشر وقتها العديد من التصريحات الصحفية مشيدًا بالدعم القطري الذي وصفه بـ"المميز" للمعرض ومساهمة الدوحة في نشر الثقافة الإسلامية في الدنمارك والبلدان الأوروبية المجاورة، وفقًا لمزاعمه.
الدعم مقابل المال
وقت انطلاق المعرض الأول العام الماضي، ظهر الدعم المالي الضخم الذي حصل عليه البرغوثي من الدوحة، حيث سجل وقتها شركة "نوردك ديجيتال وورلد" في السويد، ليكون مؤسسها ومديرها التنفيذي، ليتحول من صحفي إلى مؤسس شركات دون إفصاحه عن مصدر ذلك المال، وسريعًا وصلت أرباح الشركة إلى 699 ألف كرونة سويدية أي ما يعادل 78 ألف دولار أميركي، في عامها الأول، وهو ما أثار جدلاً ضخمًا عن قدرة صحفي فلسطيني في تحقيق ذلك الربح الضخم في عام واحد لشركة حديثة.
ولكن حقيقة تلك الأرباح أفصحت عنها كتابات البرغوثي الذي يمتدح قطر وسياساتها الزائفة في مقالاته، بجانب الترويج لتركيا ورئيسها المستعمر الأكبر بالعالم رجب طيب أردوغان، ما وصل لوصفه في مقاله بموقع "سياسة بوست" في أغسطس 2016، بأنه يعتبر مثالاً للقائد الوطني الناجح، بقوله: "ومن المؤكد أن الملايين من العرب والمسلمين يتمنون أن يكون عندهم رئيس أو ملك أو أمير أو مرشد كالرئيس التركي".