قطر غير آمنة.. كشف طبي قسري للنساء واختطاف المعارضين الإيرانيين
حادثتان شهدتهما قطر خلال الأيام الماضية كشفا أن الإمارة الخليجية الصغيرة لا تتمتع بأي نوع من الأمان، سواء بسبب تعريض الراكبات على متن الخطوط الجوية القطرية للفحص الطبي القسري والتفتيش عرايا، بالإضافة إلى استدراج معارض أحوازي وتسليمه للسلطات الإيرانية.
استدراج واختطاف
نجحت إيران في اختطاف شخصية أحوازية بارزة يدعى "حبيب أسيود" بمساعدة قطر التي استدرجته بحجة عقد عمل له، وفقًا لما كشفت عنه صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية.
اتهمت إيران "الحبيب أسيود" بالتورط في هجوم 2018 على عرض عسكري في الأحواز أسفر عن مقتل 25 شخصًا على الأقل بينهم جنود ومدنيون.
وقال "مجتبى زنوري"، رئيس لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، لوكالة الأنباء البرلمانية إيكانا: إن "أسيود" سُجن وسيُحاكم.
ولم يذكر "الزنوري" مكان أو كيف تم القبض على "أسيود"، لكن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، الجماعة التي كان رئيسًا لها سابقًا، وصفت اعتقاله بأنه عملية اختطاف.
وقالت الجماعة، في بيان لها إنه تم القبض على "أسيود" في تركيا، مطالبة بضرورة التحقيق في الاعتقال ومشاركة السويد في التحقيق لأنه كان مقيمًا بها ويحمل جنسيتها.
واتهمت الجماعة، قطر بأنها كانت وراء عملية الاختطاف بعد أن خدعته بعقد عمل فتوجه لتركيا وقبل التوجه لقطر تم اعتقاله من قِبل السلطات الإيرانية.
وقالت زوجته: إنه صعد على متن رحلة جوية من السويد إلى تركيا، حيث خطط لمواصلة الرحلة إلى قطر، لكن تم تسليمه إلى المخابرات الإيرانية.
فحص قسري
وخلال الأسبوع الماضي تعرضت ١٣ راكبة أسترالية للفحص الطبي القسري وتم إجبارهن على خلع ملابسهن بالكامل وتفتيشهن ذاتيًا في مطار حمد الدولي.
وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن الخطوط الجوية القطرية زعمت أنها أقدمت على هذا الفعل المشين بعد العثور على طفلة رضيعة في دورة مياه بالمطار، وكانت تبحث عن والدتها.
اشتعل الغضب الدولي بعد الواقعة، وأعلنت النساء الأستراليات عن مقاطعة الخطوط الجوية القطرية، مؤكدين أنها غير آمِنة، خصوصًا وأن الحكومة في اعتذارها لم تقدم أية ضمانات لعدم تكرار الحادث.
كما رفضت منظمات المجتمع المدني السلوك القطري، واصفة ما حدث بأنه يرقى للاعتداء الجنسي المرفوض شكلاً وموضوعًا أيًّا كان سببه.
قطر غير آمنة
ويرى مراقبون أن كِلا الحادثين يؤكدان أن قطر دولة غير آمنة سواء للمسافرين على خطوطها الجوية أو المتجهين إليها للعمل أو السياحة.
فالسيدات غير آمنات، فمن الممكن أن يقعن ضحية الفحوص الطبية القسرية دون مراعاة للخصوصية وانتهاك لإنسانيتهن وتكتفي الحكومة بعدها باعتذار دون تقديم أية ضمانات لحماية المسافرات.
كما أن أي شخص متجه للعمل في قطر فهو معرض للاعتقال والاختطاف من قبل جهات معلومة أو مجهولة، حيث أكد المراقبون أن ما قامت به قطر تجاه المعارض الأحوازي يعد نقطة سوداء في تاريخ الإمارة الخليجية الصغيرة، ويجعل منها دولة غير آمنة ويؤدي لانعدام ثقة المواطنين فيها.