محللون سياسيون: الرئاسة الفلسطينية ترتمي في أحضان تركيا وإيران!
ما زالت أصداء أزمة تصريحات المسؤولين الفلسطينيين، في اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، الذي عقد الإثنين الماضي مستمرة، نتيجة تحريضهم والتشكيك في دعم دول الخليج للقضية الفلسطينية، عقب إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة عن اتفاقية السلام مع إسرائيل، والتي تضمنت وقف ضم الأراضي وضمان إيجاد حل للقضية الفلسطينية، إلا أن الاجتماع الذي تم بحضور الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" تضمن إساءات لدول الخليج وعلى رأسها الإمارات والمملكة العربية السعودية.
هجوم الفصائل الفلسطينية على الخليج غير مبرر
وفي هذا الصدد عقب سامي المرشد، محلل وخبير سعودي، في تصريحات لـ"العرب مباشر"، أن الاجتماع الذي عُقد في رام الله برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واجتماع قادة الفصائل لم يُعقد منذ مدة طويلة، وكان تطلُّع الفلسطينيين والعرب في جميع أنحاء العالم، أن يخرج هذا الاجتماع بنتائج ملموسة في توحيد صف الفلسطينيين المشتت، وتوحيد جهودهم لتحرير فلسطين وتحرير أرضهم المغتصبة، وأخذ مواقف سياسية مشتركة تدعمهم على المستوى الدولي.
وتابع المرشد، إلا أن العالم فوجئ أن الفصائل تسابقت في سبّ دول الخليج بدلاً من ذلك، وتتهمها أشد الاتهامات وادعائهم أنهم مَن علموا الخليج وأن الخليج جاحد بالنسبة لهم، بالرغم من معرفتهم أن القضية الفلسطينية ومجابهة العدوان الإسرائيلي، ما كان الفلسطينيون يستطيعون أن يقوموا بأي جهد في العقود الماضية بدون الدعم الخليجي السخي من السعودية ودول الخليج الأخرى، وما زال قنصليات وسفارات الدولة الفلسطينية في العالم تدفع ميزانياتها من المملكة العربية السعودية شهريًا وبانتظام، ومنذ سنوات عندما أوقف الدعم الأميركي لمؤسسة غوث للاجئين للأونروا، من عوض الدعم هما المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
وفي السياق ذاته أضاف المرشد، في الواقع كانت هناك في هذا الاجتماع سيئ الذكر مغالطات مخجلة، وكان العرب يتوقعون من القادة الفلسطينيين أن يوحدوا الصف وأن يشكروا الدعم الخليجي والعربي ويركزوا على قضاياهم والتزاماتهم وفضائحهم وفسادهم، بدلاً من التهجم على الإمارات لأنها قامت بالسلام مع إسرائيل، ولأنها أوقفت ضم الأراضي الفلسطينية من خلال هذا الاتفاق، وبدلا من شكرها بدؤوا يتهجمون عليها وعلى دول الخليج، وأحد قادة الفصائل تحدث بعدم المسؤولية أن المقيمين الفلسطينيين في الإمارات يقدر عددهم بـ400 ألف يجب أن يحتجوا وأن يزعزعوا الأمن والاستقرار في الإمارات، هذا تحريض صريح على العنف.
الدور العربي والخليجي في دعم القضية الفلسطينية
وأشار أنهم حولوا الاجتماع من شجب لأعمال إسرائيل، إلى لوم الخليج وسبّ الخليج وتلفيق التهم لدول الخليج وهذا غير مقبول، ما جعل أمين عامّ مجلس التعاون الخليجي، أن يصدر بيانًا غير مسبوق ، وبعادة الخليج أن تتجاوز تلك التجاوزات إذا صدرت عن بعض الصغار، ولكن أن يكون ذلك الاجتماع بحضور الرئيس الفلسطيني فهذا غير مقبول، فصدر بيان يطالب باعتذار رسمي من السيد عباس عن هذه الإساءات وقد اعتذر وسيعتذر مرارًا وتكرارًا.
واستطرد المرشد، الحقيقة أنه كان اجتماعًا مخزيًا ، لافتًا أن القادة الفلسطينيين يثبتون دومًا أنهم ينفرون الأصدقاء ويزيدون من أعدائهم ، وفي كل مناسبة تاريخية نتذكر عندما قام الرئيس المصري الراحل "محمد أنور السادات"، بمحادثات السلام مع إسرائيل وكان يشترط أن تحل القضية الفلسطينية بدلاً من أن يشكروه هاجموه، وما زال بعضهم يهاجمه حتى الآن، رغم أنهم لو استمعوا له ما حدث الذي حدث خلال العقود الماضية، متابعًا أيضًا ما حدث وقت العدوان العراقي على الكويت، بدلاً من أن يقفوا مع الكويت وقفوا مع عدوان صدام حسين واعتذروا بعد ذلك، ثم سامحتهم دول الخليج، في كل مرحلة يعيدون نفس الأخطاء، وفي الآونة الأخيرة يريدون أن يجابهوا الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والعالم العربي، ويقولون لنا أصدقاء، أصدقاؤهم إيران وكوبا وفنزويلا، لنا أن نتخيل هذا المستوى المنحط من الوعي السياسي، عندما نرى تصريحات المسؤولين الفلسطينيين لا نستغرب هذه السقطات والمصائب التي تحل على القضية الفلسطينية عامًا بعد عام، الاحتلال الإسرائيلي طبعا سيئ ومدان، ولكن في الآونة الأخيرة نرى أن تصرف هذه القيادات الفاسدة أصبح أكثر خطورة على القضية الفلسطينية من الخطر الإسرائيلي نفسه.
"منذر آل الشيخ": الرئاسة الفلسطينية ترتمي في أحضان تركيا وإيران
من جانبه فسر المغرد السعودي البارز والمحلل السياسي منذر آل الشيخ مبارك، هجوم الرئاسة الفلسطينية على منطقة الخليج بأنه يعود إلى فقدان القضية لقوتها بسبب ضياع البوصلة .
وأضاف آل الشيخ في تصريحات لـ"العرب مباشر": إهانة عباس ترجع إلى ضعف القضية وضياع البوصلة ويظهر ذلك من الإصرار على مهاجمة قيادات فلسطين الخليج ومصر"، مشيرًا أنهم في الوقت نفسه يرتمون في حضن تركيا وإيران نظرًا لعدم قدرتهم على الخروج من حقبة الستينيات وشعاراتها.