نيويورك تايمز: كورونا كشفت معاناة العمال الحقيقية في قطر.. يموتون جوعاً
تواصل وسائل الإعلام العالمية كشف انتهاكات قطر ضد العمالة الوافدة، وسط تحذيرات من أن تتحول معسكرات العمال المغلقة لبؤر جديدة لانتشار الفيروس حول العالم.
العمالة الوافدة عالقة في قطر بدون مال أو طعام
وأكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أن العمالة الوافدة وجدت نفسها محتجزة بشكل إجباري في قطر، وبعضهم يتم تسريحه أو محاصرتهم دون الحصول على أجورهم، بعد انتشار فيروس كورونا بينهم.
وتابعت أن قطر احتجزت عشرات الآلاف من العمال المهاجرين في معسكرات مزدحمة؛ ما أثار مخاوف العالم من أن تكون هذه المعسكرات بؤرة جديدة لانتشار فيروس كورونا.
وأضافت: أن قطر لم تبالِ بالنداءات والمطالب الدولية لتحسين أوضاع العمالة الوافدة، وضمان حقوقهم والتوقف عن الاتجار بالبشر.
وأشارت إلى أن قطر تعتمد على جيوش من العمال المهاجرين ذوي الأجور المتدنية للانتهاء من مشروعات كأس العالم.
كورونا صعَّبت الأمور على العمال
وأوضحت أن فيروس كورونا جعل الأمور أسوأ حيث وجد العمال الأجانب أنفسهم محتجزين في مساكن ضيقة وغير صحية ومحرومين من الدخل وغير قادرين على العودة لديارهم بسبب قيود السفر.
وأشارت إلى أن الطعام والمال ينفذون من العمال، وليس لديهم مكان يلجؤون إليه، في المجتمع الذي لطالما تعامل معهم على أنهم من الطبقة الدنيا.
وأوضحت أن الخسائر الاقتصادية التي ضربت العالم وصلت إلى العمال، فبعضهم لا تتجاوز رواتبهم الـ200 دولار شهريًا، والكثير منهم مدينون بمبالغ طائلة للوسطاء قبل أن يبدؤوا العمل.
لن يؤثر الدخل الضائع على العمال فحسب، بل سيؤثر أيضًا على بلدانهم الأصلية، التي تتلقى تحويلات بمليارات الدولارات كل عام.
وأضافت: أن قطر اكتشفت في خضم طفرة البناء التي استعدت لاستضافة كأس العالم في عام 2022، مئات الحالات في منطقة صناعية التي يعيش فيها العديد من المهاجرين.
وقالت الحكومة: إنها عزلت المصابين للعلاج وأغلقت المنطقة؛ ما أثار مخاوف من أن الفيروس سيستمر في الانتشار داخل المنطقة المعزولة.
وقال فاني ساراسواتي، المحرر المساعد في مجموعة حقوق المهاجرين Migrant-Rights.org: "هناك هذا التمييز الفطري في النظام القطري نفسه الذي لن يختفي فجأة، وسيصبح أكثر حدة مع استمرار هذه الأزمة في النمو".
وخصصت قطر أكثر من 800 مليون دولار لمساعدة الشركات على دفع رواتب موظفيها وأصدرت لوائح تقصر يوم العمل في محاولة لوقف انتشار الفيروس، لكن العمال يقولون إن السياسات لا تطبق دائماً على أرض الواقع.
شهادات العمال تكشف معاناتهم
"عقال" عامل نفط كيني في قطر أنه اعتاد الركوب للعمل في حافلة مزدحمة مع 60 شخصًا آخرين، لكن الموظفين اشتكوا وخفضت الشركة السعة إلى 30 رجلاً لكل حافلة، ولكن لا نزال نشارك نفس الغرفة في مجمع الشركة مع ثلاثة آخرين، في جناح يضم ستة حمامات فقط لـ450 رجلاً".
وقال عبر الهاتف متحدثا شريطة عدم الكشف عن اسمه خوفا من العقاب من قِبل صاحب العمل: "التزاحم هو المشكلة وغسل اليدين يكاد يكون غير واقعي".
وقالت الصحيفة: إن الشركة تقدم لهم الطعام، ولكن في قاعة طعام مشتركة غالبًا ما تكون مزدحمة.
وقال: "إن ذلك ليس بأي شكل من الأشكال إبعاد اجتماعي، إن الله وحده هو الذي يحمي الناس".